نتائج “مبشرة” لعلاج للاكتئاب يعتمد على الانتباه العقلي
مجلة نبض – BBC:
يمكن لوسائل علاج الاكتئاب القائمة على الانتباه العقلي أن تقدم “خيارا جديدا للملايين ممن يعانون من عودة الاكتئاب”، حسبما ذكر تقرير لمجلة “لانست” الطبية.
واختبر العلماء العلاج على أشخاص معرضين لخطر انتكاسة الاكتئاب، مع تقليل تناول الحبوب المضادة للاكتئاب وتوصلوا إلى أنه يقدم نتائج جيدة.
ويدرب العلاج المصابين على تركيز انتباههم العقلي وإدراك تلك الأفكار السلبية التي قد تطرأ على أذهانهم.
وشجع أطباء في إنجلترا وويلز بالفعل على توفير العلاج للمرضى وغالبا ما توصف العقاقير الطويلة المدى المضادة للاكتئاب للمرضى للمساعدة في الحد من تكرار النوبات بعد التعافي.
وفي الدراسة، سجل الأطباء في المملكة المتحدة 212 شخصا معرضا لخطر الإصابة بمزيد من نوبات الاكتئاب في دورة تدريبية للعلاج القائم على الانتباه مع التقليل بحذر من تناول العقاقير التقليدية.
وشارك المرضى في جلسات جماعية حيث تعلموا مهارات التأمل والانتباه العقلي الموجه. وهدف العلاج إلى مساعدة المرضى في التركيز على الحاضر، واكتشاف أي علامات تحذير مبكرة للاكتئاب والاستجابة لها بطريقة لا تسبب المزيد من حالات الانتكاسة. وقارن الباحثون تلك النتائج بـ212 مصابا ممن استمروا في تناول الدواء في دورة علاج كاملة استمرت عامين.
وبنهاية الدراسة، تعرضت نسبة مشابهة من المرضى في المجموعتين لانتكاسة الاكتئاب، وقلل العديد في مجموعة العلاج القائم على الانتباه العقلي من تناول الأدوية.
ويقول العلماء إن تلك النتائج تشير إلى أن العلاج القائم على الانتباه العقلي قد يقدم بديلا تشتد الحاجة إليه لدى المرضى الذين لا يتمكنون أو لا يرغبون في تناول أدوية لفترة طويلة.
وخلص العلماء في تقريرهم إلى أن هذا العلاج “قد يكون خيارا جديدا لملايين المرضى الذين يعانون من انتكاس الاكتئاب بوصفات طبية متكررة”.
ويضيف نيجل ريد، الذي شارك في الدراسة: “الانتباه العقلي قدم لي مجموعة من المهارات التي أستخدمها لأبقى في حالة جيدة على المدى الطويل”.
وقال: “فبدلا من الاعتماد على مضادات الاكتئاب، جعلني الانتباه العقلي مسؤولا، بالسماح لي التحكم في مستقبلي، واكشتاف المخاطر التي قد أتعرض لها، والقيام بالتغييرات اللازمة لإبقائي في حالة جيدة”.
“نتائج مهمة”
وقال غوين أدشيد من الكلية الملكية للأطباء النفسيين، معبرا عن وجهة نظر محايدة في الدراسة: “تلك النتائج مهمة من وجهة نظر أولئك الأشخاص الذين يعيشون وهم يعانون من الاكتئاب ويحاولون المشاركة في شفائهم”.
وأضاف: “وتقدم أدلة على أن العلاج القائم على الانتباه يعد تدخلا يجب على أطباء الرعاية الصحية الأولية أن يأخذوه على محمل الجد كخيار”.
ويحذر خبراء المرض من أنه لا ينبغي التقليل من الأدوية المضادة للاكتئاب إلا تحت إشراف طبي. وقال إدوارد فيتا، أستاذ الطب النفسي في جامعة برشلونة، في أسبانيا، إن هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لتحديد مدى فعالية العلاج المعرفي المحتملة.
ويقول الباحثون إن خطوتهم القادمة هي اكتشاف المكون النشط في هذا العلاج، وإن كان يمكن مقارنته بصورة إيجابية بالطرق الأخرى الجماعية.