إلى من لا يهمه الأمر
الكاتب: نايف العتيبي
في ظروف عدّة مُتعلقة بجهد العمل وماتواجهه من صعوبات عديدة ، ينشأ لديك شعور لا تستطيع وصفه تبدأ بأسئلة كثيرة ، لا تعلم من أيّ معين ” تطرطشتَ ” بها ، كيف أنا هُنا الان ؟ ، وهل ما أقوم بهِ هو العمل الذي رغبت به ، وأحببته ؟
هذا الشعور الرهيب ، يقول لكَ أنكَ غير امن وظيفيا ، وأن ماتقوم بهِ يوميا ، هوَ أمر لا يتعدّى حدود الروتين الممل الذي لا تحبذ وجوده ، فهوَ لا يجدد روحك العملية بل تجد نفسك في سلم تنحدر فيه إلى قبو اللامعرفية ، هنا تنقطع بكَ السبل وتجد نفسك في مفرق مصير .
الإستمرارية بنفس المنوال ، لن تثيرك ، وستسقط عليكَ ظنون الفشل ، إلى أن تكون مصاحبا له ، هناك عوامل عدّة أخذت بحماستك إلى بر لا يرسى عليه طموحك ، لذلك كان من الأجدر الوقوف قليلاً ، واستنشاق بعض التروّي ، والتفكير بقرار يواكب تطلعاتك قبلا .
أنتَ هنا الان في محيط عملك ، والقرار المناسب هوَ استدراك مافات والعمل على القادم، اصنّع بيئتك الخاصة من خيالك الخصب ، حتّى لو اعتبرته غير حقيقيّ ، ثق بنفسك أنهُ سيتحقق ، على الأقل سيكسبك شخصية مُغايرة ، عن ماسبق تحطيمه .
حاول بشتّى الطرق أن ترى الحُب في عينيكَ سبيلا للعطَاء ، وليس الأخذ ، ثق بأن عطاءك هو سبيل أخذك، درّ على نفسك الصبر مدرارا لا ينضب ، ابتسم دائما ، على جميع الأصعدة فرحا وحزنا ، جورا وظلما .
أعطِ لنفسك مهلة لكي تتأقلم وتتعلّم ، وماسوى ذلك ليس الّا اختبارا لمقدرتك ، خذ بالإعتبار أنك قادرُ على الإنسحاب ، من جحيم ” واقعيّ ” ، إن أحببت ذلك ، أو حوله إلى نعيم ترتعُ فيه ، أنتَ جملتَه بحسَن أخلاقك ، وتضحياتك المتكررة ، في سبيل الوصول إلى الراحة الوظيفية والتجديد الذي نشدته منذ البداية ، وما وضعك الحكيم سبحانه وتعالى ، في موقع الّا لتكتشف نفسك أكثر في ظل كبواتها ، ان خيرا فالحمد لله ، وان غير ذلك فالحمد لله .
حقيقة : كثيرون منّا رزق بعمل لا يحبّه ، منهم من رضي وهو مكره ، ومنهم من رضي وهو متيّقن ،الإختلاف في كيفيّة وضع الأمور في نصابها الصحيح .