صغيرتان "حجماً" عظيمتان "اهميةً" هلَّا حافظنا عليهما؟!

 مجلة نبض – أشجان المسعودي :
من دونهما لما استطعنا العيش ، ننام بينما يعملان دون توقف فقط لنحيا حياة كريمة . “كلانا” أهميتها و أمراضها معلومات يلقي عليها الضوء د.عبدالله المالكي استشاري أمراض وزراعة الكلى بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية-الحرس الوطني

‎كما نعلم يوجد كليتان لكل شخص طبيعي وتقع في أعلى الظهر من الخلف بمحاذاة العمود الفقري. لكل مولود واحد من بين 500-1000 ولادة يوجد فقط كلية واحدة. وتستطيع الكلية الواحدة بالقيام بالوظائف كاملة. كما يوجد ولادات بتشوهات خلقية في شكل أو حجم الكلى. الكثير منها لا يؤثر على وظائف الكلى وفي أكثر الأحيان يتم اكتشافها مصادفة في سن متأخرة.

‎‏حجم الكلية الواحدة: 12 x 6 سم بسمك 3 سم ووزن يتراوح تقريبا حول 150 جرام. ممكن تقارنها بحجم قبضة اليد. وتكون الكلية اليسرى أعلى في موقعها من الجسم وأكبر قليلا في الحجم من نظيرتها اليمنى. وعادة كلية الرجل أكبر حجما من كلية المرأة بعشرات الجرامات.

‏ وظائف الكلى متعددة … ومن أهمها الحفاظ على توازن نسبة السوائل داخل الجسم واستخلاص السموم من الدم مما ينتج عنه تكوين البول. فالكلية هي عضو عالي الحساسية يقوم بتنقية الجسم من جميع السموم الناتجة عن مخلفات التفاعلات البيوكيميائية ونتائج الاغذية والادوية. وهذه التنقية أو التصفية للدم (Clearance) هي عملية فسيولوجية دقيقة تسمى أيضا فلترة الدم (Filtration). ونتيجة التنقية أو التصفية للسموم والاملاح والمواد والسوائل الزائدة ينتج البول عن طريق الكليتين فيما يتراوح بين 1-2 لتر يوميا. وكثيرا ما يصنف القصور الكلوي بناءا على نسبة ضعف الكلية في اخراج السموم من الجسم وتتدرج من قصور خفيف الى فشل كلوي كامل.

كما تلعب الكلى دورا كبيرا في المحافظة على نسبة حموضة الدم والأملاح والسوائل والهيموجلوبين وسلامة العظام فهي تقوم بانتاج مجموعة متكاملة من الهرمونات والمواد الرئيسية للحفاظ على نسبة السوائل ومعدل ضغط الدم وتكوين الصورة النشطة لفيتامين (د) الذي بدوره يساعد على قوة وسلامة العظام.  ومن المواد التي تنتجها الكلى نجد الاريثروبويتين (Erythrpoeitin) المحفز لتكوين كريات الدم الحمراء والتي تنقل الاكسجين الى انسجة الجسم المختلفة.

‏ونجد كل كلية تحتوي على مليون وحدة تنقية تسمى النفرون (Nephron)  وتستقبل الكليتين كمية هائلة من الدم وتقوم بتنقية تقريبا 180 لتر من الدم يوميا بشكل متواصل فلك أن تتخيل حساسية وأهمية هذا العضو.

‏أما بالنسبة لأمراض الكلى فهي كثيرة جدا ويمكن تقسيمها الى أمراض ذاتيه أو اساسية تبدأ من الكلية أو أمراض ثانوية تكون نتيجة أمراض تبدأ خارج الكلى. الأمراض الذاتية تبدأ من ذات الكلية كالامراض الوراثية وكثير من الامراض المناعية واالتشوهات الخلقية والتهابات الكلى. أما الأمراض الثانوية فتنتج عن امراض اخرى كالسكر والضغط والذئبة الحمراء والامراض الروماتيزمية وتعاطي الأدوية السامة لنسيج الكلى وغيرها. وهناك أمراض أخرى تختص بمجموعة معينة من الاشخاص ومنها أمراض الكلى الخاصة بفترة الحمل والكلية المزروعة وعطاء الكلية مع تقدم العمر.

Exit mobile version