التصويرالتلفزيوني أثناء الحمل هل يضر بالجنين ؟
مجلة نبض – بيان الميمني :
حوالي 65% من السيدات الحوامل في الولايات المتحدة الأمريكية يخضعن للتصوير التلفزيوني في فترة الحمل، غير أن معظمهن لاتزيد عدد مرات التصوير التلفزيوني لهن أكثر من مرتين خلال فترة التسعة أشهر، أما في البلاد العربية فإن هذا الرقم أكبر بكثير، حتى صار من المدهش أن تنتهي فترة الحمل دون أن تخضع السيدة الحامل لعدة فحوصات بالتصوير التلفزيوني، بل قد تعتقد بعض الحوامل أنه من الضروري رؤية الجنين بل وقياس وزنه عند كل زيارة للطبيب!
فما رأي العلم في ذلك وماهي التوصيات الطبية لعدد مرات ومواعيد إجراء التصوير التلفزيوني أثناء الحمل هذا ماسيحدثنا عنه الدكتور فواز أديب إدريس ( أستاذ مساعد بكلية الطب- جامعة أم القرى , رئيس قسم النساء والولادة بمستشفى المركز الطبي الدولي,رئيس وحدة الإخصاب والذكورة بمستشفى المركز الطبي الدولي , إستشاري أمراض النساء والولادة والحمل الحرج والأجنة والعقم وأطفال الأنابيب والمناظير )
ما مدى سلامة إستخدام (التصوير التليفزيوني) على الجنين؟
أثبتت التجارب المخبرية أن للموجات الصوتية تأثيرات حرارية وميكانيكية على الأنسجة المعرضة لها، وبالرغم من عدم ثبوت أوحصول أي مضار جسدية على الجنين إلى الوقت الراهن أثناء الإستخدام الطبي، إلاّ أنه لا يمكن أيضاً إثبات سلامة التصوير التلفيزيوني بنسبة 100%، ولذا فإن توصيات كل من تقتضي بحصر إجراء التصوير التلفيزيوني عند وجود الحاجة الطبية له فقط، كما تقتضي هذه التوصيات بإستخدام أقل مستوى للترددات الصوتية القادرة على إعطاء المعلومة المطلوبة للطبيب. والجدير بالذكر أن إستخدام )التصوير التليفزيوني) في الولايات المتحدة الأمريكية بدون أمر الطبيب يعتبر خرقاً للقانون.
لذا فإن إستخدام )التصوير التليفزيوني) لسماع نبض الجنين أن أول الحمل يعّرض الجنين لترددات عالية جداً دون الحاجة لذلك، لأننا هنا نستخدم مايسمى بـ (Pulse Doppler) ويكفي أن نرى نبض الجنين بإستخدام )التصوير التليفزيوني) العادي للتأكد من سلامته، وعليه فإن التوصيات الطبية الحديثة تدعو بعدم إستخدام(Pulse Doppler) في هذه المرحلة المبكرة من الحمل.
كما أنه كما ذكرت لم يثبت إلى الآن سلامة ( بنسبة 100%، فبالرغم من أنه لم يثبت حصول تشوهات جسدية للجنين إلى الوقت الراهن فما بال الأمراض النفسية أو بعض الأمراض “الحديثة” كمرض التوحد! أنا لاأقول أن للتصوير التلفزيوني دور في ذلك، فالكثير من هذه الأمراض لايعرف لها سبب ولعل الدراسات المستقبلية تثبت أو تنفي ذلك ولذا فإن (التصوير التليفزيوني) تقنية عظيمة ولكن يجب إستخدامها عند الحاجة لها.
يجب أن تخضع جميع الحوامل للتصوير التلفيزيوني؟
أثبتت كثير من الدراسات أنه يفترض أن تخضع جميع الحوامل للتصوير التلفيزيوني مرة واحدة في منتصف الحمل (18-22 أسبوع) (4-5 أشهر)، وذلك للكشف عن إحتمالية وجود تشوهات خلقية لا قدر الله، وعليه فإن إجراء مثل هذا النوع من الفحوصات يجب أن يكون تحت إشراف طبيب متخصص له القدرة على إكتشاف مثل هذه التشوهات.
أضافت بعض التوصيات أيضاً أن إجراء التصوير التلفزيوني في أول الحمل له أهميته الخاصة أيضاً، لأن ذلك يساعد على تحديد عمر الجنين بدقة وبالتالي وقت الولادة المتوقع ما يساعد في تحديد طريقة التعامل مع الحامل عند دخولها في ولادة مبكرة أو عند الحاجة لإجراء الطلق الصناعي في حالة تأخر الولادة عن تاريخها المتوقع. علاوة على ذلك سيساعد هذا الفحص المبكر أيضاً في تحديد عدد الأجنة ونوع التوائم (إن وجدت) لأن التوائم لها عدة أنواع لكل منها طريقة تعامل ومتابعة مختلفة وتحديد ذلك في أول الحمل له أهمية كبيرة.
أثبتت دراستي (RADIUS&Hekink) واللتان ضمتا أكثر من 24000 سيدة حامل، وهما بذلك يعتبران من أهم وأكبر الدراسات التي عملت في مجال التصوير التلفيزيوني في الحمل، أن الفحص بالـ (التصوير التليفزيوني)في أول الحمل يساعد على إكتشاف جميع حالات التوائم (مما له أهمية طبية) بينما لم يتم إكتشاف حوالي 40% من حالات التوائم حتى مرحلة متأخرة عند النساء اللاتي لم يخضعن للفحص بال)التصوير التليفزيوني) الروتيني في أول الحمل.كما أثبتت الدراسات أيضاً أن الفحص )التصوير التليفزيوني) في منتصف الحمل يساعد على إكتشاف تشوهات الأجنة بنسبة أعلى بكثير مقارنة بمن لم يجري. فيما عدا ذلك لم يكن للتصوير التلفيزيوني أي أهمية أخرى بمعنى أن نسبة الإسقاطات، والولادات المبكرة، والوفيات، وأوزان الأطفال وغيرها من النتائج لم تختلف سواء تم إخضاع المرأة للتصوير التلفيزيوني في منتصف الحمل بشكل روتيني أو عند اللزوم فقط.
الكلية الأمريكية لأطباء النساء والولادة (ACOG) والهيئة الأمريكية للتصوير التليفزيوني (AIUM) والكلية الأمريكية للأشعة (ACR) والذين يعتبرون أهم وأكبر ثلاث منظمات لوضع التوصيات الطبية العالمية للتصوير التلفيزيوني.
هل هذا يعني أنه لايجب إجراء (التصوير التليفزيوني) أكثر من مرتين في الحمل؟
أنا لم أقل ذلك، فهناك بعض الحالات التي تستلزم إجراء المزيد من تلك الفحوصات، أما إجراءها بشكل روتيني لجميع الحوامل عند كل زيارة للطبيب هو الخطأ الذي نتحدث عنه، لأن معظم الحوامل لايحتجن لأكثر من هذين الفحصين.
هل يمكن إعطاءنا أمثلة لتلك الحالات التي تستلزم إجراء المزيد من (التصوير التليفزيوني)؟
على سبيل الأمثلة لا الحصر، بعض هذه الحالات هي:
- نزول دم غير معروف السبب في أي وقت من الحمل.
- فحص عنق الرحم لمن يعتقد بوجود ضعف عنق الرحم لديهن أو هن معرضن لذلك.
- تحديد طريقة نزول الجنين (الرأس أو المقعد) عند عدم التأكد من ذلك أثناء الفحص السريري.
- للكشف في أول الحمل (11-14 أسبوع) عن بعض العلامات التي تشير إلى إرتفاع إحتمالية إصابة الجنين بتشوهات خلقية أو تشوهات في الكروموسومات.
- كمرشد عند إدخال الإبرة عند أخذ عينة من المشيمة أو السائل المحيط بالجنين أو الحبل السري أو عند نقل الدم للجنين.
- وجود إختلاف ما بين عمر الجنين المتوقع و مقاس الرحم بالفحص السريري.
- الشك في وجود حمل عنقودي أو حمل خارج الرحم أو للتأكد وفاة الجنين (لاقدر الله).
- للتأكد من سلامة الجنين ونموه في حالة وجود أسباب أو أمراض (كإرتفاع ضغط الدم أو السكري) عند الأم أو الجنين قد تؤثر على نمو الجنين.
- الشك في زيادة أو نقص كمية السائل المحيط بالجنين.
- كمرشد عن محاولة الطبيب لف الجنين من وضع المقعد لوضع الرأس لتجنب الولادة القيصرية.
- لتحديد موقع المشيمة والتأكد من بعدها عن عنق الرحم وخلافهما من الأمثلة.
ذكرت أن لتحديد عمر الجنين بدقة أهمية في تقليل التدخل الطبي هل ممكن توضيح ذلك أكثر؟
- بكل سرور إن تحديد عمر الجنين بدقة في الثلاث أشهر الأولى يساعد في تحديد تاريخ الولادة المتوقع، مما له أهمية كبرى في تحديد مدى التدخل الطبي اللازم.
- فقد أثبتت الدراسات أن تحديد عمر الجنين بدقة يحد من التدخل الطبي (الطلق الصناعي) بنسبة 70% لحالات الحمل التي لم تدخل بولادة بعد إتمام التسع أشهر مما ينعكس بنتائج أفضل للأم والجنين، كما أن تحديد هذا العمر بدقة يحد من إستخدام مثبطات الطلق والمستخدمة لحالات الولادة المبكرة، لأن بعض هذه الحالات تحدث لأجنة قد تكون ولادتهم أفضل من محاولات إستخدام أدوية مثبطة لها أضرار كثيرة، غير أن عمر الجنين الغير دقيق يؤدي لإستخدام هذه الأدوية بإعتقاد أن عمر الجنين أقل مما هو عليه. كما أن تشخيص حالات “ضعف نمو الجنين” تقل إذا تم تحديد عمر الجنين بدقة لأنه في كثير من هذه الحالات لايكون هناك “ضعف بنمو الجنين” وإنما عدم دقة في تحديد عمر الجنين، فعلى سبيل المثال عند قياس جنين يعتقد أنه في الشهر الثامن من الحمل ونجد أن حجمه يتماشى مع سبعة أشهر فقد نطلق على هذه الحالة “ضعف نمو الجنين” بينما قد تكون حسابات الأم خاطئة وأن عمر هذا الجنين هو فعلاً سبعة أشهر.
لماذا الثلاث أشهر الأولى؟
لأن دقة الجهاز في تحديد عمر الجنين تقل كلما زاد عمر الجنين، فقد يختلف قياس الجهاز مع عمر الجنين الحقيقي بأسبوع أو أقل في الثلاث أشهر الأولى بينما قد يصل الفرق لأسبوعين في الثلاث أشهر الثانية وحتى ثلاث أسابيع في الثلاث أشهر الأخيرة من الحمل.
هل هناك فترات حرجة من الحمل يجب تجنب إستخدام (التصوير التليفزيوني) بها؟
ليس بالتحديد، ولكن هناك أنواع من (التصوير التليفزيوني) لاينصح بإستخدامها في فترات معينة من الحمل، فعلى سبيل المثال التصوير X بالألوان (Color Doppler) له تأثير ميكانيكي وحراري على الأنسجة أكثر من التصوير العادي كما أن إستخدام (Pulse Doppler). وهو ما نقيس به تدفق الدم بالأوعية الدموية. له تأثير أكثر من السابقين، ولذا فقد إقتضت التوصيات بتجنب إستخدام مثل هذه الأنواع من الأشعة في مراحل الحمل الأولى كما يفعل البعض “لسماع نبض الجنين” في مراحل الحمل الأولى، وهذا ينبغي إجتنابه، لأن تأثير هذا النوع من الأشعة العالية التردد نسبياً على الجنين في هذه المرحلة المبكرة من العمر غير معروف ولم يتم إثبات سلامته.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا كنت عاوزه اعرف راي حضراتكم في حاجه مهمه جدا بالنسبالي في زميله ليا في العمل عملت اشعه مسح ذري علي القلب ودخلت المكتب وجلست اكثر من ساعه وعرفت في اخر الوقت انها قامت بتلك الاجراء مع العلم باني حامل في الاسبوع العاشر فهل هناك خطر من هذا الإشعاع ارجو الافاده ولكم جزيل الشكر