اعرف أكثر عن التهاب الزائدة Appendicitis: ما هو التهاب الزائدة وما أسبابه وعلاجه

دكتور عمر حميد

من مجلة جديد الصحة والطب برعاية نبض

 

 

التهاب الزائدة أو التهاب الزائدة الدودية هو التهاب يصيب الزائدة Appendix، وهي أنبوب من نسيج يمتد من الأمعاء الغليظة (من الأعور تحديداً) ويبلغ طولها نحو 10 سنتمترات عند الإنسان البالغ. وأول من وصف أعراض التهاب الزائدة هو الطبيب الأمريكي ريجينالد فيتز Reginald Fitz عام 1886، واليوم نعرف أن التهاب الزائدة هو واحد من أكثر أسباب الألم البطني الحاد الشديد في أرجاء العالم. ليس هناك من أحد يعلم علم اليقين ما هي وظيفة الزائدة الدودية، لكن هناك أدلة متزايدة بأنّ للزائدة دوراً مهماً في المرحلة الجنينية، حيث تفرز الخلايا الغدية في زائدة الجنين عدداً من الهرمونات الببتيدية والأمينات البيولوجية وهي مواد تلعب دوراً في ضبط  آليات بيولوجية متنوعة عند الجنين. وتتراكم الخلايا اللمفاوية، وهي خلايا تلعب دوراً في مناعة الجسم، في الزائدة بعد الولادة، أنما الأمر الذي نعلمه هو أننا نستطيع العيش من دونها ودون  أن تحصل أية عواقب ملحوظة.

إن التهاب الزائدة هو حالة طبية إسعافية تتطلب تداخلا ً جراحياً لإزالة الزائدة. وفي حال تم إهمالها أو عدم علاجها فإن الزائدة الملتهبة سوف تنفجر أخيراً أو تنثقب، الأمر الذي يؤدي إلى خروج المواد الإلتهابية منها إلى جوف البطن. وهذا قد يسبب التهاب الصفاق peritonitis – وهو التهاب حاد يصيب الصفاق هو غلاف نسيجي يبطن الجدار الداخلي لتجويف البطن ويدعم معظم الأعضاء فيه – والذي قد يكون مميتاً ما لم يتم علاجه بسرعة باستخدام مضادات حيوية قوية التأثير.

في بعض الأحيان يتشكل خراج abscess ممتلئ بالقيح خارج الزائدة الدودية الملتهبة (الخراج هو عدوى معزولة عمّا يجاورها من الجسم)، وهذا يؤدي إلى تشكيل نسيج ندبيّ يعزل الزائدة الدودية عن مجاوراتها في البطن لمنع العدوى من الإنتشار. والخراج المتشكل ضمن الزائدة هي حالة أقل إسعافية، لكن لا يمكن كشفها لسوء الحظ دون عمل جراحي، ولهذا السبب فإن جميع حالات التهاب الزائدة تعالج على أنها حالة إسعافية تتطلب عملاً جراحياً.

في الولايات المتحدة الأمريكية يصاب شخصٌ واحد من كلّ خمسة عشر شخصاً بالتهاب الزائدة، ويًقدّر عدد حالات الإصابة السنوية بها بـ680,000 حالة سنوياً. وفي بعض الدول العربية مثل مصر، تلعب الإصابة بطفيليات معينة مثل البلهارسيا وداء السُّرميات enterobiasis (وهو المرض الناجم عن الإصابة بالديدان الدبوسية) وداء الأميبات amebiasis دوراً مهماً في انتشار الإصابة بالتهاب الزائدة. ومع أنه قد يحصل في أي عمر إلا أن التهاب الزائدة نادر الحدوث في عمر أقل من سنتين وهو شائع الحدوث في الأعمار مابين العاشرة والثلاثين عاماً.

ماهي أسباب التهاب الزائدة الدودية؟

يحصل التهاب الزائدة عندما تنسد لمعة الزائدة – غالباً بالبراز أو بجسم أجنبي أو بسرطان. وقد يحصل الإنسداد بسبب عدوى ما، حيث أن الزائدة الدودية تتورم وتنتفخ استجابةً لأي عدوى تصيب الجسم.

