"داء السكري النوع الثاني"هل من وقاية؟

مجلة نبض – أشجان المسعودي:
إن مرض السكري ولاسيما النوع الثاني لمن أكثر الأمراض شيوعاً في المملكة العربية السعودية والمنطقة العربية والعالم . وإنه مما زاد من أهمية هذا المرض هو  مضاعفاته الشديدة وخطورته على الصحة بصورة عامة حتى نكاد نقول أنه ربما لا يسلم عضو واحد من أعضاء الجسم من أذى هذا المستعمر أو الزائر الغير مرغوب فيه.يسرنا في هذا المقال استضافة الدكتور عطيه جبر  استاذ الادوية و العلاجيات بجامعة القصيم اخصائي امراض الباطنة و الكبد ليحدثنا عن الجانب الوقائى لهذا النوع من مرض السكرى وكذلك الأدوية الحديثة التى تم أدراجها فى هذا المجال.

أكثر أعضاء الجسم  تأثرا بالسكري النوع الثاني هي الكلية فمن المعروف أنه من أهم أسباب الفشل الكلوي وكذلك العين فالسكر من أهم أسباب العمى كما تزداد وبصورة كبيرة نسبه جلطات القلب والمخ في مرضى السكري . والسكري يزيد من فرصة حدوث ضيق في الشرايين ونقص في تغذية الأطراف مما قد يؤدى إلى غرغرينا الساقين التي ربما تؤدى إلى بترهما ومن هنا يتضح أهمية العلاج لهذا المرض لمنع هذه المضاعفات الخطيرة على صحة الإنسان وحياته

فى هذا الجزء نتحدث عن الجانب الوقائى لهذا النوع من مرض السكرى وكذلك الأدوية الحديثة التى تم أدراجها فى هذا المجال :

  1-من هم مرضي ماقبل السكري: (prediabetics):
 من المعروف أن نسبة حوالي  85 %  من مرضى السكري النوع الثاني لديهم سمنة أو زيادة في الوزن وهذا هو الذي يؤدى إلي زيادة مقاومة الأنسجة لتأثير الأنسولين بسبب تلف مستقبلاته وقلة فاعليتها الناتج من زيادة إفراز الأنسولين وزيادة الطعام عند مرضى السمنة وكذلك زيادة دهون الدم المصاحبة لها . وقبل ظهور مرض السكري ( النوع الثانيMD type2 ) وربما بسنوات يعانى المريض وغالباً لا يعلم بما  يسمى حديثاً (prediabetics ) وهذا يعنى أنه  طبقاً للمقاييس العالمية لا يمكن أن نقول أن هذا المريض مريض سكري حيث أن نسبة السكر في حاله الصيام لم تتعدى 126 مج / دل ولكنها ليست طبيعية فهي فوق 100- 110 / دل وكذلك نسبة السكر بعد الطعام بساعتين أكثر من 140 ولكنها أقل من 200 مج/دل اللازم لتشخيص مرض السكر الواضح ( النوع الثاني )
إن وجود بعض عوامل الخطورة معاً مثل السمنة المركزية (فى البطن )وارتفاع الضغط – وزيادة دهون الدم مع وجود مقاومة للأنسولين وزيادة طفيفة في سكر الدم تسمى متلازمة الأيض (  Metabolic syndrome) وهو ينذر على المدى القريب بحدوث مرض السكر الواضح وعلى المدى البعيد بزيادة أمراض القلب والأوعية الدموية

 وعلاج هؤلاء المرضى يكون بالتالي :
أ- العلاج غير الدوائي
1الإقلال من الطعام والطاقة : على مريض (Prediabetics ) أن يقلل من تناول السكريات والنشويات والدهون ولا سيما المشبعة منها والإكثار من الخضراوات والسلطات والفواكه الطازجة مع البعد عن المشروبات الغازية والعصائر فإن هذا يساعد فى نقص الوزن وتحسن مفعول الأنسولين
2المجهود البدنى المنتظم  ( حوالي  150 دقيقة / الأسبوع ) : ينصح المريض بممارسة الرياضة بإنتظام ولتكن نصف ساعة يومياً من المشى الجاد فإن للمجهود العضلى الفوائد الصحية التالية على مرضى (Prediabetics )

  1. زيادة حرق سكر الدم فى العضلات
  2. الإقلال من إفراز الأنسولين من البنكرياس وكذلك نسبته فى الدم
  3. الإقلال من مقاومة الأنسجة للإنسولين
  4. الإقلال من دهون الدم والتى تقلل بدورها من مقاومة الأنسولين
  5. المحافظة على الوزن وزيادة قوة العضلات والعظام

 ولقد وجد حديثاً أن تغيير نمط حياة المريض عن طريق المجهود العضلى وتنظيم الطعام كما سبق شرحه  يقللان من التحول من  ( Prediabetics ) إلى (Diabetics)  بحوالي 58 % بعد 4 سنوات ومن هنا تتضح أهميتهما البالغة للوقاية من مرض السكرى ( النوع الثانى )

 الحديث في العلاج الدوائي للوقاية من مرض السكرى
1-Metformin   :
إن دواء الميتفورمين هو دواء آمن وإلى حد كبير طالما أن وظائف الكليتين  طبيعية أو قريبة من الطبيعى فهو لا  يسبب نقص الجلوكوز فى الدم  ( Hypoglycemia) ولا يحث البنكرياس المجهد  على إفراز المزيد من  الأنسولين مثلما تفعل الأدوية الأخرى من مجموعة السلفا ولذلك فهو يقلل من  مقاومة الأنسجة لمفعول الأنسولين ويزيد من حساسية المستقبلات (Receptor sensitivity ) كما أنه يقلل من دهون الدم وكذلك الوفيات نتيجة أمراض القلب والأوعية الدموية وفى أحيان  كثيرة يقلل الوزن نتيجة لفقد الشهية للطعام ولا سيما إذا أستخدم قبل تناول الوجبات بالجرعة الكافية.
إن جرعة الميتقورمين الموصى بها فى البالغين  للوقاية من مرض السكرى ( النوع الثانى )  هى 2 جم يومياً.
إن استخدام الميتفورمين  (Metformin ) يقلل وإلى حد كبير تحول هؤلاء المرضى إلى مرضى السكري ( النوع الثانى )
بالنسبة للأعراض الجانبية للميتفورمين فهي تنحصر تقريباً فى الجهاز الهضمي مثل إنتفاخات ومغص وإسهال (ولذلك لا ينصح بهذا الدواء لمرضى القولون) وتغير طعم الفم ويمكن التغلب على هذه الأعراض عن طريق زيادة جرعة الدواء بالتدريج ولنبدأ بجرعة نصف جرام يومياً تزداد فى مدة أسابيع قليلة إلى الجرعة الموصى وهى 2جم . لاينصح بإعطاء الميتفورمين لمرضى فشل الأعضاء (فشل الكلى – فشل الكبد – فشل القلب – فشل الجهاز التنفسى ) وكذلك مدمنى الخمور أوأثناء عمل اشعة الصبغة على الكلى   حيث أن إعطاء هذا الدواء للمرضى فى هذه الظروف من الممكن أن يؤدى إلى حدوث (Lactic acidosis) وهى مميته في حوالي 50% من هؤلاء المرضى . ودواء الميتفورمين يقلل من امتصاص فيتامين ب 12 من الأمعاء وبالتالي يجب متابعته أو إعطاء المريض جرعه وقائية من هذا الفيتامين كل شهر
التفاعلات الدوائية : هذا الدواء قاعدي  ويفرز عن طريق الكلى بطريقة الإخراج النشط وبالتالي لابد أن نكون حذرين عند تعاطي أدوية قاعدية أخرى معه مثل الفيراباميل أو الفانكومايسين أو الترايميثوبريم أو الديجوكسين .

2-  أدويه أخرىوهى:

  • Acarbose
    يقلل من امتصاص الجلوكوز لمنعه تحول السكريات الثنائية إلى أحادية عن طريق تثبيط الانزيم المختص بذلك، ولكن السكريات التي لم يتم امتصاصها  تصل إلى القولون وتؤدى إلى حدوث مغص  وإسهال وغازات. ولدلك فإن هذا الدواء ممنوع علي مرضي القولون.  إن الدراسات الحديث قد أثبتت أن هذا الدواء يقلل من تحول مرضي ماقبل السكري الي السكري كما انه يقلل من حدوث الازمات القلبية وكذلك يقلل من ارتفاع ضغط الدم في مرضي السكري
  • Rosiglitazone
    يزيد من حساسية الأنسولين ويقلل دهون الدم بيد أنه وجد حديثاٍ أن لها تأثيرات ضارة على مرضى القلب
  • Orlistat
    يستخدم هدا الدواء في علاج السمنة حيث أنه يقلل من امتصاص الدهون من الأمعاء عن طريق تثبيط إنزيم الليباز الذي يكسر الدهون في الامعاء ولذا فهو يزيد من نسبة الدهون الغير ممتصة وتخرج مع البراز وربما تسبب مشكلة  للمريض مثل الاسهال وربما عدم التحكم في البراز.

 وإلى اللقاء فى المقال القادم والذى يتكلم عن الخطة العلاجية الحديثة لمرضى السكرى النوع الثانى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى