في الطب كلّن يفتي !

 الكاتبة: منال العتيبي 
منذُ سنواتي الأولى في كلية الطب ,وأنا ألاحظ حديث المجتمعات وخاصه النسائية عن الطب ومجالاته ,لاأعني بذلك الحديث عن الاختلاط أو دخول الفتاة السعوديه لكليةالطب ونظرة المجتمع لها ,فهذا وادٍ آخر والحديث عنه يطول ويطول ,لكن مقالي اليوم في اعتقادي هو الأهم  والأغلبية العظمى من الطلاب والطالبات قد مر به ,في حقبة من الزمن حين تكون في مناسبة عامة, تجمع المثقفين وغير المثقفين  الجامعيين وغير الجامعيين المتعلمين وغير المتعلمين, ثم يبدأ أحدهم ببث شكواه المرضية وأنت كطالب طب تقوم بدورك بإسداء النصحية, بما تعرفه عن المرض وبزيارة الطبيب لتُفاجأ بأن الكل في المجلس قد نصّب نفسه طبيباً, وتسمع عجب العُجاب من الوصفات الطبية, الشعبيه وغيرها والأدهى والأمَر هو جدالك أنت وشن أقوى الهجمات ضدك, وكأنهم هو من درسوا الطب وأنت مجرد . . !!
استغرب كثيرًا من تصرفاتهم تلك وتحجر عقولهم, تحاول أن تبين لهم طبيعة المرض وكيفية علاجه, وهم متشبثين برأيهم وكأنه وحي منزل لايسمحون لك بالكلام أحيانا من شدة ماهم به من العصبيه والإصرار, فكر احيانا بأن هناك دوافع للغيرة والحسد ضدنا وانهم يفسرون نصحنا لهم بالتكبر والغرور والله اعلم بالنوايا.
حديثي عن فئة معينة لا أشمل به الكل فهناك منهم بعقول نيرة وصدور رحبة, ربما هي مجرد معتقدات رسخت في عقولهم اخراجها ليس بالأمر السهل لذا لاتجزعوا اعتبروه دافع لنا للأمام مجتمعنا ينقصه الكثير من الوعي والثقافه ومحو العادات والسلوكيات الخاطئة سواء كانت طبية او اجتماعية لذا قابلوهم بصدر رحب ولاتنقصوا من قدرهم كما يفعلون هم معكم بل كونوا بعقول متفتحة ونفوس وسيعة لنمضي قُدماً .

Exit mobile version