قال تعطيل التنمية قال …

الكاتب : د.بندر سليمان

تعطيل التنمية هو كل إجراء يتم اتخاذه من أي جهة (حكومية كانت أو خاصة) يهدف إلى عرقلة التنمية الإقتصادية الحقيقية في البلد ، وتدمير الموارد الطبيعية لها ، وحبس الإنتفاع الإقتصادي عن مواطنيها ، ليدفع ثمن كل هذا أبنائنا وأحفادنا على مر عشرات السنين في المستقبل . والطريف المبكي في الموضوع أن كثير من مدعيّ الدفاع عن تنمية هذا البلد هم في الحقيقية من قاموا بالإستفادة الشخصية من خيرات هذا البلد ومقدراته ليقوموا باستغلاله أيمّا استغلال ، رامين بوطنيتهم وبمستقبل ملايين الشباب والفتيات من أبناء هذا البلد عرض الحائط .

تعطيل التنمية أيها القارئ الكريم له أشكال كريهة كثيرة ووجوه قبيحة أكثر وأكثر :

– تعطيل التنمية هو إغراق البلد بتأشيرات العمل الخاصة بالأجانب ، ومن ثم التشدق بالسعي الدؤوب لسعودة الوظائف.

– تعطيل التنمية هو استقدام عشرات الأجانب والوافدين للعمل في إحدى المؤسسات ومن ثم تسريحهم ليقوموا بعمل مأرادوا من أعمال مشروعة كانت أو غير مشروعة ، وصاحب تلك المؤسسة قد ملأ بطنه وبطون أولاده من عرق جبينهم لأنه يأخذ مبلغ شهري على “الرأس” بغض النظر عن عمل ذلك الوافد أو مكان إقامته أو حتى معرفة اسمه .

– تعطيل التنمية هو صرف الملايين والمليارات في مشاريع البنية التحتية التي لم نراها ولن يراها أبنائنا ولن يعلم ماحدث في ميزانياتها إلا الله (ثم السارقون لها والمنتفعون منها) .

– تعطيل التنمية هو إصدار الملايين من شرائح الجوال وبرمجتها من شركات الإتصال للعمل بأرقام هويات وهمية ليتم إلقاء اللوم في الآخر على الأجنبي الذي يبيعها في الشارع .

– تعطيل التنمية هو دفع الرشاوى للاعبي الفرق الرياضية حتى يتعمدوا تخسير فريقهم في المباريات .

– تعطيل التنمية هو التفصيل في بعض الأوامر الشرعية الدقيقة وعدم التفاهم أو التسامح فيها إطلاقاً ، وتضييع الكثير من الثوابت الشرعية الكبيرة والعامّة وكأنما عميت عنها الأفئدة والأبصار .

– تعطيل التنمية هو رؤية المشكلة الصغيرة ، ثم تجاهلها لتصبح مشكلة كبيرة ، ثم الإعراض عن حلهّا لأنه مكلّف ، ثم محاولة إخراس كل من ارتفع صوته من ضررها لأنهم مثيرون للمشاكل ، ثم محاربة كل من تسوّل له نفسه التحدث عنها وعن آثارها لأنهم يقومون بتأليب الرأي العام .

أين علماء الدين عن هؤلاء ، أين المحاكم والقضاة والمثقفين ، أين من أزعجنا بمحاربة الفساد عنهم ، أين ذهب النظام الذي آمنا بوجوده رغم عجزنا عن رؤيته ، أين من يدعي الخوف على البلد واستقراره من تلك الأشكال الوحشية التي أقل مايمكن أن يقال عنها أنها قامت بتعطيل التنمية في البلد ، أين هم ؟؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى