رسالة شكر لوالدي عبد العزيز خوتاني

الكاتب : سهى مريكي

إعتَدت أن أكتب الأحرف وأن أصيغها كما يملي علي لسانَ حالي, فوجدتُ كل يوم بين سطور شخصاً يستحق بجدارة أن نقف له ونرفع القبعة احتراماً، تارةً عميد وتارةً أخ وتارة أخرى معلم وقبل ذلك بمثابة الوالد، الوالد الذي لطالما فخرنا بوجوده وذكر إسمِه بين الأقران، عميدنا  معنا حيثما نكون يُعززنا إذا أصبنا وينصحنا إذا أخطأنا، في كل محفل كنّا نراك مُفعم بالإيجابية تسقينا وبالطموح تُغنينا وبخبراتك دروساً في الحياة تُهدينا, لا ننسى حكمتك ومقولاتك التي لطالما كررتها التي قدنكون رفضنا تكرار أغلبها في باديء الأمر, لكن الحقيقة كلماتُك دائماً تُغلبنا وتُثبت لنا أن هُناك تجربة وخبرة عظيمة خلف تلك المقولات .

والدي عبدالعزيز من قال الطالب أولاً فأنصفَ أبنائه، وعلمنا من حكمته فقال : “ للوصول إلى الباب لاتتعدي أركان الغرفة, بل خذي مكانك أمام الركن الأول والثاني والثالث والرابع, كما يجب ولاتتعدي ركنً للوصول إلى الأخر ” وإن كانت كلماتً بسيطةً في معانيها لكنها ذات أبعادٍ فلسفية تُخفي الكثير على خِلاف ظاهِرها, وأهديتنا نصيحة قيمة فقلت ” لا تهدمي جسور العودة “وجعلتنا نبني جسوراً ماكانت موضوعة .

كثيراً ما شحذت هممنا بإيجابية كلماتك, فكنت تقول ” إفخري بجامعتك فلها مكانتها وقد أثبتت جدارتها رغم قِصر عمرها ” فعلِمت أن الإرادة لا ترتبط بزمانٍ ولا مكان, وأيقنت أن أم القرى أنا وأنت ونحن فمتى شئنا سنثبت مكانتنا ونرفع راياتها لنُخلِد إسمها وفاءً لما بذلت لنا، نِعم العميد كنت، فحتى اليوم أعجبُ كيف كُنت هُنا وهنُاك، يومٌ في جامعتنا ويومٌ في الجهة المقابلة من الكرة الارضيه, ويوم أخر حيث لا أحد يتوقع ! فتُنجز حيث تكون وتُقدم لنا فُرصاً يعجز فيها لسان المرء عن شكرك، جُزيت خيراً بقدر ما كنت وفياً ومعطاءً, علمتني أن ليس فقط الكلام هو وسيلةً للتواصل فقط، فالصمتُ أيضاً وسيلة للوصول والتواصل، علمتني الصبر والتفائل علمتني قوة الإيمان، اليوم أراك بين أفكار صديقاتي وأرى لك في جوفهم بذوراً من الإصرار مغروسةً بإسمك, يسقونها كل يوم بطموحٍ خَلْفتهُ بعدك,  أعتذر لك معلمي عن كل خطأ ارتكبته أنا أو إرتكبه أحداً منا فقبلَ كل شي نحن أبنائك, شكراً لك وإن كانت كلِماتي لا تَفي حقك يا أبي يا عزيز، وكم حملت من اسمك عظيم النصيب.

( we will be as you always says you are the best of the best )
Exit mobile version