5 وصايا للتغلب على مخاوف مرحلة التعايش مع كورونا
مجلة نبض-العربية:
كثر الحديث مؤخرا حول مخاوف من وجود مخاطر بتفشٍ جديد للعدوى، بسبب الشعور بالتحرر من الحظر والحجر الصحي الطوعي والإقبال بحماس على تبادل الزيارات والدعوات. وظهر أيضا على السطح بعض المشكلات المواكبة للحجر الصحي الطوعي بسبب جائحة كوفيد-19 والتي ترتبط بشعور البعض بمخاوف وحالة من التوتر من معاودة النشاط الاجتماعي خشية الإصابة بالعدوى مما يهدد بانتشار حالات الانطواء والتباعد الاجتماعي خشية التقارب الجسدي.
وبحسب مقال نشره موقع “هيلث لاين” Healthline للصحفية كاثي كاساتا المتخصصة في مجال الصحة والصحة العقلية والسلوك البشري، “إن التغيير من نمط حياة نشطة اجتماعيا إلى حالة التباعد الاجتماعي التام يمكن أن يكون ضارًا حقًا بالصحة العقلية للمرء، وربما يتسبب في شعور العديد من الأشخاص المنفتحين اجتماعيا عادةً بأنهم أصبحوا انطوائيين.
ووفقا لما صرحت به دكتور جانا أبيلوفسكا، المستشارة الطبية في كليك فارماسي، لـ”هيلث لاين”: ربما يجد المرء أنه “لا يرغب في الاختلاط مع الآخرين مجددًا”.
وتتفق إميلي أنهالت، طبيبة نفسانية، مع نفس الرأي، مشيرة إلى أن العزلة أيضًا تستنزف الأشخاص عاطفياً ويمكن أن تغذي التوتر الاجتماعي.
والآن، بعد أن اضطر الجميع إلى الالتزام بالحجر الصحي الطوعي لعدة أشهر، فإن العودة إلى ممارسة الحياة الاجتماعية مجددا ربما يعد بالنسبة للبعض كالقفز إلى المجهول وما يصاحبه من مخاوف وتوترات”. وعند معاودة الأنشطة الاجتماعية بوتيرة أكبر، يمكن أن تساعد بعض التوصيات البسيطة التالية في تخفيف الشعور بالقلق والتوتر:
1- الاختلاط التدريجي
بالنسبة لأولئك الذين يعيشون مع القلق الاجتماعي، يقول دكتور ألي شابيرو، أخصائي الطب النفسي المجتمعي، ينبغي أن يعملوا على العودة ببطء وبشكل تدريجي إلى الحياة الاجتماعية.
ويضيف دكتور شابيرو: “مع انتهاء الحجر الصحي، سينتهي التجنب التلقائي أيضًا، مما يستلزم معاودة التعامل بهدوء واسترخاء مع المواقف التي يخشونها بشدة”. ويوضح دكتور شابيرو أنه يمكن “البدء بالتواصل مع الأشخاص في أقرب دائرة داخلية”. وتقول دكتور أنهالت: إن “هذه الدائرة الداخلية هي بمثابة مكان الراحة الخاص وتشمل الأشخاص الذين يشعر الشخص بأنهم يحبونه للغاية ويمكن أن يكونوا صادقين معه وهم من يمكن أن يثق بهم”.
وتضيف دكتور أنهالت أن المرحلة التالية هي العمل على توسيع نطاق الدائرة لتشمل الأشخاص والمواقف التي كان المرء يعاني من التوتر عند التعامل معها في السابق. وتقترح دكتور جانا أبيلوفسكا أن يبدأ التواصل عبر الهاتف أو دردشة الفيديو عبر الإنترنت.
2- الاستعداد النفسي
يوصي شابيرو بالاستعداد للمناسبات الاجتماعية القادمة من خلال التفكير مسبقًا، فيما يمكن أن يكون مصدرًا للقلق والتوتر والعمل على تجنبه قبل وأثناء المناسبة.
وتشرح أبيلوفسكا بالتفصيل من خلال توضيح ما إذا كان لدى الشخص نزهة قادمة مخطط لها مع صديق أو على وشك مقابلته في متنزه عام، أن يحاول التخطيط لمجريات اللقاء في عقله قبل أن يتحرك إلى المقابلة.
“يمكن تخيل المقابلة من بدايتها وما سيبادر الشخص بقوله وإنه لا ينبغي تبادل السلام بالأيدي ولا المعانقة وبدء التكيف مع الطرق الجديدة لتحية الأصدقاء والزملاء”.
ويقول شابيرو إن هناك استراتيجية أخرى لتحدي أنماط التفكير السلبية الداخلية بفكر معكوس، سواء قبل المواقف المثيرة للقلق أو أثناء حدوثها، مع تكرار تذكير النفس بأن الجميع كانوا في نفس الحال وأنهم لزموا منازلهم خلال فترة الحجر الصحي وأنهم سيلتزمون بنفس الإجراءات الاحترازية.
3- عدم الانزعاج من التوتر
حتى إذا بدا أن كل من حول الشخص غير قلقين أو خائفين من العودة إلى الحياة الاجتماعية النشطة، يقول شابيرو إنه من المقبول أن يكون لديه هو وحده رد الفعل الخاص به شخصيا ولا مشكلة في أن تكون له مخاوف بشأن الموقف.
ويشرح أنه يجب دائمًا “تذكر أنه لم يسبق لأحد أن مر بأي شيء مثل هذا في العالم الحديث، لذلك لا أحد يعرف حقًا كيفية القيام بذلك بشكل صحيح.” وحتى الخبراء لا يوجد لديهم كل الإجابات، لذلك من الطبيعي أن يكون لدى الشخص المخاوف وأسباب التوتر الخاصة به.
ويضيف شابيرو لابد أن يكون بدء التعايش مع الجائحة ومعاودة الأنشطة الاجتماعية سببًا للشعور بالراحة وليس العكس، بمعنى أن الشخص ليس “ملزمًا بعمل أي شيء يجعله يشعر بعدم الارتياح أو يعرضه للخطر. إن هناك الكثير من العوامل المختلفة التي ستؤثر عندما يشعر أنه أفضل وقت لبدء التعامل مع الآخرين خارج نطاق دائرته الداخلية”. وتقول دكتور أنهالت يجب أن يدرك هؤلاء أنه مازال هناك بالفعل الكثير من الأمور المبهمة حتى الآن وأنه مازال هناك الكثير من الدراسات، التي يجب إجراؤها، وإلى حين يتم ذلك لا يوجد ما يدعو للانزعاج أو للشعور بالحرج عندما ينتاب الشخص حالة من التوتر عند بدء التعامل مع العالم الخارجي.
4- الرعاية الذاتية
تقول دكتور أنهالت إن إعطاء الأولوية للصحة الجسدية وتعلم تمارين التنفس وتطوير ممارسات تعكس الذات مثل العلاج والتدوين والتحدث إلى أفراد العائلة والأصدقاء حول المخاوف التي تنتاب الشخص تعد جميعها عناصر أساسية في عملية التغلب على التوتر والتخلص من المخاوف.
وترجح دكتور أنهالت أن الأشخاص الذين يعملون بشكل استباقي على صحتهم العقلية هم أفضل استعداداً وأكثر جاهزية للتعامل مع المجهول، أو بمعنى أدق مع العالم الخارجي، بعد الحجر الصحي الطوعي بسبب الجائحة.
5- مساعدة احترافية
إذا حاول المرء القيام بكل ما بوسعه للاندماج مرة أخرى مع المجتمع من حوله بدون توتر أو خوف ولكن لم يستطع تحقيق نتيجة مرضية فلا داعي للقلق والذعر ويمكن ببساطة التواصل مع أخصائي الصحة النفسانية للحصول على التوجية والدعم اللازم.