وأصبحت طالب في كلية الطب فمرحبا بك
مقال: د.دارين ردنه و نورة الكعيد *
(لاَ أَعْلَمُ عِلْماً بَعْدَ الحَلاَلِ وَالحَرَامِ، أَنْبَلَ مِنَ الطِّبِّ ) الإمام الشافعي
بداية نحب أن نهنئك لقبولك في كلية الطب، فهو يومٌ عظيم لن تنساه ما حييت، وقبولك هو أول محطة كبيرة تمر بها بنجاح و هنالك الكثير من المحطات التي ستقابلك، وبمثل إصرارك وعزيمتك الأولى اعمل دائماً واستمر.
واعلم أن الكثير من الليالي الطويلة بانتظارك حتى يوم تقاعدك، واعلم أيضا أن الرضا النفسي في آخر تلك الليالي سيكون صديقك ورفيقك بإذن الله، فميزة الطب وعلومه عن غيره من العلوم هو الاحساس بالرضا المهني و النفسي و الروحي، فقد قال الله تعالى: (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ).
اعتاد طلاب جامعة أم القرى أن يسمعوا من عميدهم السابق د. عبدالعزيز خوتاني وهو يقول:” أنتم صفوة الصفوة” و تعني أفضل الأفضل و لكن مع هذه المكانة تأتي المسؤوليات العظيمة .
# مستجد في كلية الطب: هو شخص ذو مزيج بين الحماس والخوف، بين الأمل والتردد،، فـلا تقلق فهذه المشاعر صادفت الأغلبية ومع الوقت والعمل بإخلاص وتوكل على الله يمكنك التغلب عليها والوصول لما تطمح إليه.
وهنا نكتب لكم أهم خلاصة دراسة الطب على شكل أقوال دارت في فكر أغلب الطلبة لحظات بدايتهم في الكلية:
1- (قولهم: في هذا القسم لابد أن يرسب كل سنة على الأقل ثلاث ) :
كثيراً من الكلمات المحبطة ستواجهك خلال مسيرة تعليمك مثل هذه وغيرها، و كثيراً من الزملاء و الزميلات – من باب الحرص عليك – سيزرعون الخوف في قلبك تجاه محاضر أو مادة أو جامعة معينة ؛ فدعك منها ولا تلتف لها واستمر في مسيرة مستقبلك، لكن لا ضرر في أخذ الحذر، والواجب عليك أن تجتهد و تجتهد ثم تجتهد و لن يضيع الله مجهودك أبداً فكم من معلم قالوا عنه كلام سلبي إلا أنك تجده حريص عليك، و لعل البعض يترجم الحرص لشيء آخر مثل سبب لكره المادة، ألسنا نحن إنعكاس معلميننا؟ فهم يريدون إنعكاساً جميلاً بل و كاملاً .
ولا تنسى أن مقياس مدرى رغبتك في النجاح هو فعلك أنت رغم أن العوامل الأخرى ( معلميك و الجامعة التي تدرس بها ) قد تأثر لكن تأثير عملك و رغبتك أقوى بكثير.
2- ( أنا ما أقدر .. أنا إنسان فاشل .. ليش ما دخلت تخصص ثاني ) :
لا تقلق لست وحدك في هذا القارب، الطب علم عظيم ليس بسهل ولكن الطب ليس موهبة بحد ذاته تُجيده منذ نعومة أظافرك، هو حصيلة اجتهاد و جهاد مستمر مع الوقت و النفس، في كل مرة أنت تصقل جهة من جهاته عند مذاكرتك، فمفتاح النجاح هو الاستمرار و التكرار في تعلم المعلومة مرارًا وتكرارًا، لذلك إن لم تنجح في تعلم المعلومة من أول مرة عد و تعلمها مرة أخرى من مرجع أخر أو من شخص أخر لا تيأس، و أهم من ذلك إستعن بالله.
فالبعض يظن أنه سيصبح طبيب فاشل عندما يتخرج لان معدله مثلا متوسط أو سيء من وجهة نظره .. أبعد هذا الفكر تمام عنك فليس هذا مقياس الطبيب، وكلما شعرت بهذا الإحساس أنصحك أن تشاهد في اليوتيوب د.نزار باهبري فهو نجاح شخص فشل في بعض خطوات دراسته.
3- ( باي باي – وداعًا حياتي الإجتماعية ) :
و لبدنك عليك حق ، أرح نفسك في نهاية الأسبوع، اخرج و سافر .. افعل ما تحب و لا تفرط في الراحة لانها داء الأبدان .
********
أعزائنا، بناء الطبيب الناجح لا يأتي بين ليلة و ضحاها إنما هو مثل البناء كل يوم تضع لبنة حتى تجد أنه بعد 6 سنوات من الدراسة أنك أصبحت طبيب جاهز للمنافسة على أفضل برامج التخصص، فلا تكن طالبًا وفقط بل كُن مختلفًا .
وهنا عدة نصائح لتصبح طالب طب ناجح بإذن الله و طبيب مستعد للمرحلة التالي:
1- معدل مرتفع :
هذا أحد العوامل المهمة لكن ليس قائم لوحده بل و قد يستوفي معدل متوسط في مقابل عوامل أخرى كثيرة. ولكي تحصل على معدل مرتفع فأهم نقطة بديهياً هي المذاكرة، والعقبة الأولى لدينا كيف أذاكر ؟ وما المنهج المفضل ؟
طريقة المذاكرة تختلف من شخص لآخر وشخصيًا كل سنة تتغير طريقتي في المذاكرة حتى وجدت الطريقة المثالية ليّ في آخر مقرر درسته في الكلية و هي؛ تقسيم مواضيع المنهج على جدول مذاكرة مقسم لثلاث أقسام الأول: مذاكرة المنهج، الثاني: مراجعة المنهج، الثالث: مراجعة بنك الأسئلة ..
لا تهم الطريقة والمهم أن تذاكر أول بأول فأنت لا تعلم ماهي الظروف التي ستقابلك قبل الإمتحان، وأما فائدة مراجعة بنك الأسئلة فإنه يدرب العقل على كيفية الإختبار وطريقته.
ومن الأمور المهمة أيضًا: حضورك المحاضرات وتدوين الملاحظات التي يركز عليه الدكتور لأن بعضها قد تكون مواضع الأسئلة في الاختبارات أو مهمة لحياتك المهنية، وإن استصعب عليك أمرًا فتوجه بالسؤال والبحث عمن يوصلها لك بشكل مناسب، كما حاول القيام بعمل ملخصات وخرائط ذهنية لما قمت بدراسته وترتيبها بشكل جيد ليسهل عليك إيجادها إذا أردتها.
بينما المنهج الأفضل لك: فخذ بنصيحة من سبقك بالإضافة للكتاب الذي إذا قرأته استطعت تقبله وفهم محتواه، فمثلا بعض الكتب تكثر بها الإختصارات والبعض منها لغتها صعبة جداً .. فجرب باختيار عنوان والاطلاع على العنوان ذاته في الكتب وثم اختر ما يناسبك أنت.
وكما قم استخدام البرامج الجيدة مثل برامج المساعدة في دراسة الأناتومي، أو متابعة المقاطع و القنوات التعليمية ليزيد من فهمك للمعلومة .
2- سيرة ذاتية قوية :
بناء السيرة الذاتية من أول سنة لك في الكلية، و لكن ماذا أكتب فيها ؟
الجوائز التي حصلت عليها، الأعمال التطوعية التي اشتركت بها، الدورات التي حضرتها، والبحوث العلمية التي شاركت فيها ، فالسيرة الذاتية سلاح قوي جداً، تتحدث عنك و عن مهنيتك عند عدم حضورك، فهي ما سيجعل الآخرين مهتمين بمقابلة هذا الشخص، وهذا الموقع سيساعدك لبناء سيرتك الذاتية www.cvmkr.com و ستجد في اليوتيوب الكثير من مقاطع الفيديو التي تتحدث عن السيرة الذاتية وماذا تكتب و ماذا تتجنب .. ويجب عليك أن تتحرى الصدق في كتابة سيرتك الذاتية.
3- زكاة العلم تعليمه:
اجعل لك عادة حسنة أن تعلم من يصغرك دائماً و أبداً، جاوب عن تساؤلاتهم و إن لم يتسائلوا، اصنع هاشتاق عن جامعتك و المرحلة الدراسية و اكتب نصائحك به، تواجد في أماكن تجمعهم ك المنتدى أو مجموعات الفيس بوك واكتب ملخص سنوي عن السنة الدراسية التي أنهيتها بإيجابيتها والمقررات ونصائح عنها، كذلك ابدأ السنة الدراسية بيوم واحد ترحيبي لطلاب المرحلة الجديدة وسترحب الكلية بمثل هذه الأعمال كما انصح من يصغروك سناً بفعل المثل.
مثل :
introduction day to 1st, 2nd, and 3rd year medical years / ABC to clinical years
/ Moc exam for OBGYN / miniOSCE for medicine and surgery
والأمثلة كثيرة ولا يمكن حصرها هنا .
4- الأعمال التطوعية:
شارك في الحملات الطبية لتوعية المجتمع، وشارك في تنظيم الدورات التي تستهدف طلبة الطب، وبالنسبة لطلبة منطقة مكة المكرمة فلا تنسوا التطوع في المشاعر المقدسة فترة رمضان والحج فهذه فرصة عظيمة جداً للتعلم و رؤية أكبر عدد من الحالات كما يمكن لجميع طلبة الطب من مختلف المناطق المشاركة في التطوع من خلال التواصل مع المستشفى أو أشخاص هناك كجمعية التطوع التابعة للهلال الأحمر.
5- البحوث العلمية :
كلما بدأت مبكراً كلما صقلت هذه المهارة، وقد ذكر في أحد البحوث: أن الطالب الذي يبدأ المشاركة في البحوث خلال السنوات الإكلينيكية ( رابع و خامس وسادس) فقد تأخر كثيراً، فالعالم الآن يضع مهارة البحث العلمي من أهم مقومات القبول في التخصصات و البرامج القوية بل و قد تكون الداعم لإختيار طبيب عن أخر.
والمشاركة تبدأ كمجمع للمعلومات أو مدخل بيانات فكلما أتقنت مهارة من مهارات البحث ستتقن الأخرى. وهذا يحصل بتواصلك مع الأطباء المهتمين بالبحوث أو طلبة السنوات الإكلينيكية الذين يحتاجون مساعدين أو حتى برامج تابعة للجامعة أو مستشفى ما ، فمثلا في مكة المكرمة هناك برنامج ( التطوع كمساعد باحث ) http://kamcresearch.wordpress.com/volunteer/
أو المشاركة في برنامج صيفي بحثي يمكنك المشاركة به تقدمه مدينة الملك عبدالله في مكة و المدينة الطبية للحرس الوطني بجدة و الرياض .
6- التدريب الصيفي :
للمستقبل استغل كل إجازة صيف بالتدريب الصيفي في المستشفيات لمدة أسبوعين فهذا سيضيف لك كثيراً.
7- اختبار الـ TOFEL و الـ USMLE :
اللغة الإنجليزية هيا أساس الطب اليوم و حتى نعيد مجد الطب باللغة العربية يجب علينا أن تتقن الإنجليزية فاستغل بعض أوقاتك لتحسينها، واختبار التوفل مهم جداً لمن يريد مستقبلا أن يقدم على وظيفة معيد أو من يريد الذهاب لبعثة في دولة تتحدث الإنجليزية فإذا استعديت في أي وقت للاختبار يمكنك أخذ هذا الاختبار.
أما اختبار الـ USMLE لمن أراد التخصص في أمريكا فإنه ينصح دائماً أخذ هذا الاختبار بعد الاستعداد الجيد له في مدة كافية و بعد الانتهاء من السنوات الأكاديمية التأسيسية لأن المرحلة الأولى منه تختبر المعلومات الأساسية فقط، وإذا لم تكن مستعد فلا تقدمه حتى تستعد لأن هناك طريقة في حساب الدرجة بعدد المرات التي اختبرتها .
