فيروس الإيدز قد يتجدد بعد العلاج المبكر
مجلة نبض-BBC:
حذرت دراسة جديدة من أن فيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز) يمكنه تكوين ملاذات حصينة له في جسم الإنسان، مما يحطم الآمال في إمكانية نجاح العلاج المبكر في القضاء على الفيروس.
جاءت تلك النتائج بعد اكتشاف عودة الفيروس مرة أخرى إلى طفلة، بعد سنوات من تلقيها علاجا للقضاء على المرض عقب ولادتها بساعات.
وأشار بحث أجرى على القردة، نشر في دورية نيتشر، إلى أن مخازن الفيروسات (أماكن تخزين فيروس الإيدز) التي لا يمكن الوصول إليها تتشكل حتى قبل إمكانية اكتشاف فيروس الإيدز في الدم.
ووصف خبراء هذا النتائج بانها واقعية ومدهشة.
وتعد مخازن فيروس الإيدز في أنسجة المخ والأمعاء العقبة الكبرى في طريق العلاج من المرض.
ويعني التقدم البارز في تطوير عقاقير مضادات الفيروسات العكسية أنه سيكون بالإمكان كبح فيروس الإيدز في مجرى الدم، بينما يعيش المرضى متوسط العمر المتوقع بصورة شبه طبيعية.
لكن إذا ما توقفت العقاقير فإن الفيروسات تظهر مرة أخرى من معاقلها.
“فيروس الإيدز”
فتاة المسيسبي أصيب مرة أخرى بالإيدز بعد سنوات من تلقيها علاجا مبكرا عقب ولادتها
ويركز البحث الدولي على تدفق الفيروسات خارج أماكن اختبائها، لكن الآمال معقودة حاليا على أن العلاج المبكر يمكن أن يمنع تشكلها من الأساس.
“تشكيل الخزانات”
وحقن الباحثون القائمون على الدراسة قرود الريسوس بفيروس نقص المناعة للقرود (SIV)، وهو يشبه فيروس الإيدز HIV الذي يصيب البشر.
وأعطيت القرود بعد ذلك عقاقير مضادات الفيروسات العكسية، بعد نقل العدوى إليهم بثلاثة أيام على أقرب تقدير أو بعدها بأسبوعين.
وتوقف العلاج بعد ستة أشهر، لكن الفيروس عاود الظهور مرة أخرى بغض النظر عن سرعة البدء في تناول العلاج المضاد للفيروسات.
وظهر أن مخازن الفيروسات تشكلت مبكرا بشكل لا يصدق أثناء العدوى.
وقال دان باروتش، أستاذ الطب في مدرسة طب هارفارد :”تظهر البيانات التجارب على الحيوان، أن مخازن الفيروس خصبت بصورة مبكرة بعد العدوى، أسرع مما كان معروفا من قبل.”
وأضاف :”وجدنا أن الفيروس أنشأ الخزانات في الأنسجة خلال الأيام الأولى القليلة بعد الإصابة بالعدوى، حتى قبل اكتشافه في الدم.”
“ارتداد الفيروس”
وكان يعتقد أن طفلة ولدت مصابة بالإيدز شفيت من المرض، بعد تلقيها علاجا مبكرا جدا.
وحصلت الطفلة، التي ولدت في المسيسيبي، بالولايات المتحدة، على عقاقير الإيدز في أول 18 شهرا من حياتها، ثم توقفت بعد ذلك، ولم يعد الفيروس موجودا مبدأيا وكان هناك أمل بأنها شفيت بفاعلية من المرض.
لكن أعلن الأسبوع الماضي عن أن الطفلة، التي تبلغ من العمر الآن أربع سنوات، لم تبرأ من المرض بعد ما يقرب من عامين من توقف العلاج.
وعلق الأطباء كاي دينج وروبرت سيليسيانو، من مدرسة الطب بجامعة جون هوبكنز بالتيمور ماريلاند، بأن هذه البيانات تشير إلى أن الفيروس يزرع فيروسات في المخازن مبكرا أكثر من التقييمات السابقة، وهو ما يضع عقبات إضافية أمام جهود القضاء عليه.
وعلى الرغم من أن العلاج المبكر ربما لا يمنع تكوين مخازن الفيروس، لكنه أظهرت باستمرار قدرته على تقليص حجمها.