طرق جديدة لاختبار سرطان البروستاتا

  تطورات طبية حديثة للرصد الدقيق

من شأن التطورات الحديثة أن تساعد الرجال، الذين يعتريهم القلق من نتائج الاختبار حول مستضدات البروستاتا النوعية، في تجنب الفحص الفوري للأنسجة (الخزعة).

– اختبار البروستاتا
يعتبر اختبار الدم الخاص بمستضدات البروستاتا النوعية Prostate – specific antigen (PSA) من أفضل الاختبارات الفعالة في مراقبة نشاط المرض لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا. ومع ذلك، وعلى اعتباره من أدوات فحص سرطان البروستاتا، فإن اختبار مستضدات البروستاتا النوعية يمثل مشكلة في حد ذاته. (مستضدات البروستاتا النوعية هي بروتينات تنتجها خلايا غدة البروستاتا).
تميل مستضدات البروستاتا النوعية بصورة طبيعية إلى الزيادة مع تقدم الرجال في السن، ولكن المستويات التي ربما ترتفع بشدة قد تشير إلى الإصابة بسرطان البروستاتا. وفي أغلب الأحيان يكون مستوى مستضدات البروستاتا النوعية الذي يقل عن 4 نانوغرامات لكل مليلتر مطمئناً، ما لم تكن هناك قفزة مفاجئة من رقم أقل من ذلك بكثير. وكثير من الأطباء يعتبرون أن مستوى مستضدات البروستاتا النوعية الإجمالي أعلى من 10 نانوغرام لكل مليلتر، هو الحد الأدنى المطلوب للقيام بفحص الأنسجة بعد استخلاص خزعة من البروستاتا، للتحقق من السرطان.

– فحص الخزعة
ولكن، ماذا لو كان لديك مستوى من مستضدات البروستاتا النوعية بين 4 و10 نانوغرام لكل مليلتر؟ الرجل الذي لديه قراءة مستضدات البروستاتا النوعية ضمن النطاق المذكور يمكن أن يكون مصاباً بسرطان البروستاتا، ولكن هناك أسباب أخرى لذلك، مثل تضخم أو التهاب البروستاتا. فهل ينبغي على المريض إجراء فحص الأنسجة (الخزعة) أم التريث والانتظار؟
في الآونة الراهنة، ينبغي للرجال من ذوي المستويات الخفيفة إلى المتوسطة من مستضدات البروستاتا النوعية إجراء الاختبارات الإضافية غير التدخلية قبل التوجه مباشرة لإجراء فحص الأنسجة (الخزعة). وللمساعدة في اتخاذ القرار بشأن الخطوات التالية، من الأفضل استشارة طبيب المسالك البولية.
يقول الدكتور مارك غارنيك، خبير سرطان المسالك البولية لدى المركز الطبي التابع لجامعة هارفارد: «إن استكشاف هذه الخيارات مع طبيب المسالك البولية يمكن أن يساعد الرجال على تفادي الدخول في إجراءات تشخيصية غير ضرورية، وغير مريحة، وذات آثار جانبية محتملة».

– اختبارات كثيرة
نعرض فيما يلي نظرة على هذه الاختبارات، وكيف تساعد في إرشاد المريض والطبيب في تحديد مدى الحاجة إلى إجراء فحص الأنسجة (الخزعة).
من شأن الاختبارات المتنوعة لمستضدات البروستاتا النوعية أن تساعد الطبيب في إجراء تقديرات أكثر دقة لمخاطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
– اختبار مستضدات البروستاتا النوعية الحرة. Free PSA.
تتحرك مستضدات البروستاتا النوعية في الدم عبر صورتين؛ إما تكون مرتبطة بالبروتينات الأخرى أو غير مرتبطة بها (والتي تسمى أيضاً المستضدات الحرة). يقيس اختبار مستضدات البروستاتا النوعية العادي كلاً من المستضدات المرتبطة وغير المرتبطة، ما يُعرف إجمالاً باختبار مستضدات البروستاتا النوعية الكلي. وبالمقارنة، فإن اختبار مستضدات البروستاتا النوعية الحر يقيس مستضدات البروستاتا النوعية غير المرتبطة.
وهذا الاختبار، الذي يُجرى غالباً جنباً إلى جنب مع اختبار مستضدات البروستاتا النوعية العادي، يقيس مستضدات البروستاتا النوعية الحرة كنسبة مئوية من إجمالي مستضدات البروستاتا النوعية. وتشير النسبة المئوية الدنيا إلى ارتفاع مخاطر الإصابة بالسرطان.
ويوصي أغلب الأطباء بإجراء فحص الأنسجة (الخزعة) إذا كانت مستويات مستضدات البروستاتا النوعية الحرة عند 15 في المائة أو أدنى. وتقل احتمالات الإصابة بسرطان البروستاتا إذا كان مستوى مستضدات البروستاتا النوعية أعلى من 25 في المائة.
– مؤشر صحة البروستاتا Prostate Health Index (PHI).
يستخدم هذا المؤشر، الأرقام الواردة من اختبار مستضدات البروستاتا النوعية الكلي total PSA، واختبار مستضدات البروستاتا النوعية الحرة، free PSA، واختبار مستضدات البروستاتا النوعية غير الناضجة، proPSA (وهو فئة متفرعة عن اختبار مستضدات البروستاتا النوعية الحرة) في حساب مخاطر الإصابة بسرطان البروستاتا. وتشير الأبحاث إلى أن الرجال الذين لديهم نتائج مرتفعة من اختبار مستضدات البروستاتا النوعية، واختبار مستضدات البروستاتا النوعية غير الناضجة، لكن مستوى اختبار مستضدات البروستاتا النوعية الحرة منخفضاً، هم أكثر عرضة لإصابة شديدة بسرطان البروستاتا.

– التصوير بالرنين المغناطيسي
يوظف في عملية التصوير بالرنين المغناطيسي Magnetic resonance imaging (MRI)، مغناطيس كبير مع جهاز إرسال الموجات الراديوية، وذلك لإنشاء صورة عالية الدقة لغدة البروستاتا بأكملها. تملك الأنسجة السرطانية خصائص مغناطيسية مختلفة عن الأنسجة الطبيعية السليمة، ويمكن للفحص بالرنين المغناطيسي تصوير هذه الاختلافات. وهذا يساعد الأطباء في تحديد حجم وموقع الورم السرطاني في الغدة.
يقول الدكتور غارنيك: «إذا كان التصوير بالرنين المغناطيسي لا يشير إلى وجود السرطان، فإن بعض الأطباء ينصحون بالاستمرار في مراقبة مستويات مستضدات البروستاتا النوعية لديك. وإذا أظهر التصوير بالرنين المغناطيسي احتمال الإصابة بالسرطان، فيمكن حينئذ للصورة، أن تساعد في تحديد أي جزء من غدة البروستاتا ينبغي إجراء فحص الأنسجة (الخزعة) عليه».
وإن كانت نتيجة الفحص بالرنين المغناطيسي لديك طبيعية، ربما يقترح الطبيب المعالج إجراء فحص الأنسجة (الخزعة) إذا كانت نتائج الاختبارات الأخرى غير حاسمة، مثل أن يكون رقم اختبار مستضدات البروستاتا النوعية الحرة بين 15 إلى 25 في المائة.

– اختبارات البول
يمكن لغدة البروستاتا أن تفرز آثاراً بيولوجية للورم السرطاني في البول. وهناك نوعان من اختبارات البول التي تساعد في البحث عن المؤشرات الحيوية لسرطان البروستاتا وقياسها. يقول الدكتور غارنيك: «يمكن استخدام اختبارات البول بالتزامن مع التصوير بالرنين المغناطيسي للمساعدة في تحديد الحاجة إلى فحص الأنسجة (الخزعة)».
– اختبار «بي سي إيه 3» PCA3.
خلايا البروستاتا الطبيعية تفرز مستويات منخفضة من البروتين المعروف باسم «بي سي إيه 3». وعندما تتحول خلايا البروستاتا إلى خلايا سرطانية، يرتفع نشاط جين «بي سي إيه 3»، الذي ينتج هذا البروتين، بصورة مفرطة ويفرز كميات أكبر من «بي سي إيه 3» في البول.
– اختبار «إتش أو إكس سي 6» HOXC6 و«دي إل إكس 1 إم آر إن إيه» DLX1 mRNA (اختبار سيليكت إم دي إكس للبول SelectMDx urine test). هذان مؤشران للعلامات الحيوية في البول. وترتبط المستويات المرتفعة منهما، بسرطان البروستاتا المرجح له الانتشار. وتشير المستويات المتدنية للغاية في البول منهما إلى وجود ورم سرطاني أقل عدائية، كما توفر مزيداً من الراحة في إرجاء إجراء فحص أنسجة البروستاتا (الخزعة).

– استمرار مراقبة سرطان البروستاتا
– في أغلب الأحيان يستخدم أطباء علاج السرطان قياسات التصوير بالرنين المغناطيسي، وقياسات العلامات الحيوية للبول، جنباً إلى جنب مع اختبار مستضدات البروستاتا النوعية، في متابعة الرجال الذين اختاروا استمرار المراقبة النشطة، بمعنى مراقبة سرطان البروستاتا منخفض الخطورة ومتابعة التغييرات، بدلاً من التدخل بالعلاج الفوري. ويقول الدكتور غارنيك: «تشير الاختبارات الدورية إلى ما إذا كان الورم السرطاني قد أصبح أكثر عدائية، وما إذا كان ينبغي إجراء فحص الأنسجة (الخزعة)».

 

 

المصدر
الصحة والحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى