لتعايش آمن مع الجائحة.. هكذا تتأكد من نظافة مكان عملك

مجلة نبض-العربية:

من البديهي ألا تنتهي جائحة فيروسية تنتشر حول العالم وأصابت ملايين البشر بين ليلة وضحاها… ومن المنطقي والعملي أن تمضي خطط العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية بخاصة في أماكن الإنتاج والعمل لكسب العيش واستمرار الحياة من أساسه.
لذا ينبغي استعراض كافة الاحتياطات الاحترازية التي تناسب المرحلة القادمة مع بدء السماح بالعودة التدريجية للأعمال المختلفة عقب فترة الإغلاق وحظر التجوال.

وفقا لما نشره موقع “Healthline”، يقول الخبراء إن المؤسسات والشركات بحاجة إلى وضع قواعد صارمة للسلامة، في أمور لا بديل عنها مثل الالتزام بالتباعد الجسدي والتهوية، للحفاظ على صحة الموظفين.
ويعبر الموظفون عن مخاوف تتعلق بالسلامة عند بدء العودة إلى العمل من مكاتبهم أو مصانعهم أو أي منشأة يعملون فيها وتعيد فتح أبوابها بعد الإغلاق بسبب جائحة كوفيد-19.
لذا ينصح الخبراء بضرورة وضع جهات العمل المختلفة قواعد تتعلق بأماكن ممارسة العاملين فيها أعمالهم على مسافات متباعدة والتزام الجميع باستخدام وسائل الحماية والوقاية الشخصية ومراجعة نظم التهوية وأساليب النظافة والتعقيم للحفاظ على سلامة الجميع.
وأشار الخبراء إلى أن الكثير من الأعمال والحرف والوظائف لن يمكن الاستمرار في تقديمها من المنزل، وأنه عاجلًا أو آجلًا يجب التعامل بشكل عملي لتأمين وإعادة اتخاذ التدابير اللازمة في أماكن العمل المختلفة بخاصة المصانع أو عيادات أسنان أو مطاعم أو متاجر متعددة الأقسام إلى آخره من الأنشطة، التي يتواجد فيها أصحاب العمل والموظفون والتي ربما يتعامل بعضها مع الجمهور مباشرة.

يورد موقع Healthline رؤى الخبراء حول كيفية التأكد من توافر معايير الأمن والسلامة داخل مقار الأعمال وما هي الخطوات التي يجب أن يتخذها أصحاب الأعمال لحماية موظفيهم:

خطة الحماية والوقاية
يقول بيتر دولي، منسق مشروع السلامة والصحة بالمجلس الوطني للسلامة والصحة المهنيتين الأميركي، إنه يجب أن يكون لدى أصحاب العمل خطة مكتوبة ومعلنة لجميع العاملين وكذلك للجهات الرقابية المعنية.

ويجب أن تتضمن الخطة توضيحا للإجراءات المتبعة لحماية الجميع من الإصابة بعدوى فيروس كورونا المُستجد داخل المنشأة مع مراعاة تحديث الإجراءات والاحتياطات بشكل متواصل ودائم بما يتواكب مع أي مستجدات تطرأ سواء على مستوى العالم أو المدينة أو المنشأة.

التباعد الجسدي
يقول بروفيسور ماثيو فريمان، أستاذ مشارك في الصحة البيئية وعلم الأوبئة والصحة العالمية في كلية رولينز للصحة العامة في جامعة إيموري في جورجيا، إنه يجب وضع ترتيبات التباعد الجسدي على رأس أولويات خطة الحماية.
ويضيف مؤكدًا: “يجب أن تكون القاعدة العامة هي زيادة المساحة لضمان تباعد المسافة بين الموظفين، وبالتأكيد بين العملاء والموظفين”.
ويستطرد بروفيسور فريمان شارحًا أنه يمكن، على سبيل المثال، وضع طرق بديلة لتلقي النادل الطلبات من زبائن المطعم مثل تدوين الطلبات وتسليمها عن بعد بدلًا من وقوف النادل بالقرب من الطاولة وتلقي الطلب أو أن يتم تسجيل الطلب عبر الإنترنت قبل الوصول إلى المطعم. ويفضل بالطبع أن يكون جلوس زبائن المطاعم على طاولات في الهواء الطلق.
ومن جانبه يضيف دكتور لاري بولسكي، مسؤول الصحة في إدارة الصحة بمقاطعة كالفرت في ميريلاند: “عندما يتم أخذ الطلبات وتقديم الطعام، يجب أن يلتزم كل من النادل والعميل بارتداء كمامة واقية على الوجه، وبالطبع، يمكن أن يقوم العميل بخلع الكمامة لتناول الطعام بعد أن يبتعد النادل عن الطاولة”.
وبالمثل، يمكن تطبيق الأمر حسب نوع النشاط في المجالات الأخرى، التي يفضل أن يتم تقليل فترة التعامل وتبادل الحديث بين العميل والموظف قدر الإمكان مع الالتزام بالتباعد الجسدي لمسافة مترين عن العميل وارتداء الجميع للكمامة الواقية على الوجه، بخاصة إذا كانت الخدمات في متجر بيع بالتجزئة متعدد الأقسام ومراعاة تقليل كميات البضائع على الرفوف التي يتعامل معها الزبائن وإعادة الملء بشكل دوري.
أما في المصانع فربما يكون الموقف معقدًا بعض الشيء، ولكن قام بعض مصنعي السيارات بتثبيت حواجز زجاجية أو بلاستيك مقوى شفافة بين أماكن تواجد العاملين، بل وتلزم شركة فورد العاملين فيها بارتداء ساعات المعصم، التي تطلق تحذيرًا عندما يقترب الموظف من زميله لمسافة تقل عن مترين.

