ياخرّاط !

الكاتب: نايف العتيبي 
كـ غرسة اوليّة في كُليّة الطب تتعرض لشتى عوامل التعرية الاجتماعية , انطلاقاً من كلمة الطب ( صعب جداً ) وانتهاء ً بكلمة وانت في منتصف دراستك الجامعيّة ( متى تتخصص؟ ), عملية السير في تخصص الطب مختلفة عن كثير من الاقسام , كون أن مستوى الصعوبة بالكليات الصحيّة لا بد أن لا يفكر في اختراقه احد سوى صاحب عقل اينشتاني, نيوتني, وابن بيطاري , هذا مابنته الإشاعات المُغرضة التي نُقلت عن طريق ألسنة العديد من الأفواه التي درست الطب في أحلامها واكملت السبع سنين بحذافيرها ممايجعلهم خُبراء في التحبيط , التثبيط , وحتى السخرية .
أتحدث عن نفسي من واقع شاهدتّه وعاصرته , فا أنا منّ الله عليّ وتخرجت من رحلة اثنتي عشرَ سنةً بالمرحلة التعليمية الاوليّة وقد تهيأت كلياً لخياراتي بحيث حينما تخرجت قد قدمت ذلك الملف الأخضر لأغلب الجامعات مرتكزاً على نسبة وليست رغبة, فحضرتي لم أتهيأ لمعرفة ما ينتظرني أو حتى ما أريد, لدرجة أنني لم أكن أعلم أن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بعد قبولي فيها هيَ جامعة للهندسة في شتى مجالاتها , لم تكن مشكلة كبيرة إلى أن واجهت الطب بأول ترم دراسي وتسهل الدرب بتوفيق من رب العالمين وسنة على الاكثر وسوف يُشاع بأنني قد أصبحت طبيباً.
في مراحلك الدراسيّة تنبثق وتتوّثق أسئلة عدّة منها المٌفرح, المٌحزن, المثير للعجب, والغير قابل لحقيقة الاستيعاب, كثير منها يستحق الوقوف والتعريج عليها لإنتاج على أقل تقدير توعية بسيطة لعُمّال البلبلة الطُلابية الاجتماعية بين الطُلاب الخريجّين والطُلاب المُلتحقين مُسبقاً بكلية الطب, في بداية قُبولي عند تسليم ملفاتنا توّجب علينا أن نستمع الى جولة تعريفية بأن حياتي الاجتماعيّة ستتأثر بشكل كبير حينما اختار هذه الكليّة وانه ينبغي على نصفك الثاني أن يعي تماماً ماهو عملك وأنك ستتأخر في حالات ربما ستضطر إلى المبيت بالمُستشفى, وأنك انسان تَدرسُ على الدوام ولن تكون هناك راحة ولا وقت فراغ !
بعد مرور ست سنين عرفت ان بعض ماذكر أعلاه يُطبق عليّ ولكن هل كان من الواجب أن أضطر الى سماعه وانا في اول مواجهة مع تخصص لا أعرف منه الا حَرفين ط َ , بَ وفقط , لم تكن تعريفية كانت تحطيمية ياسيادة الخرّاط ,استوقفني احدهم (ربما حدثت لكثير من طلاب الكليات الصحيّة ) , الطب اختلاط صصصح !؟ سؤال عَام لا ترى مَكان لإجابة مُخصصة فيه, هل قررت انني اقضي سنين عمري استيفاءً لاختلاط , أو أنني سأصبح مسؤولاً عن أرواح البشر وخصوصياتهم من أجل اختلاط, أو أن قَسـم تخرجي صُمّم لشروط الاختلاط, سُؤال ساذج لا أرى مكانه من عملية التطبيب التي تعتمد على حماية البشر وابتغاء الاجر.
متى تتخصص؟
سؤال في اعلى سُلّم الأسئلة الاجتماعية لديّ حتى أنني عند كٌل مناسبة صرت أتنبأ بأن هذا السؤال هوَ ما سَوف يُغرد على مَسمعي, مثنى , ثلاث , ورباع , مع انني طَالب ومسمّاي الوظيفي بعد التخرج هوَ فقط ( طبيب عام ) بدون ادنى تخصص العَجب ليس في السؤال , ولكن من تكراره في كل مرة تستغرق فيها الوقت في التفسير ويُعاد عليك في المناسبة القَادمة ومن نفس الاشخاص !
عزيزي الخرّاط :
استصدار الفتاوي في عمليّة دراسة الطب وتحليل الآراء الاجتماعيّة لتصب في رأي او سؤال او حتى اعتقاد لا يعطيك المعلومة الكاملة لتوفير بيئتك الخاصة المعتمدة فقط على الاثارة والبهرجة والبعيدة كلياً عن النُصح والتوعية.
زُملائي :
لاتُصدّق كُل مايُقال تحرّى المعلومة بحذافيرها ( ان كانت تٌهمّك ) , او إذن من طين واذن من عجين و ايماءه بنعم قد تكفل لك حياة هانئة, ركّز على طموحك اجتهد وعاند الصُعوبات, دع انجازاتك هيَ من تتحدث عنك.

Exit mobile version