الصحة العالمية تقر استخدام عقاقير تجريبية لعلاج إيبولا
مجلة نبض-BBC:
أوصت منظمة الصحة العالمية باستخدام عقاقير تجريبية لم تختبر لعلاج المرضى المصابين بفيروس إيبولا.
وقالت المنظمة إن هذا يعد شيئا أخلاقيا في ضوء تفشي المرض وارتفاع عدد الوفيات، الذي تجاوز 1000 شخص في غرب أفريقيا.
جاء هذا في بيان أصدرته المنظمة بعد اجتماع خبرائها في سويسرا الاثنين الماضي لمناقشة هذه القضية.
وقال البيان: “في ضوء الظروف الخاصة بهذا المرض المتفشي، وبشرط استيفاء شروط معينة، توصل الفريق بالإجماع إلى أنه من الأخلاقي تقديم علاجات ذات فعالية غير معروفة أو آثار سلبية، كعلاج محتمل أو للوقاية من المرض”.
تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي أعلنت فيه ليبيريا أنها ستحصل على عقار “زماب” التجريبي لعلاج الأشخاص المصابين بفيروس إيبولا.
وأشارت الحكومة الليبيرية إلى أن رئيسة ليبيريا إلين جونسون سيرليف أرسلت طلبا للولايات المتحدة في هذا الشأن.
وقال مسؤولون في الحكومة الأمريكية إن دورهم كان يتمثل في ترتيب اتصال بين المسؤولين الليبيريين وشركة “ماب بايوفارماسيوتيكال” الأمريكية التي تصنع العقار.
“بدون تكلفة”
وقالت شركة “ماب” إنها استنفدت مخزونها من العقار بعدما أرسلت كمية كبيرة إلى غرب أفريقيا، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وأضافت الشركة أن العقار “يقدم بدون أي تكلفة في جميع الحالات”.
واستخدم عقار “زماب” في الولايات المتحدة من قبل اثنين من عمال الإغاثة الذين تحسنت حالتهما الصحية.
وتوفي الكاهن الإسباني ميغيل باجاريس – الذي أصيب بالفيروس بينما كان يعمل في غرب أفريقيا ويعتقد أنه تناول عقار “زماب” التجريبي – في أحد مستشفيات العاصمة الإسبانية مدريد.
ومع ذلك، اختبر العقار على القرود فقط ولم يختبر على البشر حتى الآن.
“لا مطرقة لا سندان”
وأعلنت ساحل العاج في وقت سابق حظر جميع رحلات الركاب القادمة من الدول الثلاث التي تفشى بها فيروس إيبولا: غينيا وليبيريا وسيراليون.
وتعد ساحل العاج هي الدولة الثانية بعد المملكة العربية السعودية التي تفرض مثل هذا الحظر في محاولة لمنع انتشار الفيروس القاتل.
ولا يوجد علاج لفيروس إيبولا الذي أصاب نحو 1848 شخصا منذ ظهوره في غينيا في فبراير/شباط الماضي.
وقال وزير الإعلام الليبيري، لويس براون، لبي بي سي يوم الاثنين إن الحكومة الليبيرية تعلم تماما المخاطر المرتبطة بتناول عقار “زماب”، بيد أن البديل هو وقوع عدد أكبر من الضحايا.
وأضاف: “البديل لعدم اختبار هذا العقار هو الموت المحقق”.
وقال الوزير الليبيري: “لا نملك حتى مطرقة ولا سندانا”، في إشارة إلى الخدمات الصحية في البلاد، والتي يقول إنها مثقلة بالمرضى المصابين بالفيروس.
ودفع هذا الوضع العاملين في مجال الصحة وغير المجهزين جيدا للتوقف عن العمل، كما دفع المؤسسات لإغلاق أبوابها أمام الجمهور.
ويمكن أن تؤدي أعراض فيروس إيبولا، والتي تشبه الأعراض الأولية للإنفلونزا، إلى نزيف خارجي من أجزاء مثل العينين واللثة، ونزيف داخلي قد يؤدي إلى توقف أجهزة الجسم.
وتكون فرصة المرضى في التحسن أفضل في حال تناول العقار في وقت مبكر.
وتعد نيجيريا مثالا حيا على حالة الجدل التي تتسبب فيها التجربة السريرية. في عام 1996 أجرت شركة “فايزر” للأدوية ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية، تجربة خلال تفشي مرض التهاب السحايا الذي أدى لمصرع نحو 12 ألف شخص في ولاية كانو الشمالية على مدى ستة أشهر.
وأعطت “فايزر” 100 طفل مضاد حيوي تجريبي يتم تناوله عن طريق الفم ويطلق عليه اسم “تروفان”. وقالت الشركة إنها أختبرت العقار على أكثر من 5000 شخص. ورفعت الحكومة النيجيرية، فضلا عن الأسر المتضررة، دعوى قضائية ضد الشركة بعد وفاة 11 طفلا وإصابة عشرات، بعضهم بتلف في المخ.
وقالت الشركة إن التهاب السحايا هو الذي أدى لوفاة الأطفال، وليس العقار. ولكن بعد معارك قانونية طويلة، دفعت الشركة ملايين الدولارات لولاية كانو، كما حصلت أربع عائلات على تعويضات عام 2011.
وقال وزير الإعلام الليبيري لويس براون: “نعتقد أن الذين أصيبوا بالعدوى ينبغي أن يحصلوا على فرصة الخضوع لاختبار العقار إذا وافقوا على القيام بذلك”.
وأضاف: “ندرك احتمال وجود مخاطر مرتبطة بذلك، لكن الاختيار بين المخاطر والموت يجعلني متأكدا من أن كثيريين يفضلون المخاطر”.
وتم نشر جنود عند نقاط التفتيش في اثنين من المقاطعات الأكثر تضررا من الفيروس، لوفا وبومي، لتقييد حركة الناس.
وفي الوقت نفسه، أرسلت الصين إمدادات طبية بقيمة 30 مليون يوان (4.9 مليون دولار) إلى ليبيريا وسيراليون وغينيا للمساعدة في مكافحة المرض.
وقال السفير الصيني في سيراليون يوم الاثنين إن ثمانية من العاملين الطبيين الصينيين الذين كانوا يعالجون مرضى إيبولا وضعوا في الحجر الصحي على مدى الأسبوعين الماضيين.
وأعتبرت منظمة الصحة الاسبوع الماضي تفشى الفيروس حالة طوارئ عالمية.
وأعلنت نيجيريا، التي تعد أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان، حالة الإصابة العاشرة بالفيروس يوم الاثنين.