عملية لتثبيت كسر فقرة الرقبة الخامسة في مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف

jkfs-24-100-g009-l

مجلة نبض- الطائف:

تعرضت سيدة في نهاية عقدها الثالث إلى حادث سير مروع في محافظة الخرمة مع أسرتها المكونه من أربعة أفراد، و بعد إجراء الاسعافات الأولية لهذه العائلة من قبل فريق طبي محلي بالخرمة  و التأكد من استقرار علاماتهم الحيوية  تم تحويلهم إلى مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف لمعالجتهم.

نالت هذه السيدة النصيب الأكبر من الضرر و أصيبت بعدة كسور وهي كسور في الحوض و الذراع و الكتف و ضلعين من القفص الصدري، و أخطرها كسر في الفقرة الخامسة من الرقبة، و بفضل من الله سبحانه و تعالى لم يؤثر الحادث على حركة المريضة ولم تكن تشكو سوى من ثقل في يدها اليمنى.

أراد فريق جراحة الأعصاب تفادي إجراء عملية جراحية في الرقبة لخطورتها العالية الكامنة في الشلل الرباعي و التأثير على مراكز التنفس في الحبل الشوكي في حالة تضرره من الفقرات المهشمة، ولكن لوجود كسر آخر في كتف و ذراع المريضة الذي يرجح إحتمال تحرك كسر الفقرة من مكانه “حتى بوجود رباط الرقبة المثبت (Cervical Collar)” قرر الجراحون إجراء عملية تثبيت جراحي لها. 

لم تكن الصعوبات تواجه جراحين الأعصاب فقط، فقد عانى فريق التخدير من نفس المشكلة، حيث أن الطريقة التقليدية في تمرير الأنبوب الرغامي في القصبة الهوائة (Endotrachial Intubation) للمحافظه على تنفس المريض أثناء العملية تستوجب تحريك الرقبة بطريقة محددة وهذا الفعل محظور في حالة هذه السيدة، لذلك قرر الفريق الطبي المكون من أطباء التخدير: د.محمد علي -إستشاري التخدير و أستاذ مساعد وعضو هيئة تدريس- د.خالد سليم -أخصائي التخدير- و د.أيمن عادل -طبيب مقيم تخدير- و أطباء جراحة الأعصاب: د. حسام إبراهيم – إستشاري جراحة مخ وأعصاب- و د. ضرار صالح -أخصائي جراحة مخ وأعصاب-  إخضاع المريضة للتنبيب بالمنظار الليفي المرن (Fiberoptic Intubation) الذي يمكن تمرير أنبوب التنفس الرغامي دون تحريك الرقبة تحت التخدير الواعي (Conscious Sedation) وهو نوع من التخدير الذي يعتمد على إعطاء المريض مادة مهدئة وريديا تسمح له بالحفاظ على وعيه و التعاون مع الأطباء أثناء العملية و يصاحبها تخدير موضعي بحقن مادة مخدرة في القصبة الهوائية ، وهذا ما فعلة أطباء التخدير، و بعد إجراء التنبيب بالمنظار الليفي قيم أطباء التخدير المريضة بالسماح لها بتحريك أطرافها الأربعة لتأكد من سلامة الحبل الشوكي و عدم تحرك كسر الرقبة أثناء التنبيب، وبعدها قام جراحون الأعصاب بشق موازي للعضلة القصية الترقوية الخشائية في الرقبة (Sternocledomastoid)  للوصول إلى الفقرة الخامسة و السادسة ثم تثبيت الكسر بصفائح و مسامير و وضع  أنبوب تصريف جراحي (Surgical Drain)  في الرقبة. و بعد إفاقة المريضة من التخدير قيم الأطباء حركة أطراف المريضة و وظائفها الحيوية وكانت طبيعية و لله الحمد.

بعد أيام قليلة من العملية الأولى أجرى فريق جراحة العظام المكون من د. أحمد الزايدي -إستشاري جراحة العظام-  و د. أحمد إبراهيم – أخصائي جراحة العظام- عملية تثبيت كسر في عظم العضد (Humerus Bone) بالذراع الأيسر وتم ذلك بالتعاون مرة أخرى مع طبيب التخدير الأخصائي د. خالد سليم ولتفادي تحريك الرقبة  المثبتة جراحيا تجنب د.خالد التخدير العام و استبدله بالتخدير العصبي الموضعي لأعصاب الظفيرة العضدية من خلال العضلات الأخمعية تحت التصوير بالموجات الفوق صوتية (Ultrasound guided interscalene brachial plexus block).

 هذه الحالة تعكس الجهود التي يبذلها الأطباء و مساعديهم  في سبيل العناية بالمرضى وتقديم أفضل رعاية لهم، و أيضا تعكس أهمية العمل الجماعي، نحمدالله سبحانه و تعالى على سلامة هذه العائلة.

ختاما نهنيء قسم التخدير بمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي و رئيس القسم د.حسين عبدالحميد و نائبته د.حميدة جمال على الإعتراف بقسمهم كمركز للتدريب من قبل هيئة التخصصات الصحية هذه السنة، ونتمنى لجميع العاملين في القطاع الصحي دوام التوفيق و النجاح و نسأل  الله الشفاء العاجل لمرضى المسلمين.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى