أجمل زلة قدم

الكَاتبة : سهام طَلال 
تذهل بشدة عندما تبدأ بقراءة الواقع, وعندما تروي لك الأحداث حكايات كانت محض من الخيال وهيا الآن الواقع الملموس, تبدأ الحكاية عند رغبة جامحة تراودك, عند باب عيادة ذلك الطبيب الطيّب المرتدي للمعطف الأبيض, عندها تقرر أن تتصرف مثله وان تكون هذا الطبيب في المستقبل, وتمضي أحداث الحكاية حتى تصل إلي مرحلة حيث تدرك أن ما هيا إلا 3189 يوم يفصل بينك وبين ذلك الحلم, الذي كان يداعب مخيلتك بين لحظة وأخرى تصل عند ذلك الباب , فتدخل حيث تبدأ هواجسك توحي لك بان هذه الجدران كانت تنتظرك بفارغ الصبر, وهيا الآن تبشرك (تم قبولك يا سعيد ) وتبدأ بكل تفاؤل حتى تبدأ مجاديف أحلامك تواجه تلك الموجات التسونامية .
* عندما تعتاد نفسك على حصول الممتاز فتجد علامة ( C ) تنير بجوار اسمك .
* عندما يتقن الجميع اللغة الانجليزية وتجد في نفسك صعوبة إتقانها .
* عندما تكون شبه محظوظ فتجلس بجوار دوافير الدفعة وتشعر بان الجميع يتحدث لغة لا تتقنها فتدرك أنها لغة الدوفرة .
* عندما تجد كل تلك الملزمات والكتب على طاولة مكتبك و فوق سريرك تحتاج إلى شخص يقرءاها وهذا الشخص هو أنت !!
* و عندما تجد انك الوحيد من بين الذين يحيطون بك عاكفا في محرابك تنهي قراءة تلك الأوراق التي لا تنتهي .
إلى آخره من الموجات المختلفة, وقد تجد بعض من يحيطون بك ينسحبون فراراً من هذه الموجات, فهم يقولون إنها زلة قدم ولكن لان هذا الحلم سكن في داخلك, فأنت الآن الكابتن هووك تقود مركبتك بما لديك من ذخائر وعدة, مؤمن بنفسك تعمل على تطويرها في كل مرة فإذا بدئت الحياة الاكلينيكيه فأنت الآن تتراقص سعادة, لأنك اجتزت تلك الأمواج العاتية حتى لحظة يفتح احدهم الباب على حين غفلة, فتخبط على راسك فتجد أن تلك الأمواج لم تكن ذلك الشيء الذي يذكر فمازال هنالك المزيد,فأنت الآن تجد طبيبا مشرفا يقول لك أنك لن تنجح فأنت لا تملك المهارات الصحيحة, أنت الآن تواجهك قضايا تسمى بالأخطاء الطبيبة تقف أمامك, الان ما يسمي بأخلاقيات المهنة, الآن أنت تستشعر بأنك مستأمن على تلك الأرواح ستواجه عقبات كثيرة ممن هم حولك فالأمور ليست بالسهولة التي كنت تعتقدها .
أضف انه يجب عليك ان تتقن فن التواصل مع الناس وان تتعود على أن تعمل في الخفاء دون أن يذكر فضل جهدك فقد لا تجد شاكرا لك وأمور كثيرة في هذه الحكاية لا يكفي الوقت لسردها وهذا شئ منها يسير, كل تلك الأمور تهون و نعم تهون عندما تقف أمام احدهم يدعوا لك, بأن يعطيك الله حتى يرضيك وان ينير الله لك دربك دنيا وآخرة, لأنك بمعلومة بسيطة كان يحتاجها وبشدة, أنرت له دربا كان مظلم عندما ترى ابتسامة شفافة رسمتها على وجه احدهم , عندما تضع أملا بين يدين أولئك الذين يقفون عند باب عيادتك, عندها سوف تشعر بقيمة جهدك الذي مضى, وعندها سوف تقودك قدماك إلى أولئك الذين فروا حتى تخبرهم بأنها ( أجمل زلة قدم ) .

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. قرارانا لدخول كلية الطب هو اصعب قرار يتخذه الانسان في حياته ،، إن لم يكن حلمه الطب ،، صدقيني سيتعب سريعا ،، وربما يتخاذل ،، فالله يريد منا أن نتعب ونجتهد لأننا في الاخير سنتولى مهنه وأمانه عظيمه على عاتقنا ،،، ولا شي أغلى من الصحه .. كتبتي في الوتر الحساس .. فأتت كلماتك من القلب لتدخل القلب .. رائعه انت

  2. كلمات رائعه لامست قلبي وشعرت بها بشدة
    الطب مسؤلية عظيمة أسأل الله أن يجعلنا كفؤ لها وأن ينفع بعلمنا عباده وينفعنا به ويرزقنا الاخلاص
    جزيت خيراً أختي وفقك الله وأنار دربك.

  3. سيدتي
    تحيه لك لعبق حرفك
    لجمال ماطرحه قلمك
    احاول الان ان استمتع <>
    تقبلي مروري

  4. كلمات رائعة ..
    ما اجمل أن تتلى كلماتها ..
    وتغرس معانيها ..
    في نفوس المقبلين , والطلاب , والعاملين ..
    شكرا لك على نبض حرفكـ .
    المقالة تستحق النشر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى