مدارات الأخلاق

الكاتبه: سهام
 
فلنتخيل أن كل منا حوله مدارات أشبه بالمدارات الإلكترونية, هذه المدارات تقع داخل مجالاتنا الشخصية وهذه المجالات نتاج نواتنا الأخلاقية والفكرية, فكل منا حريص على أن يحافظ على توازن مجاله الشخصي فنحن ننتمي لهذا المدار ولنا حرية الانتقال من مدار إلى آخر وفقا لاحتياجاتنا الطبيعية وذلك كله في حدود مجالنا الشخصي, حتى إذا خرجنا من هذه المجالات وبدأنا بالاحتكاك بمجالات أخرى شخصية أخلاقيه فكرية فقد نجد مدارات ننسجم فيها ونجد فيها احتياجاتنا ونجد منها وسيلة للارتقاء والعطاء أو إننا نجد التنافر الذي نقع به في دائرة المشاحنات والخلافات, و يمكن أن نشهد مثال هذا الخروج ونتاجه من تنافر وانسجام  يوميا وهذا أمر جدا طبيعي فهذا الخروج يحتمل الأمرين, والأمر الأول محمود والأخر مكروه, والأرجح والأفضل عند حصول التنافر فإن القرار الحكيم يكمن في سحب الإدراج والعودة إلى مداراتك التي تنتمي إليها فعند ذلك الحين تستقر النفس وتستدرك مقدار الطاقة المهدورة في غير محلها ويعود لها التوازن فتهدأ, وما نحصل عليه  نتيجة هذه الانتقالات والحركة المستمرة والاحتكاكات كله عاد لك بالنفع في كينونة عالمك الشخصي بالخبرة والفائدة ولكننا نحتاج إلى دراسة حركاتنا دراسة دقيقة آخذين بعين الاعتبار أن العبرة بالاعتبار ونحتاج فيها أيضا إلى دراسة أخلاقنا دراسة صارمة لا مجاملة فيها..
فإن لم تتسع أخلاق قوما ***ضاقت بهم فسيحات البلاد
وأخيرا إلى دراسة أفكارنا دراسة عادلة فليس كل صواب جائز لك هو جائز للآخرين, وأن منظورك الشخصي للأمر يختلف عن منظور الآخرين على الرغم من وحدانية وجهة النظر, وهكذا تجري الأمور في الحياة فكل منا ينتمي لمجال مختلف وعلينا أن نتعلم فن التعامل مع معطيات الحياة.
أمنية :
من جمال الإسلام وحسنه أن علمنا الدعاء للنفس بما يعود عليها من بركة فاللهم كما جملت خلقتنا جمل أخلاقنا, أمنيتي أن نرتقي بمجالاتنا حتى نعود مجالات تجذب لها ولا تجذب, مجالات تؤثر ولا يؤثر عليها وان تأثرت فسأل الله أن تتأثر بالخير والأخيار.

Exit mobile version