8- مهارة القيادة :
مهارة مهمة جداً من وجهة نظر البعض و حالياً يتجه الطب للبحث عن أطباء ذو مهارة قيادية، لأن في كل فريق يعمل سوياً يجب أن يكن لهم قائد و القائد في أغلب الأحيان هو الطبيب. وهذه المهارة تنمى بقيادة فريق نشاط، قيادة مجموعتك، قيادة دفعتك، و القيادة لا تعني السيطرة وإنما التنظيم و تحمل المسؤوليات و مساعدة الأخرين و توجيههم و هذه المهارة ستضيف لك أكثر مما ستأخذ منك، بشرط اتزانك في أمورك وأمور الغير. وننصح بقراءة Leadership in medicine
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2687901/
9- صقل المهارات:
ننصحك بصقل مهاراتك مثل استخدام الكمبيوتر، مهارة العرض أمام مجموعة من الطلبة، مهارة العمل الجماعي، مهارة توجيه الطلبة …… وكثير من المهارات التي تعلمها عن نفسك و مهارات ستعلمها عن نفسك في المستقبل بإذن الله.
10-و بين هذا و ذا، استمتع بهوياتك :
فلا تتركها ولا تتجاهلها، فهي المخرج من زحام الدنيا لعالم آخر من صنعك، كـ قراءة الكتب في مجالات أخرى غير مجال الطب، التصميم، التصوير، الرسم وإخراج الأفلام والمقاطع.. وغيرها الكثير.
11-أخيرا، نظم وقتك :
وهذا مفتاح النجاح الأساسي، وتجد الجميع يركز على هذه النقطة وتقام دورات وطبعت العديد من الكتب للحديث عن كيفية تنظيم الوقت وأهميته، فاطلع عليها إن أدرت لأنها أسهمت في نجاح الكثير وكان لها أثرفعال في حياتهم ،، فعليك تنسيق وقتك بين الدراسة و الأعمال الأخرى، وبين وقتك الخاص ووقت العائلة، فهذا ليس مستحيل أبداً فوقتك هو حياتك،، كما لا تنسى أن ترى عائلتك يومياً ولا تجعل الطب الحائط بينك و بينهم.
نريد منكم قراءة القسم الطبي قبل أن تبدأوا حياة الطب :
( أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً لديني و بلادي و مليكي، وأن أراقب الله في ممارستي مهنتي و مسخراً علمي لصون حياة الناس دون تفريق بينهم و محافظاً على أعراضهم ساتراً لعوراتهم و كاتماً لأسراراهم، وأن أجتهد في طلب العلم موقراً من علمني و معلماً من يصغرني والله على ما أقول شهيد )
بعض المواقع ننصح بها:
– للبحث عن معلومة طبية من خلال البحوث:
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed
– للبحث عن أحدث المعلومات :
– أقرأ عن السرقة العلمية :
http://www.medscape.com/viewarticle/752583
– للمراجعة و الخرائط الذهنية:
– المقاييس التي بها يعرف الطبيب الناجح في كندا:
-تطبيقات للجوال:
Medscape
– صفحة طلاب الطب بالمملكة العربية السعودية MSSA في الفيس بوك:
https://www.facebook.com/groups/MSKSA/
ختاماً، هذا ما يسر الله لنا كتابته ونعتذر على الإطالة،، كما ننصحكم بالعمل مع الجامعة في فريق واحد، وننصحكم بالتواضع فلا تدع الشيطان يدخل الكبر في قلبك.
لا تتردد في سؤالنا : )
أخواتكم:
1- دارين إبراهيم ردنه
طبيبة إمتياز – متخرجة من جامعة أم القرى، مكة المكرمة
Twitter: @Dareena_
2- نورة حمد الكعيد
سنة خامس في طب جامعة القصيم.
Twitter: @NourahH_K