المشي وصحة الجهاز الهضمي

مجلة نبض – بيان الميمني :
تتداخل فوائد المشي المنتظم على أنسجة وأعضاء وأجهزة الجسم بصفة شاملة، مؤدية إلى مجموعة من الآثار الإيجابية على الصحة العامة للإنسان، منها الجهاز الهضمي الذي يتحسن أداؤه وتتحسن فرص وقايته من الأمراض الحادة والمزمنة في هذا المقال يحدثنا الدكتور صالح بن سعد الأنصاري أستاذ مساعد في طب الأسرة والمجتمع عن فوائد المشي وتأثيره على صحة الجهاز الهضمي .
بموجب ما ورد عن “مايو كلينيك”فان عملية الهضم تستغرق ما بين ٢٤ و ٧٢ ساعة. والنشاط البدني يحسن هذه العملية من خلال تحسين إفرازات الجهاز الهضمي وتسريع حركة الأمعاء.
المشي المنتظم يحسن أداء الجهاز الهضمي، ومن ذلك بتنظيم الشهية، لأن نشاط العضلات يجعلها تستهلك جزءا أكبر من الدورة الدموية مقابل ما يصل من الدم إلى الجهاز الهضمي، وبالتالي تضعف إشارات الجوع القادمة من الجهاز الهضمي. كما إن النشاط البدني يرفع حرارة الجسم نسبيا مؤثراً على المراكز المتخصصة في الدماغ وبالتالي خفض الشهية.
وفي الفترات التي تفصل بين النشاط البدني، يتحسن عمل الجهاز الهضمي، ويتحسن امتصاص المواد الغذائية، ويتم التخلص من السموم الضارة التي تمر في القناة الهضمية. كما ثبت أن النشاط البدني مصحوب بتخفيف أعراض الجهاز الهضمي مثل الحموضة واضطرابات المعدة والإسهال والقولون العصبي، إضافةً إلى الوقاية من الإمساك، فالنشاط البدني يسرع مرور الفضلات في القولون ويبطئ امتصاص الماء فتبقى الفضلات لينة.
وقدب ينت الدراسات أن ضعف النشاط البدني وزيادة الوزن مجتمعين يحددان ما يقارب خمس إلى ثلث أمراض السرطان. وقد ثبتت العلاقة الإيجابية بين النشاط البدني والرياضة المنتظمة وبين الوقاية من سرطان القولون والمريء والبنكرياس.
وفيما يأتي أهم التفسيرات لدور المشي والنشاط البدني المنتظم في الوقاية من سرطان الجهاز الهضمي:
• تنظيــم الكيميائيـــات التي تفـــرز من خــلال الجهــاز الهضمـي والغــدد الملحقــة به، مثل الإنسولين والبروستاجلاندين والسائل الصفراوي الكبدي.
• التخلص من السموم بتاثير هرمون البروستاجلاندين الذي يسرع حركة الأمعاء وينظم الإخراج، على عكس الخمول (أمعاء الخاملين خاملة) الذي يُبقي “السموم” في الجهاز الهضمي فترة أطول.
وجدير بالذكر أن العلاقة بين هذه الآثار الإيجابية تتناسب طرديا مع درجة النشاط البدني، وتزداد بالفوائد مع زيادة النشاط (في الحدود المطلوبة)، كما أن النشاط البدني المفاجئ والنشاط المتقطع لا يحقق الفوائد المشار اليها. كما يبقى عامل الاستمرارية والانتظام على مدار العمر العامل الأكثر ثباتا والأهم في تحصيل الوقاية المطلوبة، مع تمنياتي للجميع بالصحة والعافية.