ظهور سلالة جديدة من انفلونزا الطيور يعطي دفعة لابحاث الطفرات الفيروسية

الصين تعلن أول حالة اصابة جديدة بانفلونزا الطيور منذ اغسطس
مجلة نبض-رويترز:

يسعى علماء هولنديون يتجمعون في معمل سري وسط اجراءات أمنية مشددة لتطوير طفرات من سلالات فيروس الانفلونزا.. وهو عمل خطير يهدف لتحضير العالم لجائحة فتاكة قبل ان تظهر في الطبيعة.

و أثارت فكرة انتاج فيروسات مسببة للامراض من خلال تقنيات الهندسة الوراثية جدلا كبيرا وذلك خشية تسرب مثل هذه السلالات الفيروسية او وقوعها في أيد غير امينة.

و مع ترقب الصين لانتشار مزيد من حالات الاصابة بالسلالة الفيروسية الجديدة الفتاكة (اتش7ان9) يقول عالما الفيروسات رون فوتشييه واب اوسترهاوس ان مزايا ابحاث طفرات الجينات تفوق المخاطر بكثير.

و تهدف التجارب لاستطلاع قدرات الفيروس بغية تطوير عقار يقاومه واماطة اللثام عن التحورات الجينية التي قد تحسن قدرته على الانتشار ويقولان ان عملهما قد يتيح الخبرات المعرفية لمنع تفشي الانفلونزا الفتاكة.

و قد يحدث ذلك من خلال التوصل للقاحات جديدة في الوقت المناسب او انواع علاج اخرى متوافقة مع جينات السلالة الجديدة.

و يقول اوسترهاوس وهو مدير معمل في هولندا يحظى بدرجة عالية من الامان الحيوي ويقود جانبا من انشطة طفرات اتش7ان9 “نستعد لما سيحدث فيما بعد. إذا اصبح انتقال فيروس اتش7ان9 بين البشر سهلا فان نسبة الوفيات قد تنخفض قليلا عما هي عليه الآن ولكن ما زلنا نتحدث عن وفاة نحو مليون شخص.”

و أضاف “هذا السؤال مهم.. ما الذي يساعد على انتقال الفيروس بسهولة. ان فهم ما يحدث مهم للغاية.”

و إلى الان توفي 45 من بين 136 شخصا اصيبوا بالفيروس اتش7ان9 في الصين وتايوان اي ان نسبة الوفيات نحو 30 في المئة.

يقول فوتشييه الذي سبق ان اجرى تجارب على سلالة اخرى هي اتش5ان1 ان خطر تسبب فيروس اتش7ان9 في جائحة يتعاظم في حالة اكتسابه من الطبيعة ما يهدف لتحقيقه في المعمل اي القدرة على سهولة الانتشار بين البشر.

و حتى الآن نادرا ما يقدم الشكر لعالمى الفيروسات على جهودهما لجمع أكبر قدر من المعلومات عن السمات الجينية لمخاطر انفلونزا الطيور.

و يتهم ستيفن سالزبرج استاذ الطب والاحصاءات الحيوية بكلية جون هوبكنز للطب الاثنين “بالتعامل بعجرفة شديدة” وقال ان فكرة فوتشييه عن الجدوى المحتملة لعمله “مشوشة للغاية”.

و أضاف ان فكرة اجراء ابحاث على مسببات المرض شديدة الخطورة.

و ظهرت أولى حالات الاصابة بسلالة اتش 7ان9 -التي لم يكن معروف من قبل انها تصيب البشر- في فبراير شباط وانتشرت بسرعة في ابريل نيسان ومايو ايار ثم انحسرت في أشهر الصيف.

و تجددت المخاوف من عودة الفيروس مع انخفاض درجات الحرارة وموسم تفشى انفلونزا الطيور. وكانت الصين أكدت حالة إصابة جديدة بالسلالة إتش7إن9 من فيروس انفلونزا الطيور الأربعاء الماضي وهي ثاني إصابة تعلن عنها بعد تراجعه في فصل الصيف.

و في موقع سري في حرم مركز ايراسموس الطبي في ميناء روتردام يختار حفنة من الباحثين خضعوا لتدقيق امني صارم جينات ويضيفون البعض منها ويمحون البعض الاخر لسلالات فيروس اتش 7ان9 لمعرفة قدراته في اسوأ الحالات.

و تهدف الدراسات لادخال تعديلات جينية على الفيروس لمعرفة ما يتطلبه تحوله لجائحة فتاكة. وقد يعني ذلك ان يصبح انتقاله بين البشر اسرع.

و بالطبع لا يجري مثل هذا العمل في اي مكان.

و يعمل فريق ايراسموس في واحد من اكثر المعامل امنا في اوروبا ويتميز بارفع مستويات الامان الحيوي للابحاث الاكاديمية.

و يقول فوتشييه وهو واحد من ستة اشخاص فحسب حصلوا على تصريج أمني لدخول المعمل انه يشعر في المعمل بامان أكبر مما يشعر به عند السير في الشارع رغم وجود طفرات فيروسية هناك.

و شرح لرويترز خلال زيارة خاصة للحرم “تحتاج مفتاحا خاصا للدخول ويجري تغيير الملابس أكثر من مرة عند الانتقال بين جميع انواع الغرف المغلقة.”

و يضيف “يوجد ارقام سرية شخصية واجراءات امنية إضافية للدخول لمجموعة تالية من الابواب والكاميرات في كل مكان تعمل على مدار الساعة.”

و ما من حاجة لذكر أن وسائل الاعلام ممنوعة تماما من دخول المعمل.

و سافر فوتشييه الى الولايات المتحدة مرارا مطالبا باجراء ابحاث مماثلة لما حدث مع اتش5ان1 ونشرها ما اثار هلع المجلس الاستشاري للعلوم الوطنية للأمان الحيوى وحدا به لمحاولة غير مسبوقة لحظر نشر الابحاث.

و قال المجلس انه يخشى أن تقع معلومات سريلة من هذه الانشطة في ايد غير امينة لتستخدم في الارهاب الحيوي.

و اعقب ذلك حظر مثل هذه الابحاث لمدة عام في حين سعت منظمة الصحة العالمية ومستشارون امنيون ومتخصصون في ابحاث الانفلونزا للوصول لسبل ضمان التحلي باعلى درجات الأمان.

و بعد تحقيق ذلك واقتناع منظمة الصحة العالمية وموافقة ممولي الابحاث في امريكا أعلن فوتشييه و22 عالما اخر في اغسطس آب عزمهم انهاء الحظر على التجارب ويقول الفريق الهولندي ان الوقت حان للمضي قدما.

و قال اوسترهاوس “من السهل ان نتراجع ونقول’حسنا لن نتطرق للامر بعد الآن.’ ولكنه ليس تصرفا سليما. كعالم اتحمل مسؤولية تجاه الناس. وإذا تمكنا من منع حدوث جائحة فسننقذ الملايين.”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى