صديقي الطبيب .. ماذا تواجه!
الكاتبة: حياة الجطيلي
انتشار ثقافة خاطئة في مجتمع ما واعتيادنا عليها هذا لا يعطيها شرعيتها وأحقيتها في البقاء بيننا وغرسها لاشعوريًا في من يأتي بعدنا ، ومن خلال تجربتي الغضّة في بيئة العمل تعجبت من بعض النقاط التي أستطيع طرحها للنقاش معكم :
1- بعضهم رغم مروره بالمرحلة الإكلينيكية مازال يفتقد أساسيات التعامل مع المريض من ألقاء التحية والسؤال عن الحال وإن لم يكن مريضك ولكنك دخلت غرفته وتمر من أمامه فلا تدع انشغالك بالعمل الورقي وجهده ينسيك أنك طبيب.
2- العادات الشخصية لمسؤول معي كعدم استجاباته السريعة لما يرسل له أو عدم اعترافه باختراع منذ سنين اسمه البريد الالكتروني يُعرقل الكثير من الأمور ويضيع الوقت على من ينتظر الرد، وربما يظنه المسؤول شيئًا بسيطًا !
ولكنها حقيقة تدل على قلة المهنية وعشوائية التفكير حتى يخطر ببالك أحيانًا كيف وصل لما وصل إليه بهذه العشوائية؟
3- عدم تنظيم الوقت واحترام المواعيد ثقافة شائعة لدرجة تجد من يلتزم بالوقت ويحضر بمواعيده يثني عليه كاستثناء ويُحذر من سيعمل عنده وكأنه نادر.
4- أعلم أن الاعتياد والاستقرار في سير العمل وأن كل شخص في الفريق يعرف دوره هي طريقة منتجة وفعّالة ولكن أن يكون هناك روتين قاتل للإبداع وعدم جدوى الآراء لتطوير المكان وعدم تقبل انتقاد سير العمل من شأنه أن يكوّن ثغراتٍ في هذه البيئة نفسها.
5- بعضهم لا يستطيع التعامل معك بحدود عملك فقط ولا شيء سوى العمل كزمالة، لابد أن تعامله معك يعتمد على جنسك ومذهبك ومن أي منطقة ومن أي جامعة وهذه حقيقة سيئة للأسف فما بالك إذا كان هذا التفكير وصراحة الأسئلة وتصنيف الفريق في رأس مسؤول !
6- بعضهم يتعلق في الانطباع الأول ولا يستطيع الإضافة عليه في أي فكرة جديدة.. أعلم أن الانطباع الأول مهم ولكنه ليس كافيًا حقيقة, خاصةً أن المظهر والحدس لا يمثلان كل شئ, أحيانًا هناك مهارات لا تظهر إلا بعد حين.
7- رغم أننا مجتمع لديه من المستوى المادي والمعرفي الشيء الكثير إلا أنه لازلنا نؤمن إيمانًا شديدًا بمبدأ الواسطة و (الالتفاف الذكي) للحصول على شيءٍ ما ..
أحيانًا لا يكون هذا الشيء مستحيلًا وتستطيع أن تناله بدرجاتك وجهدك ورغم ذلك يطلب أحدهم أن يعكّر مساره بكلمة ثناء ممن فوقه حتى ينال ما يريد أسرع أو أضمن من غيره !
ثم يُخفي اعترافه بالواسطة !
لماذا تخفي شيئًا تجده مطلبًا اعتياديًا وسعيت له ؟! ولا أدري هذه الفكرة جاءت من الترف الذي اعتدنا عليه منذ طفولتنا أم ماذا !!
حسنًا العجيب الذي يذهلني أن تجد مسؤول كبير يقتنع بالواسطة تمامًا ويعطي فرص غير عادلة بين موظفيه بسبب المعرفة الشخصية أو التوصية من طرفٍ يعرفه الموظف، وربما يكون هذا المسؤول قد درَس وحقق نفسه بجوٍ مهني عالٍ لا يوجد فيه أنصاف الحلول ورغم هذا أول ما تذوق لذة المنصب والنفوذ اعتنق مبدأ الواسطة .
و انتشار هذا الفكرة واضح حتى تجد أحدهم يبحث عن واسطةٍ قبل أن يقدم نفسه وأوراقه لما يريد !
8- لا تخجل من أن تتعلم حتى ممن هو أصغر منك في السلم الطبي فهذا يدل على حرصك على العلم بحد ذاته وليس ما أنا عليه الآن من مستوى وما يظهر أمام الآخرين.
همسة :
( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه) فلا تؤثر عليك بيئة التساهل وتمرير الأمور بعشوائية وسطحية فتفقدك نزاهتك أو حرصك على مريضك أو حرصك على تطوير نفسك وعلمك .. متى ما حاولت أن تتقن عملك فلن يفوتك أي تفصيل ولن تترك أيّ ثغرة قد تسيء لك وتتعب في الاعتذار منها .
حياة ،، سلمت ما خطته يداك ،، كعادتك كتبتِ فأبدعتِ .. موفقة يارب .
تلخيص جميل لمشاكل و إعاقات تقابلنا في كل مكان. قارنتها بمحيط العمل لديّ ووجدتها جليّة. الخطأ يبدأ منذ الصغر في التنشئة المشّكلة لثقافة المجتمع. لست حزينة على فوات عمر التربية لكن على أن نجد هذه التصرفات من متخصصين بمكانة علمية عالية مروا -ولا شك- بتجارب وخبرات عديدة لم تصقل أيًّا منها شخصيته أو تقيّم اعوجاج تفكيره !
فخورة بك دومًا و أبداً