رحلة في عالم الأندية الطلابية

الكاتب: مشاري القبيسي

في البداية هذه قصة جميلة اطرحها لمخيلتكم الواسعة الفسيحة لعلها تلامس أفكاركم الشاسعة التي لا يحكمها أحد ولا يحدها حدود  وتساعدكم في فهم ما اريد الحديث عنه , لعلي أجد في ذلك طريقة للوصول إلى واقع مفهوم عن مسمى الأندية الطلابية ..

منذ أن دخلت كلية الطب وبدأت سنواتها الأولى كنت منكمشا في جنبات المذاكره ولا أعرف غيرها شيئا ,وقد يذهلكم أن معظمنا كان نجما في أيام قد خلت, ايام التحصيل العلمي و المعرفي والنضوج الفكري والعقلي ايام الثانوية وماقبلها..

فتلك الأيام كان هناك النشاط المدرسي وفيه من الفرص الجميلة والمتاحة مالله به عليم ..فتلك إذاعة مدرسية ترى فيها مهارات الخطابة وذلك النشاط العلمي تجمع فيه اوراق النبات وتجففها وان تيسر لك ان تصنع دارة كهربائية تدمع عيناك فرحا حينما ترى ضوءا قد اشع او مروحة صغيرة قد تحركت أو شاركت في تحنيط ثعبان او ماشابه , ونشاط ترسم فيه نخلة وتلفها بالجبال والشمس المقوسة خجولة بينها تكاد تغرب او تشرق وان اختلفت الألوان في دمجها ومركز الحاسوب نصيح فرحا عندما نصمم آلة حاسبة او تعمل عرضا تقديميا وتضيف عليه انشودة او تستخدم برامج الفوتوشوب وكأنك مصمما من الطراز الرفيع تحتفظ بتصميماتك في جوالك الدمعة وان حالفك الحظ اقتنيت الباندا ..وجميل ان تذكرت تلك الحفلات التي يحضر كل منا من بيته وجبة شعبية او قهوة عربية او حلويات ومعجنات ونستعرض بها ونتفاخر ..ولا أنكر أن منا مبتكر ومنافس على مستوى المملكة في الفيزياء والرياضيات والكيمياء وفي الخطابة و الأدب والشعر الخ ..

يالها من أيام جميلة عشناها جميعا لاحصر للذكريات فيها لنا جميعا ،كنا نجوما نعطي ونشارك ونتفاعل مع كل جديد ، لكن ما إن دخلنا عالم النضوج عالم التعليم العالي ارتقينا لمرحلة جديده يعتبرها البعض مصيريه والبعض تجربة جديدة كأننا قشعنا عنا الغبار وتغيرنا إلى نمط جديد.. نعم هو نقلة نوعية لا خلاف في ذلك لكن أين الجوهر أين الحقيقة أين أنت أيها النجم .. عندي الإجابة ، انك نجم يظهر في مرحلة ويختفي مراحل..

ان الأندية الطلابية في الجامعات خصوصا الأندية الطبية منها قد نرى فيها عزوف كبير ومشاركات قليلة مع تواجد الدعم الكبير من ناحية المحتوى و البيئة المحيطة..

أكمل قصتي، كنت في غيبوبة مؤقته عن الأنشطة الطلابية.. أحمد الله أن ساعدني أطباء كثر فأنعشوني بدعمهم وتأثرت بطرحهم ونشاطهم ,فاستفقت واستشنقت أكسجين التغيير في العودة إلى الحقيقة اندمجت في هذا العالم فوجدت التطور الملاحظ ينتسب والخبرات يوم عن يوم في تزايد تكتسب..ياترى من هم أولئك المنعشون في هذه الأندية ؟!

انهم نجوم من نوع خاص نجوم مثل الشمس والشمس أكبر نجم ، يشرقون فيمدونك بالطاقة ويغربون فتنتظرهم فربما يتخرجون ويذهبون فبادر أن تكون انت الشمس المجددة، فتشرق وتشرق ويأتي من بعدك ويشرق وتستمر دورة الحياة في هذه الأندية ..

سؤال : ماذا يمكن للأندية الطلابية ان تقدم لي؟

جواب : يمكن أن تكون قائدا , اعلاميا , صاحب علاقات عامة , اكتساب خبرات وتجارب جديدة , العمل التطوعي , روح المبادرة , التنظيم والتنسيق , التفكير والتحليل , حل المشاكل وايجاد الحلول , الأبتكار والأبداع , التخطيط واتخاذ القرارات , تزيد من ثقافتك بأمور قد تجهلها مسبقا, الإحتكاك بالمجتمع ومواجهة الجمهور  الخ… , كلها تصب في قالب تكوين شخصيتك المستقبلية لمشروع طبيب ناجح مميز ..

سؤال:  لماذا أشارك فيها ؟ هل في المقابل درجات ؟

جواب : مشاركاتك في الأندية الطلابية تكسبك معرفة بزملاء جدد , اعضاء هئية التدريس يتعرفون عليك , لم لا الدرجات اذا توفرت , شهادة تنظيم ومشاركة تفيدك في سيرتك الذاتية, الخ … في الجامعات الغربية  تعتبر الأنشطة الطلابية ضمن الخطة الدراسية وقد لا يتخرج أحدهم إن لم يجتاز العدد المناسب من ساعات النشاط الأجتماعي على سبيل المثال !

سؤال: ليس لدي وقت ؟ المذاكره أهم.

جواب : ” لا تقل أبدا أنك لا تملك الوقت الكافي ، فإن جميع العظماء كان يومهم 24 ساعة ولم يزد “ – جاكسون بروان

تذكروا : لايقدر قيمة الأندية الطلابية إلا من وجد فائدتها في المستقبل.. وفقكم الله جميعا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى