ديختاتورية

الكاتب : نايف العتيبي

التسلّط بداعي الرتبة التي نلتها ( استشاري, أخصائي, مقيم .. الخ ), بأمر بعيد كل البعد عن التعليم الطبّي الذي نلت شهادته, من أعلى المراكز وأفضلها على مستوى العالم, فهوَ لن يرتقي بك في منظور الأخلاق الحسنة, الحديث هنا يسلّط الضوء على استجداء بصورة وقحة أو لأقول وظفت بعضاً من المواقف التي حصلت وتحصل وأسمع بها لتكون دافعاً, لهذا المقال السهل الممتنع, طبيب الإمتياز أو الطالب الذي يكمل سنته الجامعية الإجبارية الأخيرة بالتدريب لمدة اثنا عشر شهراً مُضنية, من أجل هاجس يؤرقه, ماهوَ تخصصي المنشود ؟ وأين سأجده ؟ ومن سيقبلني ؟ وكيف سأحصل على توصياته ؟ .

هذا الطبيب يصنّف طبيّاً أو ان صح التعبير عسكرياً في أدنى درجات الطاقم الطبّي المُعالج, لا أمانع ذلك فخبرته ان كانت مدعمّة بنظريات, فهيَ لم ترتكز على العمل الى الآن, إنما هيَ عتبة درجة, يصعد عليها بمساعدة من حوله من طاقم طبّي يهيئه تعليمياً ولا يستغل جهده وحماسه في أمور لا تعود عليه بالنفع وتحقق الدونية الغير أخلاقية التي لا ينبغي لطبيب الإمتياز أن يواجهها, كم مرّة عزيزي طبيب الإمتياز شعرتَ بالتهميش وأنتَ أشجعهم للعمل !! , و وجدتَ حتى في سؤالك حرجٌ لا ينبغي أن نشغلهم فيه, بينما عملية قبولهم لهؤلاء الأطباء تستدعي أن يتم تعليمهم على الوجه الذي يستحقه المجتهد منهم وليس على وجه الشفقة كما أخبروني في جامعتي الحبيبة .

كثيرٌ من هؤلاء الطلبة وضع معاييراً وتصوّرات, قد يضحك فيها على نفسه هستيريا بعد مرور أول دورات سنة الإمتياز, ويبدأ يعيش واقعه المنشود, وتبدأ غرغرينا الحقيقة المُرة تنهش في خلاياه الحيّة, حتى تبيدها من أقصاها, ليرضى أخيراً بما يواجهه إن خيراً قال الحمد لله وكفى, وإن شر صبر واحتسب وقالَ الأجر على رب العالمين, ماينبغي توفيره هوَ أمرٌ بسيط جداً, جهدك الذي تستثمره حالياً في أطباء الإمتياز, سيعود عليك بمكافأته أضعافاً مُضاعفة, وحدود تصوّراتك عنهم ستوّسع آفاقك, بعيداَ عن الإمتعاض منهم, واشعارهم بأنهم عالة, فهذا الدرب الذي يمرون به الآن إنما هوَ صورة في ذاكرتك, فقد كنتَ يوماً ما في هذا الموقع .

أيعقل أننا حينما نجد طبيباً استشارياً , يقوم بالإعتناء بك وتعليمك على الوجه المطلوب وأكثر, أن تغشى وجوهنا الدهشة, والتحميد والتهليل, بينما تحثّنا الفطرة أن يكون هذا هوَ مانتوقعه وأن يكون هذا التصرف هوَ ديدنا, وليس شيئاً منقرضاً .

المطلوب :

– نعترف بأننا في أوّل سلم المهنة, ولكننا مازلنا ” طلبة ” نحتاج الى التعليم العملي بقسوة.

– المُناط بنا عمله في أغلب الأحيان, يكون روتيناً ورقياً لن يبعدنا عن موقعنا قبل بداية الإمتياز .

– توفير مسؤول من الجامعة, أو من المستشفى الذي يقوم بالتدريب, ليكون في صف التعليم والتفرغ لأساس المستقبل القادم, بعيداً عن شكليات المسؤول, كمسمى فقـط .

ومَابقي لا يمكن حصره وأتركه لمن يريد الإضافة من أخوتي .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. هناك تشابه بيننا ..
    فنحن عند ” مشروع التخرج ” .. يتم استخدامنا من بعض الدكاترة كآلات .. تنفذ دون وعي ..
    أصلح الله الشأن .. وعافانا من تلك المصيبة .. وأن نؤدي الأمانة على الوجه الذي يرضيه جل وعلا ..
    بالتوفيق لك يا د.نايف .. ^_^

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى