مجلة نبض-منال العتيبي:
مكارم وفضائل الأخلاق ليست مقتصرة على معتنقين الدين الإسلامي فكثيراً مانلمس حسن الخلق والتواضع والرقي في التعامل من غير المسلمين.
والعكس تماماً نجد من يصلي ويصوم وصلاته لم تنهه عن بذيء القول والفعل.
فالدين كله خُلق يقول ابن القيم -يرحمه اللّه-الدين كله خلق ,فمن زاد عليك في الخلق ,زاد عليك في الدين
وفي الوسط الطبي .. الطبيب أولى الناس بالتخلق بمحاسن الأخلاق لحاجة مريضه الماسه للكلمة الطبية والمعاملة الحسنة قبل كل شيء فالشافي الله وحده سبحانه إنما نحن سبب سخرنا لهم ولخدمتهم فمن باب أولى إعطائهم حقهم الكامل معاملة وعلاجاً.
يندرج تحت ذلك العديد من الأمور كالحضور للعيادة مبكراً وعدم التأخر وجعلهم ينتظرون أكثر من اللازم ويتحملون من الألم ضعفه، كالعدل في معاملتهم جميعا وتناسي الألقاب والمحسوبيات وإعطائهم جميعا كامل حقوقهم وواجباتهم والأمثلة كثير.
ومن وجهة نظري كطبيبة أكاديمية أرى أن حسن الخلق وطيب التعامل مطلب وواجب على كل فرد في صرح التعليم الطبي سواء على مستوى الأساتذة والطلبة داخل الفصول الدراسية والإكلينية وكذلك في أروقة المستشفى.
ماجعلني أُشير إلى ذلك هو أن طالب الطب بحاجة إلى أن يُدرب على جميع هذه الأمور بجانب تدريبه المهني أن صح القول عليه أن يُدرب على أخلاقيات المهنة قبل كل شيء. فمثلاً يحتاج أن يتعامل مع جميع زملائه ومعلميه معاملة حسنة بعيدا عن الأنانية وحب النفس الزائد وماقد يصدر من تصرفات تنافي طبيعته وفطرته الجميلة. عليه أن يبادر ليتحلى بمكارم الأخلاق كمسلم أولا وكطبيب ثانيا.
والمسؤولية الكبرى تقع على عاتق كل معلم وطبيب يرونه الطلبة قدوة لهم فوجدك في هذا المكان هو كفيل بنشر العديد من الفضائل وأخلاقيات المهنة ولو بالشيء القليل. فماأحوجنا أن نتلقى المعلومة الطبية بروح طيبة وموقف نبيل نرى فيه حسن تعامل الطبيب مع مرضاه وتبقى المعلومة في ذهننا أمدا طويلا لارتباطها بموقف لاينسى من معلم وطبيب فاضل!
فإن التواضع وحسن الخلق هي صفات خير المعلمين محمد صلى الله عليه وسلم وهذه الصفات وإن لم تدرس وتُعلم يقتدى بها. فكن خلوقا متواضعا لنفسك ولغيرك. أرى أن هذه الصفات يكتسبها المرء تدريجا حتى يصبح قادر تماماً أن يتولى أمر مرضاه ويعاملهم أرقى معاملة وفي الوقت ذاته يبقى محافظا ملما بمكارم الأخلاق في التعامل مع زملائه من الأطباء وغيرهم.
ومن أهم الجوانب التي يجب أن تُعطى أهمية خاصة في تعليم وتطبيق الخُلق المهني هي المحافظة على خصوصية وأسرار المريض وفي الموضوع إسهاب لست بصدد التفصيل به الآن ولكن جدر بي ذكره لما رأيت من التساهل الشديد من طلبة الطب ومن بعض الأطباء المقيمين أيضاً نشر صور مرضاهم وتفاصيل حالاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي! فبغض النظر عن عمر مريضك أو جنسه من أعطاك الحق أن تفشي سره علناً كهذا صغيرا كان أو كبيرا فصور الذكرى وغيرها مع مرضاك تستطيع أن تحتفظ بها لنفسك دون الحاجة لجعل الجميع يتذكرها معك. وإن كان الموضوع سهلا من وجهة نظرك وتراه حدثا عابرا وعاديا هو في نهاية الأمر يندرج تحت بند إفشاء خصوصية مريضك!