زيادة التهوية
يقول الخبراء إن إعادة توزيع فترات تواجد الموظفين بالمنشأة بما يسمح بتقليل أعداد المتواجدين في نفس الوقت داخل المنشأة مع العودة التدريجية للعاملين إلى مكان العمل واستمرار من يمكن أداؤهم لأعمالهم من منازلهم العمل من خارج المنشأة، ربما تكون بعض الحلول المبدئية السليمة، لأن تقليل الكثافة يساعد على تحسين دوران الهواء ويسهم في تقليل نسب مخاطر انتقال العدوى.
ويشرح بروفيسور فريمان قائلًا: “يجب زيادة تدفق الهواء داخل المنشآت قدر الإمكان لتفريق أي جزيئات تنفسية وتخفيفها في الهواء”. ويضيف بولسكي قائلًا: “يجب على صاحب العمل التنسيق مع الشركة الخاصة بتدفئة وتكييف الهواء داخل منشآتهم لبحث سبل زيادة تدفق الهواء داخل الأماكن المغلقة”، مؤكدا على ضرورة استخدام “أفضل فلاتر الهواء والتأكد من تغيير هذه الفلاتر على أساس منتظم.”

التنظيف والتعقيم
يجب أن يتم بشكل مستمر تنظيف وتعقيم بيئات العمل. ويقول الخبراء إنه يجب أن تكون هناك أماكن متوافرة ومتاح الوصول إليها بسهولة لغسل اليدين ونشر عبوات محلول أو جل تعقيم اليدين في كافة أنحاء المنشآت. ويجب أن يحمل العمال والموظفون الذين يضطرون للتنقل وكثرة الحركة زجاجات من مطهر اليدين بشكل دائم.

ويشير بولسكي إلى أن “الشركات يجب أن تدرك أن الحصول على المطهرات ربما يكون أكثر صعوبة مما كان عليه في الماضي. لذا يجب أن تساعد في توفيره لموظفيها وأن تحتفظ بمخزون كاف داخل المنشأة حتى لا تنفد مواد التعقيم والمطهرات بشكل مفاجئ ويتعرض الموظفون للخطر”.

معدات الحماية الشخصية
وينطبق الشيء نفسه على سلسلة التوريد لمعدات الحماية الشخصية PPE، مثل كمامات الوجه أو القفازات، التي ربما يكون من الصعب الحصول على بعض عناصرها أو أنواع جيدة منها.

ويشير دولي إلى أن مسؤولية صاحب العمل توفير معدات الحماية الشخصية الضرورية لموظفيه وعماله، وبما يتناسب مع طبيعة أعمالهم، حيث تتطلب بعض المهن ارتداء أغطية واقية للرأس وغيرها بحسب ما يلائم طبيعة العمل.

الجدية وعدم البخل
يقول بروفيسور فريمان: “يجب أخذ هذه النصائح على محمل الجد، لأنها تقلل الخسائر المحتملة لأي صاحب عمل”، مشيرًا إلى أن ضمان سلامة العاملين والموظفين أمر مربح من نواح كثيرة لأصحاب الأعمال للجميع.
ويحذر بولسكي أصحاب الأعمال من التراخي في تلك الإجراءات الاحترازية أو اختصار بعض عناصرها لتقليل الإنفاق لأنها الخسارة، إذا مرض أحد الموظفين وتفشت العدوى داخل المنشأة، ستكون أكبر على مستوى الإنتاج والأرباح وكذلك على مستوى الالتزام الأخلاقي تجاه حماية الصحة والأرواح”.
وكذلك تشمل كل هذه الإجراءات توفير الحماية لصاحب العمل نفسه من الإصابة بالعدوى والتي يمكن أن تنتقل من خلاله إلى كبار مساعديه أو أهل بيته.

Exit mobile version