تسعى شركة “جلاكسو سميث كلاين” البريطانية لتصنيع الأدوية للحصول على موافقة رقابية لطرح أول لقاح في العالم للوقاية من الملاريا، بعد أن أظهرت بيانات أولية أن اللقاح نجح في خفض حالات الإصابة في أفريقيا.
وأعرب خبراء عن تفاؤلهم بإمكانية إنتاج أول لقاح في العالم لعلاج الملاريا بعد النتائج التي أظهرتها التجارب.
و تسبب الملاريا، وهو مرض طفيلي يحمله البعوض، في مقتل مئات الآلاف من الأشخاص في أنحاء العالم سنويا.
ويقول العلماء إن وجود لقاح فعال يمثل عنصرا مهما في محاولات القضاء عليه.
و أظهرت التجارب أن اللقاح المعروف باسم “ار تي اس اس” أدى إلى خفض عدد حالات الإصابة بالملاريا بين الأطفال الصغار إلى النصف، وقلل بنسبة 25 في المئة عدد إصابات الملاريا لدى الأطفال الرضع.
“ملايين الإصابات في أفريقيا”
و تطور “جلاكسو سميث كلاين” اللقاح التجريبي مع مؤسسة “باث ملاريا فاكسين انشياتيف” الخيرية وبتمويل من مؤسسة بيل آند ميليندا غيتس.
وقال هاليدو تينتو كبير المشرفين على تجربة لقاح “ار تي اس اس” من بوركينا فاسو إن “مستشفياتنا تعج بالملايين من حالات الإصابة بالملاريا”.
و أضاف “هناك تقدم في استخدام الناموسيات وغيرها من الإجراءات، لكننا نحتاج مزيدا من الأدوات لمكافحة هذا المرض المرعب”.
و تعد حملة “تجارب الملاريا” أكبر محاولة سريرية في أفريقيا على الإطلاق وشملت تقريبا 15 ألف و500 طفل في سبع دول.
و قدمت نتائج التجربة في اجتماع طبي في ديربان بجنوب أفريقيا.
و قالت الشركة في بيان لها إنه “بناء على هذه البيانات، فإن “جلاكسو سميث كلاين” تعتزم الآن التقدم بطلب رقابي في عام 2014 لإنتاج اللقاح إلى وكالة الأدوية الأوروبية”.
وتعمل الشركة على تطوير هذا اللقاح منذ ثلاثة عقود.
و أوضح البيان أن الشركة تأمل أن توصي منظمة الصحة العالمية ومقرها جنيف باستخدام لقاح “ار تي اس اس” اعتبارا من عام 2015 إذا قبل منظمو العقاقير في وكالة الأدوية الأوروبية طلب الترخيص.
و أظهرت التجارب أنه وبعد مرور 18 شهرا من إعطاء هذا اللقاح، لأطفال تتراوح أعمارهم بين خمسة و 17 شهرا انخفضت لديهم مخاطر الإصابة بالملاريا السريرية بنسبة 46 في المئة مقارنة مع أقرنائهم الذين لم يتم تطعيمهم.
لكن بين الأطفال الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أسابيع و12 أسبوعا أثناء فترة التطعيم، تراجعت خطورة الإصابة بالمرض بنسبة 27 في المئة فقط.
و قال متحدث باسم الشركة لوكالة الأنباء الفرنسية إنه تجري الآن إجراءات تقديم الطلب لوكالة الأدوية الأوروبية بهدف تسهيل توفير عقاقير جديدة للدول الأكثر فقرا.