بقلمي لك (أنت)
الكاتبة: د.سهام طلال
الحياة مجموعة اوراق مبعثرة في مكتبة قديمة ، كما هيا المشاعر عندما تجتمع وتكتظ في قلب انسان واحد . وهذا الانسان قد يكون ( أنت) !
في زاوية ما في مسجد ما تجد هنالك من ركن وقرر ان يختلي بنفسه عن الناس فهو يـتألم بصمت .
في فصل ما مكتظ بالطلبة , على كرسي ما تجد انسان قد يكون ( أنت )يخفي دموعا ويحاول أن يجمع شتات نفسه حتى يقف مرة اخرى .
على سفرة ما يجتمع الأحبة فيأكلون وخلف القضبان كسير يبكي يهز القضبان هز يشتهي هذا الجمع وهذه الحرية .
وذلك السجين خلف القضبان قد يكون ( أنت ) ولربما كانت القضبان التي وضعتها حول قلبك اشد قسوة من القضبان الحديدية .
في مكانا ما قد يكون ( أنت ) شعور بالوحدة يمزقك تمزيق فيبكيك بحرقة وبقوة شعور بخيبة الأمل فأحلاما رسمتها وأحسنت رسمها فمضت الايام لتشعر أنها سراب خيبة ، انكسار ، خذلان .
تفقد لذة الحياة في لحظة ما ,فتنغمس وبقوة في مشاعرك السلبية فتشعر بأن اوجاعك تشتد ومن حولك لا يستطيعون الشعور بك او حتى ان يتفهموك ترحب بالعزلة فاذا بك تفقد قدرتك على التعايش مع نفسك اولا و مع الاخرين ثانيا .
في غرفة مظلمة انسان ما قد يكون (أنت) يشعر بالضعف والضياع ارهقته الهموم وثقلت موازين الكرب على فؤاده فضاقت به الارض الرحيبة ولكن
(أنت) ذلك الانسان الذي لم تضيق به مخارج السماء .
وقفتي عند قوله تعالى (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) .
فأنت لست كما تشعر وحيدا هائما في الدنيا ، فالله ان كان يعلم ما في البر والبحر ويعلم بأمر الورقة تسقط من شجرة بجوار بيتك لا تعلم عنها (أنت) ويعلم بحبة السمسم الصغيرة التي سقطت سهوا من يدي الخباز دون ان يشعر بها ويعلم بأمر الغيب .
فكييف لا يعلم الله بأمر عبده ؟
فأنت لست كما تشعر عندما تحيطك المشاعر السلبية فلا تستلم لها بل ولا تسمح لها بأن ان تصل الى روحك الطيبة بل و لن تصل لها , لأنك عندما ركنت الى تلك الزاوية في المسجد استجرت استغثت ناجيت وانكسرت بين يديه .
افتحوا ابواب الأماني وابعثوا بها الى ابواب السماء فطارق السماء لا يخيب ولو بعد حين .