افتح يا سمسم
الكاتبة : سهام طلال
افتح يا سمسم هي الكلمة التي يرددها الآن طلبة الامتياز والمقبلين على التخصصات الطبيبة نحن الأطباء, نحن المستقبل, افتح يا سمسم واقبل يا أمل, شعور يغلب الجميع في هذه القرارات المصيرية مابين هبوط وصعود مد وجزر هكذا هي المشاعر , فكل منا يبحث عن الاستقرار , فكل منا يريد أن يشعر انه ينتمي إلى مكانا ما , فالانتماء كما قال د. صابر أحمد عبد الباقي كلية الآداب – جامعة المينا (الانتماء هو شعور بالترابط وشعور بالتكامل مع المحيط، الانتماء أساس الاستقرار) وهذا يعني أعزائي انه عندما يفقد الانتماء يفقد الاستقرار, والانتماء بمفهومه البسيط يعني الانسجام .
جميعنا تتملكنا هذه المشاعر ومنا من يملك رغبات جمّة يقف أمرها على هذه الأبواب, وعندما تطرق الأبواب, منا من ينال مراده بكل يسر وسهوله بتوفيق من الله فـ ( الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شيء عليم) , ومنا من يجد أن في امره مشقه وعناء فكلما طرق باب لم يفتح , فيرتمي في أحضان الإحباط فريسة وهذه اكبر جريمة يرتكبها الإنسان في حق نفسه , فأبدا لا تيأس ولا تركن إلى مهجع الإحباط , فلربما الباب الذي تطرقه ليس بابك المنشود وكن على يقين كيقين سيدنا موسى عليه السلام ( كلاّ إن معي ربى سيهدين) .
وعندما تصل بثقتك العظمى بالله بعد أن تجتاز كل تلك العقبات التي فرشت في طريق مجدك, ستتلذذ عندها بكل نجاح مهما صغر لأنك أدركت قيمة عملك, ولربما من وجدتهم وجدوا اليسر اكتشفوا أنهم سلكوا الدرب الخاطئ, ستتعلم من الحياة الغاز كثيرة وحكم , ودائما وأبداً جد نفسك بأنك ذلك الإنسان المحظوظ, مهما ظهر لك عكس ذلك فأنت لا تعلم ما يخفيه الله لك من خير عظيم وثق في قوله تعالى (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين), نعم فأنت لم تخلق عبثا, نعم فرزقك عند رب السماء محفوظ, والله يعلم مستقرك وقدر لك مستودعك.
كلماتي السابقة أوجهها أيضا إلى طلبة الطب في السنة السادسة فانا على يقين بأن قلوبهم في حيرة, والى كل إنسان يبحث عن ضالته لا تقلقوا, ستجدون ضالتكم خلال الأيام المقبلة عاجلا أو أجلا كذلك كنا وكذلك نحن الآن.
وقفة شكر :
الشكر لله الواحد الأحد الذي هدانا للحق ولخير الكلام أتقدم بالتهنئة للطلبة جامعة أم القرى على جهدهم الجبار, والذي ساهم في إنجاح المؤتمر الطبي المهني الخامس على خير وجه, وكم أنا فخوره بكل الذين شاركوا وساهموا بقوة في إبراز هذا العمل في أرضا مباركة مبارك أهلها, والشكر لكل أطباء وطبيبات المستقبل الذين شرفنا حضورهم ومن اجلهم كان لنا العطاء.