دراسة: القنب الهندي يزيد خطورة الإصابة بالذهان
أفادت دراسة أجرتها جامعة كينغز كوليدج بلندن أن تدخين القنب كان مسؤولا عن 24 في المئة من حالات الإصابة الجديدة بمرض الذهان، أحد أمراض الخلل العقلي.
وأشارت الدراسة إلى خطورة الإصابة بالذهان تزيد ثلاثة أضعاف للأشخاص الذين لا يدخنون القنب الهندي المعروف باسم “سكانك” كريه الرائحة.
وأجرى الدراسة معهد الطب النفسي وعلم النفس وعلم الأعصاب التابع لكلية كينغز كوليدج وشملت 780 شخصا.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية إن هذه الدراسة تبرز الأسباب التي دفعت السلطات لحظر تناول القنب.
وتوصل العلماء إلى أن خطورة الإصابة بمرض الذهان تكون أعلى خمسة أضعاف بالنسبة إلى الأشخاص الذين يدخنونه يوميا مقارنة بمن يمتنعون عن تناوله.
وتوصلوا أيضا إلى أن استخدام الحشيش، وهو نوع أخف من أنواع القنب، ليس له صلة تذكر بزيادة مخاطر الإصابة بالذهان.
وتشمل أعراض الذهان الوهام أو الهلوسة التي يمكن أن تكون موجودة في بعض الحالات النفسية مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب.
خطورة الإصابة ثلاثة أضعاف
وقالت الدكتورة مارتا دي فورتي كبيرة الباحثين والتي أشرفت على الدراسة إنه “مقارنة بالأشخاص الذين لم يجربوا القنب مطلقا، فإن مستخدميه (القنب الهندي الاسكانك كريه الرائحة) تزيد لديهم خطورة الإصابة بالذهان ثلاثة أضعاف”.
وأضافت كبيرة الباحثين قائلة: “تُظهر النتائج أن خطورة الإصابة بالذهان لدى مستخدمي الحشيش تعتمد على مدى تواتر استخدامه وفاعلية القنب نفسه”.
وأوضحت في تصريح لبي بي سي أن قنب الاسكانك أصبح متوفرا على نطاق أوسع.
وقالت: “في لندن، من الصعب جدا أن تعثر على أي شيء آخر”.
وتابعت قائلة: “وردت الكثير من التقارير من الشرطة في أنحاء بريطانيا تقول إننا أصبحنا منتجا كبيرا (لقنب) الاسكانك، ونحن لا نستخدمه فقط على المستوى المحلي، بل إننا نصدره، ولذا فهذا منتج مصنوع في انجلترا”.
وأوضحت أن الأشخاص الذين يصابون بالذهان يعانون غالبا “من جنون العظمة وحالة من الشك الشديد” في الأشخاص من حولهم.
ودعت إلى توجيه “رسالة عامة واضحة” لمستخدمي القنب على غرار النصائح الطبية الخاصة بالكحول والتبغ.
وأكدت ضرورة تشجيع الأطباء الممارسين على سؤال المرضى بشأن عدد المرات التي يتناولون فيها القنب وأنواعه.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية إن نتائج الدراسة تدعم مقاربة الحكومة القائمة على أن “العقاقير المخدرة مثل القنب محظورة قانونا لأن الأدلة العلمية والطبية تثبت أنها ضارة”.
وأضاف قائلا: “هذا التقرير يهدف إلى التأكيد لأي مدى يمكنها (أي العقاقير المخدرة) تدمير حياتنا ومجتمعاتنا”.
وقال السير روبن موراي أستاذ أبحاث الطب النفسي في كلية كينغز كوليدج إن “هذه الدراسة تشير إلى أنه يمكننا منع نحو ربع حالات الإصابة بالذهان إذا لم يتناول أي شخص القنب ذا الفاعلية العالية، وهذا قد يقي المرضى الكثير من المعاناة ويوفر على هيئة الخدمات الصحية البريطانية الكثير من الأموال”.
واستغرقت الدراسة سنوات عديدة وشملت مقارنة 410 من المرضي تتراوح أعمارهم بين 18 و 65 عاما، والذين أعلنوا عن إصابتهم بأولى أعراض الذهان في مستشفى للطب النفسي بجنوب لندن مع 370 من الأشخاص الأصحاء من نفس الفئة العمرية ومن نفس المنطقة في لندن.
وستنشر نتائج الدراسة هذا الأسبوع في مجلة “لانسيت” للطب النفسي.