درس في النحو – أنواع الضمائر

الكاتب: عبد العزيز بوقس

في لغتنا الجميلة .. رسم النحويون معاني اللغة و وضعوا قوانينها ببراعة , و من العجيب أن هذه الأحكام و المسميات النظرية تتناسب مع مبادئ الحياة و قيمها النبيلة . فمثلا : الفاعل دائما ( مرفوع ) و المفعول به ( منصوب ) و الصفة ( تتبع ) الموصوف و هكذا مما دعاني الى التطفل قليلا و الدخول في عالم النحو المبدع , و النحدث عن ( الضمائر ) و لكن في عالمنا الطبي فالضمائر الطبية ثلاثة :

1- ضمير حاضر : و هو الضمير الحي , الذي يعطي النفس البشرية حقها من الاحترام و التقدير و التقديس , يعي حرمتها , فيؤدي عمله بكل أمانة تستحقها هذه النفس , و بتفان و إبداع ليس لهما حدود , و بحب لمهنته عميق الجذور , السعادة تسري في نفسه , كلما سرت العافية في جسد مريضه , إحدى أجمل أمانيه , هي دعوة من قلب مريض تفتح له أبواب الخير على مصراعيها . دائما ما يكون هذا الضمير هو ( أنا ) فهو يتحمل مسؤولية المريض بكل شجاعة , عند خطأه يعترف , و عند حطأ الغير لا يتوانى و لا يسكت عن قول الحق .

2- ضمير مستتر : مرتبك , يختفي خلف مصائبه و مشاكله , ليس له صديق إلا من أولئك الذين يمتلكون نفس الضمير , يتحمل نصف المسؤولية , و لا يعطي النفس البشرية حقها من الاحترام و الاهتمام إلا ما صنف لديه من أنواع ( المعارف ) و الأقارب ,رصيده الإنساني قد شارف على الإفلاس . دائما ما يكون هذا الضمير تقديره ( هو ) أو ( هم ) أو ( أنت ) أو ( أنتم ) للهرب من نصف المسؤولية الآخر , و يستحيل أن يكون تقديره ( أنا ) .

3- ضمير غائب : و هو ضمير ميت , دائما ما يلقي بالمسؤولية على ظهر غيره , فالنفس البشرية ليس لها أي اعتبار بالنسبة له , فهو يتعامل معها كالآلة الصماء بلا مشاعر أو أحاسيس , يؤدي عمله مجرد تأدية , ليس للإبداع في عمله نصيب , نفسه ضعيفة , و هو صيد لأصحاب النفوس الضعيفة , لا يعترف بالخطأ , بمجرد أن تشاهده و تتعامل معه يأتيك إحساس بالندم لدخولك في مجال الطب . أرى أن هذا الضمير لا يستحق أن يكون له أي ( تقدير )

اعتذر للنحويين !!

Exit mobile version