ما هي أعراض التهاب الزائدة الدودية؟

تتضمن الأعراض الوصفيّة لالتهاب الزائدة الدودية مايلي:

وتظهر أعراض أخرى لالتهاب الزائدة الدودية في نصف الحالات تقريباً، وتتضمن:

إذا كنت تشكو أيّاً من الأعراض السابقة فعليك أن تتجه فوراً لطلب استشارة طبيّة لوضع التشخيص في الوقت المناسب، فالعلاج مهمّ جداً.

يجب عليك الإمتناع عن تناول الطعام و الشراب واستخدام أيّ من مسكنات الألم و مضادات الحموضة و المرخيات و كمادات الحرارة، حيث أن ذلك قد يؤدي إلى اختفاء الأعراض وبالتالي تمزق الزائدة الدودية الملتهبة.

كيف نشخص التهاب الزائدة؟

قد يكون تشخيص التهاب الزائدة صعباً، حيث أن أعراض التهاب الزائدة كثيراً ما تكون غير محددة أو أن تكون مشابهة لأعراض أمراض أخرى، مثل أمراض الحويصل الصفراوي (المرارة) أو المثانة أو عدوى الطريق البولي أو داء كرون أو التهاب المعدة أو عدوى معويّة أو أمراض المبيض.

عادة ما تُجرى الفحوصات التالية بهدف وضع التشخيص لالتهاب الزائدة الدودية:

كيف نعالج التهاب الزائدة؟

العلاج الأساسي لالتهاب الزائدة الدودية هو الاستئصال الجراحي للزائدة Appendectomy.عند الإشتباه بالتهاب الزائدة الدودية يميل الأطباء للخطأ في تحديد جانب الأمان لذلك يلجؤون سريعاً للاستئصال الجراحي تفادياً لتمزّق الزائدة، مع هناك دراسات حديثة تقول أن معالجة التهاب الزائدة غير المترافقة بمضاعفات قد يشكل بديلاً مناسباً وآمناً للحراحة. ولكن فيما لو شكّلت الزائدة الدودية خراجةً فإنك ستخضع لإجراءين اثنين: الأول هو تفجير الخراجة وتصريف القيح والسوائل الإلتهابية، والثاني هو لإزالة الزائدة لاحقاً.

عند اتخاذ القرار بإجراء استئصال جراحي للزائدة، ما الذي نتوقع حدوثه؟

تُعطى الصادات الحيوية قبل العمل الجراحي للوقاية من التهاب الصفاق إن حصل. وعادة ما يخضع المريض للتخدير العام، وتُستأصل الزائدة بإجراء شق جراحي يقيس ما يقارب 12 سنمتراً أو تُستأصل تنظيرياً. وفي حال كان المريض مصاباً بالتهاب الصفاق يُغسل جوف البطن جيّداً ويُنظّف من القيح والمواد الإلتهابية.

يمكن للمريض النهوض والتحرك قليلاً في غضون اثني عشر ساعة من إجراء للعمل الجراحي، كما يمكنك العودة لممارسة نشاطاته اليومية بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.

وفيما لو تمّت الجراحة باستخدام المنظار (وهو عبارة عن أداة تسمح بالرؤية داخل جوف البطن) فإن الشق الجراحي سيكون أصغر والشفاء أسرع.

بعد إجراء للاستئصال الجراحي للزائدة الدودية، يجب أن يخبر المريض طبيبه إذا عانى من:

هل من الممكن تجنّب الإصابة بالتهاب الزائدة الدودية؟

ليس هناك من سبيل لتجنب الإصابة بالتهاب الزائدة الدودية. ولكن على أية حال فإن التهاب الزائدة الدودية يحدث بشكل أقل شيوعاً عند الأشخاص الذين يأكلون الطعام الغني بالألياف، مثل الفواكه والخضراوات الطازجة.

المراجع

  1. Fitz RH (1886). “Perforating inflammation of the vermiform appendix with special reference to its early diagnosis and treatment”. Am J Med Sci (92): 321–46.
  2. http://www.scientificamerican.com/article/what-is-the-function-of-t/
  3. http://www.webmd.com/digestive-disorders/peritonitis-symptoms-causes-treatments
  4. http://www.rightdiagnosis.com/a/acute_appendicitis/stats.htm
  5. Helmy A H.*, Abou Shousha T.**, Magdi M*, Sabri T.
  6. http://www.webmd.com/digestive-disorders/digestive-diseases-appendicitis
  7. http://www.medicalnewstoday.com/articles/243853.php

 لقراءة العدد الثاني من جديد الصحة والطب اضغط هنا

Exit mobile version