النباتيون يواجهون المتاعب انتصارا لعاداتهم الغذائية

Eat-Fish-Keep-Memory-1024x6

مجلة نبض – بي بي سي :

نشرت احدى المجلات الاسبوع الماضي سؤالا يقول “ماذا يفعل النباتيون حينما يرغبون في تناول اطعمة في بلد يعتبر فيه رفض تناول اللحوم بمثابة الجنون؟”، وبعدها تلقت المجلة الكثير من ردود فعل القراء بشأن تجاربهم.

وترصد بي بي سي مجموعة من ابرز ما تداوله القراء النباتيون من تجارب تتعلق بمساعي الحصول على اطعمة تخلو من اللحوم.
برينا وايسلر، (كندا): “عندما انتقلت الى غرب افريقيا عام 2002 سرعان ما بدأت بتناول منتجات الالبان والبيض والسمك مرة اخرى حتى استطيع البقاء على قيد الحياة. لم اواجه حيرة فقط، بل دوما كنت اواجه سؤالا حتميا “لماذا ترفضين تناول اللحوم؟” وكان الامر ينتهي عادة بالانخراط في مناقشات طويلة يسعى من خلالها اصدقائي وزملائي الى اقناعي بتغيير ميولي الغذائية، ثم اخبرت الجميع ببساطة ان جدي حرّم تناول اللحوم علينا قبل وفاته، بعدها لم يجرؤ احد على سؤالي بمخالفة جدي ورغبته، حينئذ بدأ الجميع يبذلون قصارى جهدهم لتوفير اطباق نباتية”.

لوسي غلاسغو، (كوبا): “اظهر احد اصحاب المطاعم علامات الاستغراب حينما اخبرته بانني ارغب في تناول طعام نباتي، وحينما قدم لي اطباقا من البطاطس والخضراوات المشوية والفاصوليا والارز قال لي “يستحيل ان تكون نباتيا، انت لست نحيفا”.
فيل ريكشيون، (ايطاليا): “عندما انتقلت الى ايطاليا اعتقد الكثير ان ايماني بتناول اطعمة نباتية شيء غريب، لكن جدة زوجتي اعتقدت ان ذلك شيء مثير للشك. في البداية عندما دعيت الى مأدبة غداء حاولت الجدة بشتى الطرق استمالتي لتناول اللحوم، و باءت مساعيها بالفشل ثم قررت في نهاية الامر طهو المعكرونة”.

انغوس غافرايد، (بريطانيا): “يناصر الفرنسيون بشدة حقوق الحيوانات، ومع ذلك يتناول المواطن الفرنسي لحوم الحيوان. فبينما كنت جالسا في احد المطاعم وطلبت سلطة خالية من اللحوم قدمت لي سلطة سمك التونة. وعندما شرحت لنادل المطعم اني لا ارغب في تناول لحوم من بينها السمك، عاد الى المطبخ وعلى وجهه امارات الحيرة، ومن بعيد وجدت العاملين في المطبخ يهرعون لالقاء نظرة على هذا المخلوق الغريب الذي لا يأكل اللحوم. وانتهى الامر في النهاية بتناول قطعة من الجبن مشوهة المعالم”.
ديمارست كامبل، (سان فرانسيسكو، امريكا): في جنوب افريقيا يعد طلب خضراوات بمثابة اهانة لطاقم تقديم الخدمة في المطاعم. وقد اظهر نادل المطعم بغطرسة امارات تشير الى عدم الرغبة في تقديم مثل هذه النوع من الاطعمة”.

ريتشارد وارد، (بريطانيا): “كنت في رحلة في نيوفاوندلاند في كندا قبل عامين واضطررت للعيش على تناول حلقات البصل واطباق السلطة. فجميع الوجبات تحتوي على اللحوم ودوما يسخر العاملون في المطاعم من كل من لا يأكل اللحوم. فلا يوجد مكان واحد يقدم هذه الاطعمة النباتية”.
جوليتا، بوينوس ايريس، (الارجنتين): “لست من محبي تناول اللحوم، وأنا أعيش في بلد يعد فيه تناول الاطعمة النباتية مرض غريب. فمجرد محاولة اخبار الاخرين بانك لا تأكل اللحم الاحمر في الارجنتين يدفعك الى مواجهة سؤال “لماذا؟” ثم يتبعه سؤال “أتعاني من مرض؟” ثم سؤال تأكيدي :”امتأكد من ذلك؟ حسنا القليل منه لن يضر”.

كيدار رامان، (نيويورك): “تربيت على ان اكون نباتيا بحكم التقليد الهندوسي، وواجهتني صعوبة في الوصول الى اغذية نباتية في ماليزيا والصين وعندما قضيت وقتا مع مزارعين محليين، أحسست ان الكثير من الناس ينظرون الي نظرة عطف عندما اخبرهم انني لا اتناول اللحوم. كنت افسر ذلك على انه رغبة شخصية وانني غير نادم على عدم تجربتي تناول اللحوم على الاطلاق خلال حياتي”.
مارثا بي، (ديربي شاير): “في اقصى جنوب نيوزلندا توقفت عند احدى الحانات في قرية لتناول وجبة غداء، وعندما طلبت من نادل المطعم اخباري بخيارات الاطعمة النباتية التي يقدمونها، اندهش وقال لي “انت في بلد يتناول اللحوم الان، ويحبها وانصرف بعدها لاعداد شطيرة سلطة شهية”.

وتظهر بعض هذه التجارب التي رصدتها بي بي سي الصعوبات التي تواجه النباتيون لاسيما خلال العيش خارج بلدانهم وما يعانوه من نظرات استغراب المجتمع لهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى