أفق جديد
الكاتبة: حياة الجطيلي
ها أنا اكتب لكم في بداية شهر جديد، وأشعر أني بذروة تأملاتي السعيدة، كيف أن صندوق أحلامي الذي أخرجته من تحت وسادتي يوم حفلتي قد فاح عبيره في حياتي وبدا أجمل مما تصورت يومًا!.
عشتهُ مشاهد أثرت فيّ ولامست شغاف قلبي من ابتسامات سعيدة من أجلي ، ومن إحساس صادق ينبض في أحضان أحبابي و صديقاتي ، ورفيقات دربي من الزميلات يكفيني دموع الفرح في عينيّ والدتي. كل ذلك عبَر منذ تاريخ حفل تخرجنا(الشهر الماضي) الذي كان مليئًا بكل شئ ولله الحمد على فضله، عشنا جميعًا فرحة أيام مميزة وجميلة بشكل أو بآخر..
ومما شد انتباهي وتصفحت في مجلتنا هذه عدد من مقالات زملائي الخريجين وزميلاتي الخريجات الذين بعثوا لقسم المقالات حروف تشع بالإنجاز، استمتعت بقراءة سطور تحمل بهجة تقاسمناها هنا وهناك بجامعة وأخرى . ست سنوات في كلية الطب أمضينا كل يوم ننتظر الآخر , فكل بداية منهج جديد ننمي أنفسنا بنهايته واجتيازه . كل واحد فينا نسج حلماً مختلفاً عن الآخر احتضنه على مدى الأيام، كل واحد فينا ضحى وتعب من ناحية ما وذاق لذة المعرفة وطعم الرقي في مسيرة علمه، كل واحد منا جرّب شيئاً مختلفاً لم يعتد عليه تعلم منه وغرسه داخله رمزاً لذكرى عذبة ..
وبعد كل هذا وذاك جاء هذا اليوم الذي تمنيناه حينما كنا نغمض أعيننا وسط زحام يومنا وبرفقة دموعنا. يوم رافقنا طيفه في إنجازاتنا الصغيرة خلال سنواتنا الماضية. مضت الأيام وهانحن أطباء وطبيبات اليوم ، ينتظرنا الكثير لنقدمه لديننا ثم مجتمعنا ووطننا .
في كل خطوة نمشيها .. يقينٌ بالله
و في كل جسدٍ نطبّبه .. حمد لله
و عند كل روحٍ ننعشها .. ثناء على الله
فلنستشعر عظيم الأمر في قلوبنا ، كي نُخرج منّا ما يرفع شأن الأمة يومًا ما !
ثم يستقبلنا بعد منعطفنا هذا سنة الامتياز..وهي مرحلة مختلفة منفصلة عن ما قبلها وعن ما بعدها، كل منا يحمل مشاعر مختلفة حماس متدفق، أو رهبة، أو حتى خوف من ظروف مصاحبة لاختياره.في هذه السنة تصورك الذهني عن مستقبلك أنت !! وطريقتك في الحياة وأهدافك فيها هو ما يشغل ذهنك لتختار تخصصك ,ووضعك الوظيفي وتحدد طريقك في المكان المناسب ، وقد تدهشك كثرة التحديات, وعلامات الاستفهام , التي تحلق فوق رؤوس الكثيرين ,و لربما وفرة الآراء, فوق اللازم من كل لسان وأحيانا بريق العروض ولمعان تجربة احد ما سبقنا .
كل هذا متوقع كلوحات أساسية في طريق كل واحد منا يعبر فيها ولكن لا يطيل وقوفه في تلك المحطة. ثم في طريقك لاكتشاف امتيازك وسع نظرتك ,وامزج قليلاً من المرونة في خياراتك ,فلا تتسرع ولا تتعلق بشئ حتى تكتمل الصورة في ذهنك . تعلّم تعلّم قدر ما تستطيع من كل موقف .
وتذكر عاداتك التي تمارسها في امتيازك من مهارات مهنية ,وعلمية وتعامل مع كل من تقابله وبالذات المرضى تأسس بها نفسك كطبيب غالباً وتبقى معك.
همسة : عوّد نفسك ان تحتسب كل صباح خروجك وإتقانك لعملك, وانتقي دفتراً جميلاً ,أو الكترونياً تسجل فيه ملاحظاتك كل يوم أو أسبوع ملئ بابتسامة جميلة والكثير منك في سطوره ,يبقى ذكرى لذيذة ترافقك.
أولا .. مبارك تخرجك عزيزتي د.حياة.. ثانيا.. كل التوفيق في أفقك الجديد وعالمك الطبي .. ثالثا .. نحن بالفعل نحتاج إلى الاختيار بعنايه فليوفقنا المولى .. شاكرة لك طيب كلماتك ونصائحك
عزيزتي منال الله يبارك بحياتك وأتمنى لك التوفيق في الدنيا والاخرة الله يجعل هذا الدرب الذي اخترناه توفيق وسعادة دنيا واخرة بإذن الله سعيدة بردك
الحمدلله الذي من علينا بهذا اليوم لنحصد الفرح والانجاز بعد نعب سنين شاقه
الف مبروك لك ِ صديقتي وكل خريجي هذا العام ، واسأل الله ان ييسر لنا الخير والتوفيق.
الله يبارك بحياتك يالميس اجمل مافي فرحتي اننا تشاركنها معاً
فرحتنا *