مانع حمل ذكوري يجتاز اختبارات على القردة
مجلة نبض-BBC:
أعلن باحثون أمريكيون نجاح تجاربهم الأولية على الحيوانات لإنتاج مستحضر هلامي جديد لمنع الحمل يستخدمه الرجال، ويُحقن في القنوات التي تمر فيها الحيوانات المنوية كي تصل إلى رحم المرأة.
وأجرى باحثون بجامعة كاليفورنيا الأمريكية التجارب على القردة، طوال عامين، ونجح مستحضر فاسالجيل الهلامي بعد حقنه داخل القنوات الناقلة للحيوانات المنوية في منع وصولها من الخصيتين إلى القضيب.
ونشرت النتائج في دورية بازيك أند كلينيكال أندرولوجي (الذكورة الأساسية والسريرية).
وقالت الشركة المنتجة إن التجارب على القردة أثبتت الفاعلية والأمان وقدرة المنتج على منع الحمل، وتأمل الحصول على الأدلة الكافية لإجراء الاختبارات على الرجال خلال أعوام قليلة.
وإذا ما توفر التمويل اللازم وسارت الأمور على نحو جيد، فإن الشركة ستطلب تصريح من الجهات المنظمة لتوفير مستحضر الهلام (الجيل) الجديد على نطاق أوسع للرجال.
وسيكون الهلام الجديد أول مستحضر منع حمل للذكور يظهر الأسواق على مدار عقود.
التحكم في الإنجاب للذكور
ويمكن للرجال التحكم في الإنجاب بطريقتين، الأولى بوضع واقي ذكري أثناء العلاقة لمنع وصول الحيوانات المنوية إلى رحم المرأة.
أما الطريقة الثانية فهي الخضوع لعملية جراحية من أجل العقم، وذلك بقطع القناة الدافقة التي تنقل الحيوانات المنوية من الخصيتين، حيث يتم إنتاجها، إلى القضيب.
ويؤدي المنتج الجديد نفس النتيجة السابقة، حيث يعوق خروج الحيوانات المنوية من الخصيتين ويمنعها من الوصول إلى القضيب، ولكن دون الحاجة إلى عملية جراحية أو قطع القنوات الدافقة.
لكن هناك ميزة كبيرة لهذا المستحضر ويمكن إزالته مستقبلا وتمكين الرجال من الإنجاب، وذلك بطريقة بسيطة تتمثل في حقن مادة أخرى تذيب الهلام وتفتح القنوات الدافقة مرة أخرى.
ونجحت تجارب إزالة الهلام من القنوات الدافقة على الأرانب، لكن الباحثين لم يثبتوا حتى الآن نجاحها على القردة والرجال.
تحت التخدير
والفكرة الرئيسية وراء ابتكار هذا المنتج الجديد ليست جديدة تماما.
وبدأ باحثون في الهند اختبارات بشرية على مستحضر طبي أخر يسمى ريسوغ RISUG، وهو هلام يشبه فاسالجيل ونجح في منع الحيوانات المنوية من الوصول إلى الرحم.
ومن المستبعد أن تؤدي تلك المنتجات في إضعاف أو التأثير سلبا على سباحة الحيوانات المنوية.
وتشير الشركة المنتجة أنها تعمل فقط على سد الطريق أمام تلك الحيوانات فقط مع السماح بتدفق بقية السوائل الأخرى والخروج من القضيب.
ويخضع الشخص لتخدير كامل أثناء حقن الهلام في القنوات، وهو ما يسمح بنجاح منع الحمل لفترة أطول.
تجارب القردة
وأجريت التجارب في جامعة كاليفورنيا على 16 ذكرا بالغا من القردة، كان من بينهم 10 قردة أنجبوا من قبل.
وخضع القردة للمراقبة طوال أسبوع بعد إجراء عملية الحقن، ثم تركهم للاختلاط بالإناث في مرحلة الإخصاب.
ورغم حدوث التزاوج بين القردة إلا أن الإناث لم تحمل طوال فترة التجارب، والتي تضمنت مرحلتين تربية كاملة للحيوانات.
وبالنسبة للآثار الجانبية، سجل الباحثون معاناة عدد قليل من الذكور لمشكلات، وتطلب خضوع أحد القردة لتدخل جراحي بعد تضرر قنواته الدافقة أثناء عملية الحقن.
وعلق آلان باسي، أستاذ الذكورة في جامعة شيفلد، بأن الدراسة كشفت أن استخدام الهلام فعال في منع الحمل، على الأقل لدى القردة.
وقال “لكن حتى يمكن استخدامها بديلا عن الجراحة التقليدية لقطع القناة الدافقة، فإن القائمين على الدراسة بحاجة إلى إظهار أن هذا الإجراء مختلف”.
وأضاف هناك اهتمام بسيط من جانب شركات الأدوية بالفوائد التجارية لهذا النوع من الوسائل.
واعتمدت شركة مؤسسة بارسيموس، غير الربحية والتي تقف وراء فاسالجيل، على المنح وجمع الأموال لتمويل هذه الأبحاث.
وشدد باسي على أن هناك حاجة ملحة حاليا لإجراء تجارب على البشر وامتلاك بيانات ومعلومات عن الأمان والسلامة على المدى الطويل.
وعلق بأن مثل هذه الأنواع من موانع الحمل الذكورية لا توفر الحماية الكاملة ضد الأمراض المنقولة من خلال الممارسة الجنسية مثل نقص المناعة (الإيدز).