خطأ صحفي !!

الكاتب : علي المطرفي 

صدمت من خبر  نشر في إحدى الصحف الإلكترونية, وتناقلته بنصه الصحف و وسائل التواصل الاجتماعي عن خبر وفاة مقيم باكستاني في حادث مروري وقع أمام بوابة أحد المستشفيات في المنطقة الغربية, في الخبر الكثير من المغالطات أو بالأصح ناقل الخبر اعتمد على مشاهداته الشخصية, دون أن يبحث عن المعلومة وحيثيات الموضوع التي تعد من أبجديات العمل الصحفي فأطلق العنان لتأويلاته, وكان الأجدر في هذه الحالة وهو صحفي محترف يمثل صحيفة لها انتشارها وقرائها أن يتلمس الحقائق من مصادرها, سادتي هذا الحادث وقع أمام مستشفى حكومي يعد من أكبر المستشفيات الموجودة بالمنطقة الغربية, هل ما حدث هو نتيجة خطأ , مَن المسوؤل , هل من الممكن أن يكون المستشفى , هل من الممكن أن يكون الإسعاف , هل من الممكن أن يكونوا المواطنين المتجمهرين , هل من الممكن أن يكون حارس الأمن , أو الصحفي ناقل الخبر , هل كلف نفسه عناء السؤال عن الحقيقة , هل التفت إلى اللوحة الموجودة أمام بوابة المستشفى , هل قرأ ما بها  أو ما بالمستشفى من أقسام عاملة , هذه تساؤلات اطرحها أمامكم !!

 ما حدث قضاء من الله وقدر لكن في الحقيقة هناك مسببات أود قبل أن أتطرق لها توضيح حقيقة ما يحدث بالمستشفى, مبنى المستشفى الواقع أمامه الحادث خارج الخدمة مؤقتا منذ أكثر من شهر قبل حدوث الحادث, معظم الأقسام نقلت مؤقتا لمستشفى آخر, في المبنى المذكور لا يوجد به حاليا قسم للطوارئ, ولا قسم للجراحة, ولا قسم للعناية المركزة, ولا غرف للعمليات, بهِ فقط قسمي الأطفال والنساء والولادة, والعيادات الخارجية وقد وضعت إدارة المستشفى لوحات إرشادية توضيحية للمراجعين, ومن الواضح أن المتوفي كان في حالة حرجة جدا ( توفي رحمه الله بعد ٣٠ دقيقة) بسبب عدم توفر الأقسام التي تساعد على إسعافه في هذا المبنى للأسباب السابق ذكرها .

حاولت أن استفسر عن بعض ما قيل في الخبر في أنهم طلبوا إسعاف من المستشفى و رفض, الصحيح ان ما ورد لي من معلومات أن معظم إن لم يكن جميع إسعافات المستشفى في استنفار, لنقل المرضى بين المستشفى المؤقت والمستشفيات المساندة هذا شئ، و الشئ الآخر حسب علمي أن هناك نظام عالمي في تحديد مسئولية نقل المريض، إنها تقع تحت عاتق إسعافات الخدمات العامة كالهلال الأحمر وغيرها تقع تحت عاتقهم المسئولية الكاملة والقانونية لنقل المريض, حتى وان كان من أمام المستشفى أنا لست بصدد تحديد من هو المسوؤل او من هوا المتسبب في الوفاة, ولست بالمدافع عن إدارة المستشفى ولكني مطالب بمبدأ الأمانة والشفافية في نقل الحقائق, هل ما يقومون به هو استغفال للقراء أم إثارة للخبر الصحفي ؟ أم زيادة لمبيعات الصحيفة الورقية ؟ أم يندرج تحت المادة الدسمة للصحافة ( الأخطاء الطبية ) ؟ .

ما جعلني اكتب هذه السطور ليس الخبر المغلوط  ولا التحري في النقل, إنما الإصرار على الخطأ ومعالجة الخطأ بالخطأ, و كما قلت سابقا تم تداول الخبر في وسائل التواصل الاجتماعي, وانتشر كانتشار النار في الهشيم تناقل الخبر دعاة وكتاب صحفيين وغيرهم ممن نعتبرهم مثالا يحتذى به, حاولت تصحيح الموضوع لأكثر من شخص منهم هل كلف نفسه عناء تصحيح المعلومة المغلوطة التي نقلها خطأ,  لا لم يحاول كيف له أن يشكك في مصداقيته أمام متابعيه و كيف له أن يكذب خبر نشر في صحيفته, بعض الصحف في مهاجمتها لبعض الجهات من الممكن أن تصبح هذه المهاجمة هي العنوان الرئيسي للصحيفة, وفي حال رد الجهة لا يخصص لها الرد الى في صفحة مجهولة او تكاد تكون غائبة هل هذه حرية الصحافة ؟ هل هذا مبدأ الشفافية, هل هذا مبدأ الصدق وتحريه ؟ أين الاعتراف بالخطأ ؟ أو أنه لا تصنف هذه من ضمن الأخطاء الصحفية ,أم أن الأخطاء فقط طبية ؟! دائما ما استشهد بمقولة يكررها والدي ” لا يمكن إخفاء شمس الحقيقة براحة اليد ” رحم الله الصحافة .

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. للاسف ان هذه الاعذار او الحقائق كما تسميها فانها لا تهم ,, الروووح غاليه اين كان ولن يمكن السماح والمغفره لمن كان سبب في اهدارها . المفرض هو محاولة اسعافه تلك المحاولة فقط قد تكون شافعة لهم , لكن للاسف فقط اكثروا من الحجج هذا الذي يدقنوه, وبالنسبة للمصابين في الحوادث عادة يحتاجون غالبا للاسعاف السريع ونقل الدم وهذا غالبا موجود في قسم الولادة كما ان الاطباء موجودين هناك ’ قد يمكنهم فعل ذلك لو اردوا او لو كان المصاب من اهلهم او من من لهم اهمية ” لكن لللاسف الروح لدنا رخيصة بلا ثمن, رحمه الله ويرحمنا الله من من لا يرحم

  2. “المفرض هو محاولة اسعافه تلك المحاولة فقط قد تكون شافعة لهم ”
    أوافقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى