مجلة نبض-واس: نظمت المجموعة السعودية الاستشارية لمرض تصلب الأعصاب المتعدد “التصلب اللويحي”، مؤخراً عدة فعاليات في كل من مكة المكرمة والرياض لدعم مرضى التصلب العصبي اللويحي تزامنا مع اليوم العالمي للمرض، وذلك بهدف نشر الوعي المجتمعي بطبيعة المرض وطرق الكشف المبكر عنه والوقاية منه.
وأوضح رئيس الجمعية السعودية للتصلب العصبي المتعدد الدكتورمحمد الجمعة أن هذه الفعاليات تهدف إلى دعم مرضى التصلب المتعدد وتعريفهم بطرق الرعاية الصحية التي تقدم لهذا المرض، إلى جانب زيادة الوعي المجتمعي بالمرض، مبينا أن المملكة تفعّل هذا اليوم بالتوازي مع سبعين دولة في العالم لتوعية المجتمع والمريض وذويه والتعريف بطرق وأساليب التعايش مع هذا المرض.
وقال إن الفعالية الأولى نظمت في مكة المكرمة والثانية بفندق انتركونتيننتال الرياض مشيرا إلى أن الفعاليتين تضمنتا حلقات نقاش للتثقيف والتوعية بالمرض والنقاش في كل ما يتصل بالتصلب العصبي المتعدد.
وأشار إلى أن تصلب الأعصاب المتعدد هو مرض مزمن لا يمكن التنبؤ به، يصيب الجهاز العصبي المركزي الذي يتكون من المخ، النخاع الشوكي، والعصب البصري، لافتا إلى إلى أن هذا المرض يحدث تدميرا لما يسمى “مايلين” وهو العازل الواقي المغلف للألياف العصبية مما يعيق التواصل بين المخ والنخاع الشوكي والعصب البصري وبالتالي ظهور أعراض المرض.
وأضاف أن الدلائل المتجمعة من مصادر عدة تشير إلى أن المرض يكون موجوداً لفترة طويلة قبل ظهور الأعراض كما أن التدمير الذي يحدث في الأعصاب غير قابل للإصلاح، وبالتالي فهذه الدلائل توفر حجة قوية للبدء في العلاج مبكراً.
وتابع أن دراسات متعددة أشارت إلى وجود نشاط التهابي قوي في المراحل الأولى لدورة المرض تؤدي إلى التراكم السريع والعجز العصبي، وبناء على ذلك تم اقتراح علاج المرض مبكراً بواسطة علاجات تعمل على تعديل مسار المرض حتى تمنع أو تؤخر ظهور عملية التحلل في الجهاز العصبي أو تؤخر تطورها إلى درجة لا يمكن تغييرها.
ومضى إلى القول إنه لا يوجد علاج نهائي لهذا المرض حتى الآن ومع ذلك فهناك عقاقير تساعد على التخفيف من الأعراض، فضلا عن أن هناك أدوية حديثة تساعد علي تغيير مسار المرض عن طريق تقليل عدد مرات الانتكاسات وشدتها وتؤخر ظهور العجز، مشيرا إلى أن هذه الأدوية يطلق عليها “الأدوية المعدلة للمرض” وهي أدوية تقلل عدد الأيام التي يقضيها المريض متأثراً بالأعراض، كما تقلل أو تمنع تفاقم الإصابة في الجهاز العصبي المركزي، وتبطئ ظهور العجز، ولهذا ينصح الخبراء بالاستخدام المبكر للدواء الذي يحد بكفاءة من ظهور الإصابات ويمنع ضمور المخ.
وتابع الدكتور الجمعة أن النتائج التحليلية لأحدث دراسة تمت خلال الأعوام الثلاثة الماضية والمسماة BENEFIT أيدت وجهة النظر التي تنادي بأن العلاج المبكر عند ظهور أول أعراض الأصابة بالمرض يكون له أثر إيجابي على درجة الإعاقة لدى المرضى في المدى البعيد.