اضطرابات الغدة الدرقية لدى الأطفال ..
مجلة نبض – بيان الميمني :
تعتبر اضطرابات الغدة الدرقية لدى الأطفال من الأمور التي تثير مخاوف الأهل لما لها من تأثير على النمو الجسدي والعقلي للطفل , في هذا المقال يحدثنا الدكتور عبدالمعين عيد الآغا أستاذ مشارك بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز واستشاري طب الأطفال والغدد الصماء والسكري , عن اضطرابات الغدة الدرقيه وكيفية علاجها ..
ماهي الغدة الدرقية ؟
الغدة الدرقية هي إحدى الغدد الصماء (المسؤولة عن إفراز هرموني الثايروكسين والتراي يودو ثيرونين) وهي تقع في الجزء الأسفل من الرقبة وتلتف حول القصبة الهوائية ويشبه منظرها الفراشة ولها جناحان متماثلان في فصين مرتبطين بجزء في المنتصف يسمى الإسمث .
الغدة الدرقية تستخدم عنصر اليود والذي يتوفر غالباً في الأطعمة مثل ملح الطعام والمأكولات البحرية والتي تكون نسبة عنصر اليود فيها مرتفعة وتقوم بامتصاص اليود من الدم لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية.
بمجرد وصول هرمونات الغدة الدرقية إلى الدم يبدأ الجسم بتنشيط التفاعلات الحيوية وتقوم الغدة النخامية بالتحكم بإفرازات الغدة الدرقية من الهرمونات T4 و T3 حيث أن الهرمون المسؤول عن تنظيم ذلك يسمى بهرمون TSH المفرز من الفص الأمامي من الغدة النخامية.
الغدة الدرقية هي إحدى الغدد الصماء والتي تفرز هرموناتها مباشرة إلى الدم بدون قناة وهي التي تتحكم في عملية التفاعلات الحيوية لكل خلايا الجسم بمعنى أنها تدخل في عمل كل خلية في الجسم والغدة الدرقية تبدأ في التكون داخل رحم الأم منذ الأسبوع الرابع من مؤخرة اللسان ثم تنزل بالتدريج إلى موقعها الرئيسي وهو مقدمة العنق ويكتمل تكوينها مابين الأسبوع العاشر إلى الأسبوع العشرين من الحمل وتكون جاهزة للعمل من بعد ذلك من عمر الجنين داخل الرحم .
يقدر حجم الغدة الدرقية بجرام لكل سنة بعد الولادة فعلى سبيل المثال : الطفل الذي يكون عمره 5 سنوات يكون حجم الغدة بمقدار 5 جرامات فقط وهو حجم صغير جداً ولكن عملها كبير جداً في الجسم ونمو الغدة يتوقف تقريباً على عمر 15 سنة عندما يصبح حجم الغدة 15 جراماً وهو حجم ضئيل جداً .
الغدة الدرقية لها دور كبير في نمو العضلات والجهاز الحركي ولها تأثيرات على دقات القلب وعلى وظيفة القلب ولها دور كبير في الجهاز الهضمي وحركة الأمعاء ولها دور في تنظيم نسبة السكر والكوليسترول والدهون في الدم وتحويل مادة الكاروتين إلى فيتامين (أ) وبالتالي هذا الهرمون له دور في تصنيع فيتامين (أ) وكذلك تلعب الغدة الدرقية دور مهم في تنظيم درجة حرارة الجسم فالأطفال الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية يشعرون دائماً بالبرد والأطفال الذين يعانون من زيادة إفراز الغدة الدرقية يعانون من الحر والتعرق المستمر .
قصور الغدة الدرقية إذ لم يكتشف في الأيام الأولى من الولادة ولم يعالج بإعطاء المولود المصاب بهرمون الغدة الدرقية والذي يسمى الثايروكسين لتعويضه قد يؤثر على التطور الذهني لهذا الطفل فيصبح متخلفاً عقلياً أو تقل نسبة الذكاء عنده بشكل كبير.
أسباب قصور الغدة الدرقية :
تتمثل أسباب الإصابة بأمراض قصور الغدة الدرقية كالآتي :
- الالتهاب الدرقي المناعي الذاتي والذي يسمى بمرض (هاشيموتو) نسبة إلى الطبيب الياباني هاشيموتو الذي وصف هذا المرض .
- الالتهاب الدرقي اللمفاوي .
- تدمير الغدة الدرقية بسبب استخدام اليود المشع أو بسبب استئصال الغدة الدرقية .
- أمراض الغدة النخامية أو الغدة ما تحت المهاد والتي تسمى بالهيبوثلامس .
- بعض الأدوية التي قد تؤثر على عمل الغدة الدرقية .
- نقص حاد في نسبة اليود في الدم .
نقص عنصر اليود :
هنالك بعض الأماكن في العالم يكون الماء والغذاء في هذه الدول ينقصه عنصر اليود وبالتالي سكان هذه المناطق في العالم مثل زائير ، الهند ، إكوادور ، تشيلي وبعض المناطق الجبلية مثل جبال الهملايا وجبال الإنديز .
المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي فإنه لا يوجد هذا النقص بفضل الله تعالى وبالتالي سكان هذه الدول لا يعانون من نقص اليود ولذلك ننصح جميع الأطباء والمعالجين لمرض الغدة الدرقية بعدم إعطاء مرضاهم للمزيد من عنصر اليود عند علاجهم للغدة الدرقية أو أن ينصحوهم بتناول المأكولات البحرية بشكل كبير لأن عنصر اليود في المملكة العربية السعودية موجود بشكل سليم في الماء والغذاء .
أعراض قصور الغدة الدرقية :
- التعب والشعور بالخمول والإعياء .
- الشعور بالاكتئاب .
- الزيادة في الوزن على الرغم من أن الشخص لا يأكل كثيراً .
- الشعور الدائم بالبرودة حتى في الأجواء المعتدلة .
- النوم الزائد .
- جفاف الشعر وتقصفه .
- جفاف الجلد وتقشره .
- الإمساك المزمن .
- ضعف الشهية وعلى الرغم من ذلك زيادة الوزن .
- ألم وتشنجات في العضلات .
- ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم .
- قلة التركيز وبطء التفكير .
- تورم السيقان .
- حدوث تنميل ووخز في أصابع القدمين وعدم القدرة على تحمل المجهود الرياضي .
تشخيص قصور الغدة الدرقية :
التحليل يكون عن طريق قياس الهرمون المحفز للغدة الدرقية والذي يسمى TSH فهذا الهرمون غالباً يكون مرتفعاً في حالات قصور الغدة الدرقية الناتج عن خلل الغدة الدرقية نفسها.
كذلك يجب قياس نسبة هرمون الثايروكسين في الدم والذي يسمى FT4 فهذا الهرمون في جميع حالات قصور الغدة الدرقية يكون معدله منخفضاً في الدم ولذلك يجب التأكد قبل بدء العلاج أن هذا الهرمون ناقصاً في الدم كذلك يجب عمل الأجسام المضادة للغدة الدرقية والتي تكون مرتفعة في بعض أمراض المناعية الذاتية الخاصة بالغدة الدرقية فعلى سبيل المثال: مرض هاشيموتو .
علاج قصور الغدة الدرقية :
علاج قصور الغدة الدرقية سواء كان مناعياً أو خلقياً وكذلك سواء كان قصوراً أولياً أو ثانوياً فإن علاجه يكون عن طريق إعطائه هرمون الثايروكسين على هيئة أقراص يتناولها الشخص مرة واحدة يومياً على الريق صباحا.
يقوم الطبيب بتحديد الجرعة المناسبة من الدواء عن طريق قياس مستوى الهرمون المحفز للغدة الدرقية وهرمون الثايروكسين .
ملاحظة مهمة عن العلاج بالثايروكسين T4 :
يجب تناوله في الصباح الباكر ويفضل أن يكون على معدة خالية ولا يتناول المريض بعد أخذ هذا الدواء أي نوع من الشراب أو الطعام لمدة نصف ساعة كي يمتص هذا الدواء أو هذا الهرمون من المعدة تماماً قبل أن يأكل أو يشرب هذا الطفل أي نوع من الطعام أو الشراب . (هذه المعلومة ضرورية ويجب التقيد بها) .ومن المهم جداً أن يراجع المريض الذي يأخذ علاج قصور الغدة الدرقية الطبيب المعالج بشكل مستمر وقبل أن يراجع الطبيب المعالج من تحديد الجرعة على حسب مستويات الهرمون المحفز للغدة الدرقية TSH وهرمون الغدة الدرقية T4 .
في بداية المرض وبعد بدء العلاج يكون من الأفضل المتابعة من 6 – 8 أسابيع وبعد ذلك تكون المتابعة بشكل دوري في فترة من 3 – 6 أشهر عند الأطفال وعند البالغين في فترة 6 – 12 شهر .
ماهي أعراض زيادة إفراز هرمونات الغدة الدرقية :
- يشعر الطفل المريض دائماً بالحرارة ويميل إلى الجو الشديد البرودة .
- زيادة ضغط الدم .
- زيادة في ضربات القلب والخفقان .
- نقصان الوزن بالرغم من أن الشهية تكون عالية والمريض يأكل كميات كبيرة من الطعام ولكن لا تظهر عليه السمنة بالعكس يكون وزنه ناقصاً .
- الإسهال المستمر .
- فقدان حجم العضلات .
- الهيجان والعصبية الزائدة وربما يكون الطفل قبل الإصابة بهذا المرض من الأطفال الذين لا تظهر عليهم العصبية ولكن عند الإصابة بهذا المرض يكونون عصبيين بشكل كبير .
- التغيير في الشخصية فبدلاً من أن تكون شخصيتهم هادئة يتحولون إلى شخصية شريرة وعصبية ومائلة إلى كثرة الجدال والنزاع والمشكلات مع الأخوان وأفراد العائلة والزملاء في المدرسة .
- ضعف الوزن .
- الأرق الدائم وصعوبة النوم .
- عند بعض الفتيات البالغات يؤدي زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية إلى قلة كمية دم الدورة الشهرية واضطرابها .
- قد يؤدي إلى خفة في الشعر وتساقط مستمر في الشعر وهذه مشكلة شائعة لدى الفتيات .