شعور مألوف .. أنا أتألم !

الكاتبة : حياة الجطيلي

في وسط زحام أيامنا يمر بنا جميعًا شعور اسمه الألم تعددت أسبابه وتباينت المواقف التي تواجهنا متأبطة الألم.

ماهو الألم ؟ هو الضيق, الخيبة, الفكرة السلبية التي تسيطر عليك, هو العاطفة التي تذكرك بأسوأ ما فيك أو تغرقك في تفاصيل حدث سيء واجهته أو سلبيات إنسان آلمك, نحن نكره الألم، بل نهرب منه ونخشى أن نواجهه في أي لحظة, و لكن يجب أن نعترف بأن هذا الشعور الإنساني هو منتج الكلمة المؤثرة التي تلامس أحاسيسنا, وهو الإحساس الذي يصقل شخصياتنا, المخاض الذي يخرج أفضل ما فينا, الألم يبدو الحقيقة التي تفتح أعيننا على جوانب خفية في ذواتنا, فهو الصدى الذي تعكسه عمق شخصياتنا والصمت الذي نتقنه فجأة كما أنه الضجيج في دواخلنا الذي نتعرف إليه شيئًا فشيئًا, إنه الصاحب الذي نصاحبه فترة ما ثم نضيف تعاريف جديدة للسعادة في حياتنا بعد انقضائه ! بعد ذلك يصبح محفز الأحلام فينا.

الألم يمر بنا جميعًا بغض النظر عن درجاته وظروفه، منا من ينفعه ألمه، ومنا من يحطمه ! تعامل مع ألمك كمحطة حين تقف عندها, تعبر فيها عن شعورك, تغضبك, تستفز قدرتك على الصبر, تعلن حوارات مع نفسك, تبحث عن الأوجه المريحة التي تحبها في محيطك, تعتبر نفسك حكمًا للصراعات داخلك, تعقد الهدن و تزف الانتصارات فيك, ثم عندما ينتهي شعورك تبتسم ! لقد كنت تتألم وهذا شيء طبيعي و يمر به الكثيرون, و لكنك صادفت مالم تصادفه في أي شعور في تلك الوقفة حين عبرت و تعاملت مع ألمك بحكمة وتفكير واقعي و تعبير إنساني, والأهم يقين بالله غلف وداعك لتلك المحطة, مهما تخبطت أو تألمت بالدنيا وانشغلت بها أو أحسست بالغرق يومًا, ما فلا تتخلى عن الدعاء مهما ابتعدت بك الأمواج عن هذا الشاطئ, عُد له بقوة يكاد يكون أماننا الوحيد في هذه الدنيا المليئة من كل شيء.

همسة: لا تدع ألمك وانكسارك يخدش أعمدة تعبت في بنائها داخلك.

Exit mobile version