وللنرجسية قلم !!

الكاتبة: حياة الجطيلي

(إذا كنت تعتقد أنك متواضع ففيك شيء من الكبر لأن تظن أن لك منزلة فوق ما أنت فيه. التواضع هو أن تعرف قدر نفسك ولا تغتر بما يقوله الآخرون أو يفعلونه لك)
د.سلمان بن فهد العودة
رغم كثرة العبارات التي نتشدق بها عن التواضع إلا أن هذه العبارة شدت انتباهي كثيراً؛ لأنها تتحدث عن حوار ذاتي بينك وبين نفسك لإعتقاد أنت بنيته ولا أحد يعرفه سواك. هل هو اعتقاد جديد بعد منصب ،بعد مرحلة، او بعد ظرف ارتفعت فيه وتغيرت بعدها ؟ هل هو قديم ولكنك لم تدركه سابقاً؟
هل عبرّت عنه؟؟
هل سبق أن لمحت نفسك تغالب ابتسامتك بشعور من الرفعة فقط لمن هو أقل منك؟
تواجهنا مواقف في مسيرتنا نكّون هالة حول أنفسنا بدون أن نشعر وأحيانا يكون الثناء والمنصب والبيئة عوامل أخرى.
كلنا نعبرها ولكن هناك من يعلمّه هذا التحدي مفهوم إنكار الذات بل ويتربى عليه  نعم تربية!! لأنه لا يأتي بسهولة وصعب عليك أن تتغاضى عن حظ نفسك،  ولكن هذا الصعب يورثك رضا الله سبحانه، ثم حب الناس وقبولهم هناك  تعريف رائع لمفهوم إنكار الذات هذا المفهوم النادر والذي يصعب تعريفه ويساء فهمه ببساطة هو
قول الإمام الشافعي: (أرفع الناس قدرًا من لا يرى قدره، وأكثرهم فضلاً من لا يرى فضله)

اعرف نفسك.. أدرها نحو ما يناسبها.. اعرف نقاط قوتها، اعرف مميزاتك والإيجابيات التي تزيد إنتاجيتك، و تلك المعرفة ستقودك للقرارات الملائمة لك وهذه أهم أبجديات حسن إدارة الذات.
لا المعرفة التي تجعلك تتكلم عن ذاتك لاوعياً وتفكر فيها أفضل وأكثر  من الآخرين!
احذر من المبالغة في تقدير نفسك تجعلك تقول أنا أقرب لله من فلان ،أنا أصلح من فلان ،أنا أذكى من فلان وكيف حكمت وهذه الأنا تحلق فوق رأسك؟؟!! لن ترى حقيقة شخصياتهم ومميزاتهم وما تخفيه ذواتهم.

تأمل في أخطائك وعيوبك قدر ما تفكر في عيوبهم. لا تضع مقياس تزن الناس فيه إلا تقوى الله وقربهم منه فهذا الذي يبقى في النهاية.
وإن لم تجده داخل نفسك فاستحدثه طلباً للقرب من الله.

حسناً..اتفق معك أنه أمر عميق وفيه شيئاً من الصراع أن تنكر ذاتك في وسط عالم يضج بالنرجسية والألقاب والتنافس المادي ولكن تذكر أن مطلبك غالٍ مثمر بالاطمئنان والسلام الذاتي وحسن الخلق وطيب النفس وصدق الابتسامة العذبة تجدها حين تعرف نفسك تفكر فيها أقل مما تفكر في الآخرين.

ومضة في نهاية السطر:
قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ))

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. إنتقاء موضوعي ينّم عن فكر هادف،
    غالباً [حياة] تناقش العلة والأعراض وتطرح العلاج ،
    الطبيبة التي تعدّى علم الأمراض لديها مايُلحظ بالعين المجردة،
    تغوص في أعماق النفوس البشرية وترسّخ الإيمان بـ “إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله …”
    شگراً لحرفگ الطاهر ~ 

  2. حينما نتكلم عن التواضع يجب ان نعي ان هذا اللفظ لايعني قول وانما يعني الفعل والاخرين فقط لهم الحكم على الشخص هل هو متواضع ام لا ..
    كلمة (انا )كنت استوعب انها مرض ولكن كيف اوفق بينها وبين التعبير عن الذات …!!
    لايمكن لشخص ان يذكر محاسنه و مساوئه للاخرين ..او بالاحرى سيسقط في احدى امرين اما ان يبالغ في ثناؤه على نفسه بكثر محاسنه وسيذكر حتما راي الاخرين به او انه سيقلل من قيمة نفسه والاخير غالبا يكون قد ظلم نفسه لاننا نفتقر لمن يرى فينا الحسن و السيئ ويوجهنا او حتى يذكر محاسنا ..
    اسلوبك خفيف ومريح بالقراءه …واصلي

  3. العظماء فقط هم من يرون أنفسهم بحجمها الحقيقي وربما أقل .. والصغار يرونها بالعدسة المكبرة .. كالبالون المنفوخ هواءو داخله خواء ..
    والله .. من ينظر إلى هذا الكون العظيم بكواكبه وخلقه، بأرضه وبحره وسماه .. يرى أن “أناه” لاتشكّل بكل نتاجها وإنجازاتها نقطة في محيط.
    رائعه ياحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى