يُعد انقطاع النفس الانسدادي النومي اضطرابًا خطيرًا أثناء النوم، حيث يتوقف الشخص عن التنفس لمدة 10 ثوانٍ أو أكثر في كل مرة.

وتسببت هذه الحالة في وفاة المطرب والملحن الهندي بابي لاهيري الذي تُوفي الثلاثاء في مدينة مومباي الهندية، عن عمر يناهز الـ69 عامًا، بحسب بيان أصدره طبيبه.

إذا، ما هي العلامات التحذيرية لانقطاع النفس الانسدادي النومي، وماذا يُمكنك أن تفعل حيال ذلك؟ فيما يلي إليك ما يقوله خبراء النوم.

يمكن أن يكون الشخير علامة رئيسية على انقطاع النفس الانسدادي النومي.

وقالت اختصاصية النوم ريبيكا روبينز، وهي مدربة في قسم طب النوم في كلية الطب بجامعة هارفارد: “قد يكون الشخير أمرًا طبيعيًا وليس شيئًا يدعو للقلق”.

وأوضحت أنه “عندما يكون صوت الشخير مرتفعًا أو صاخبًا أو ينقطع بسبب توقف التنفس مؤقتًا، حينها يمكننا أن نشعر بالقلق”.

وتشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن 25 مليون أمريكي و 936 مليون شخص في جميع أنحاء العالم قد يعانون من انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم.

“يمكن أن يكون الأمر مخيفًا للغاية”

ويُطلق على هذه الحالة اسم انقطاع النفس الانسدادي النومي لأنها ترجع إلى انسداد الشعب الهوائية بسبب ضعف الأنسجة الرخوة أو ارتخائها، على عكس انقطاع النفس النومي المركزي، حيث يتخطى الدماغ أحيانًا إخبار الجسم بالتنفس.

وقال اختصاصي النوم راج داسجوبتا، الأستاذ المساعد في الطب السريري في كلية كيك للطب بجامعة جنوب كاليفورنيا، إن البطن والصدر يبذلان جهدًا لمحاولة إدخال الهواء وإخراجه من جسمك، ولكن بسبب الإنسداد في مجرى الهواء العلوي، لا تتمكن من ذلك.

وأضاف: “غالبًا لا تكون على دراية بهذا الصراع، لكنه قد يكون مخيفًا للغاية لأي شخص يشاهدك”.

وإذا تُرك انقطاع النفس الانسدادي النومي دون علاج، فإن ذلك يعرضك لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، أو أمراض القلب، أو داء السكري من النوع 2، أو الاكتئاب، أو حتى الموت المبكر، وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب النوم.

إذا، كيف تعرف متى يشكل الشخير تهديدًا على صحتك؟

يستخدم خبراء النوم استبيان النوم مع اختصار سهل المتابعة، أي عبارة “STOP BANG”.

حرف S يرمز للشخير

يُعد الشخير مؤشرًا رئيسيًا، لذلك يتصدر قائمة علامات التحذير المحتملة. ولكنه ليس مجرد شخير مزعج أو مثير للضحك.

وأوضح داسجوبتا: “نحن نتحدث عن الشخير بصوت عالٍ، الشخير البغيض، من النوع الذي يُسمع رغم الأبواب المغلقة”، مضيفًا أن شريك فراش المريض الذين يعاني من انقطاع النفس الانسدادي النومي، يصف شخير شريكه بأنه أشبه بالاستماع إلى”دُبٍ يحتضر”.

حرف T يرمز للتعب

ويُعتبر الشعور بالتعب أثناء النهار مؤشرًا رئيسيًا على قلة النوم. وإلى جانب الشخير، يمكن أن يكون من أعراض انقطاع النفس النومي.

وقالت روبينز إن “الشعور بالنعاس أثناء النهار يُعد أحد المؤشرات القوية لتوقف التنفس أثناء النوم”.

حرف O يرمز للملاحظة

ولا يُدرك الكثير من الأشخاص أنهم يشخرون في الليل، كما أنهم لا يعرفون أنهم يتوقفون عن التنفس أثناء الليل – إلا في حال كان الانسداد شديدًا لدرجة اضطرارهم للاستيقاظ جراء الشعور بالاختناق.

وأشار داسجوبتا إلى أن الحرف O يرمز إلى انقطاع النفس الملحوظ، والذي يعد أسوأ من مجرد الشخير، موضحًا أن “انقطاع النفس يعني عدم تدفق الهواء، أي أن الهواء لا يدخل ولا يخرج”، ومضيفًا أن “انقطاع النفس الملاحظ يُعد مؤشر خطر حقيقي”.

وغالبًا ما يكون شركاء الفراش مفتاحًا لتحديد انقطاع النفس الانسدادي النومي.

ولفتت روبينز إلى أن مشاهدة شريكك وهو يتوقف عن التنفس أثناء الشخير، أو يسعل أو يلهث جاهدًا لالتقاط أنفاسه، جميعها علامات تدل على أن الشخير قد لا يكون طبيعيًا، ما يجعلها حالة تستحق متابعة من قبل اختصاصي النوم.

حرف P يرمز لارتفاع ضغط الدم

ويمكن أن يؤدي انقطاع النفس الانسدادي النومي إلى ارتفاع ضغط الدم. وفي كل مرة يتوقف فيها الشخص عن التنفس لبضع ثوان، يبدأ الجهاز العصبي السمبثاوي في الجسم بالعمل ويرفع ضغط الدم.

وبالإضافة إلى ذلك، يفرز الجسم هرمونات الإجهاد التي تُسمى الكاتيكولامينات، والتي يمكن أن ترفع ضغط الدم بمرور الوقت.

وبينما أن ارتفاع ضغط الدم في حد ذاته ليس علامة على اضطراب النوم، إلا أنه يمكن أن يكون علامة تحذير عند إضافته إلى مؤشرات خطر أخرى.

ولحسن الحظ، فإن علاجات انقطاع النفس الانسدادي النومي، مثل ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر، لم تظهر فقط أنها تساعد خلال حالة توقف التنفس أثناء النوم، ولكنها تخفض ضغط الدم أيضًا.

حرف B يرمز لمؤشر كتلة الجسم

ويُعد مؤشر كتلة الجسم مقياس شائع الاستخدام للإشارة إلى مستويات الوزن. ولقياس مؤشر كتلة الجسم، يستخدم المهنيون الصحيون بيانات الطول والوزن لتتبع التغيرات في الوزن بالنسبة للطول.

ويُعتبر وزنك طبيعيًا إذا انخفض مؤشر كتلة جسمك بين 18.5 و24.9. وتُعتبر بدينًا عندما يكون مؤشر كتلة جسمك بين 25 و29.9 – وإذا كان مؤشر كتلة جسمك 30 أو أكثر، فذلك يعني أنك تعاني من السمنة.

ويعاني الأشخاص من أصحاب السمنة أو السمنة المفرطة – والذين لديهم مؤشر كتلة جسم يبلغ 35 وما فوق – من انقطاع النفس الانسدادي النومي، لأن الوزن الزائد في الفم واللسان والرقبة يؤدي إلى انهيار تلك الأنسجة الرخوة، مما يجعل التنفس أكثر صعوبة بدون شخير.

وأوضحت روبينز أن فقدان الوزن قد يكون جزءًا كبيرًا من توصية مقدم الرعاية الصحية لمعالجة حالة انقطاع التنفس أثناء النوم لديك.

وأضافت روبينز أن انقطاع النفس الانسدادي النومي آخذ في الازدياد في جميع أنحاء العالم، حيث وصلت السمنة إلى مستويات وبائية.

حرف A يرمز للعمر

وتضعف قوة العضلات مع تقدمنا في العمر، بما في ذلك الحنك الرخو والرقبة. لذا فإن تجاوز سن الخمسين يُعد إشارة محتملة أخرى على أن الشخير قد يكون – أو يتحول إلى – انقطاع النفس الانسدادي النومي.

حرف N يرمز للرقبة

وجود محيط عنق كبير، سواء جراء زيادة الوزن أو نتيجة العوامل الوراثية، يُعد أيضًا مؤشر رئيسي على احتمال انقطاع النفس الانسدادي النومي.

ويشير داسجوبتا إلى أن القاعدة الأساسية هي إذا كان مقاس دوران الرقبة أكبر من 43 سنتيمترًا للذكور، وأكبر من 40.6 سنتيمتر للإناث، فذلك سيعرضهم لخطر الإصابة بتوقف التنفس أثناء النوم.

حرف G يرمز للجنس

ويُعد الرجال أكثر عرضة  للإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي.

وقد تعود بعض الأسباب إلى أن الرجل لديه لسان أكثر سماكة، ويحمل المزيد من الدهون في الجزء العلوي من جسمه مقارنة بالمرأة، وخاصة في الرقبة.

ويميل الرجال أيضًا إلى زيادة “دهون البطن”، مما يجعل التنفس بشكل عام أكثر صعوبة.

ومع ذلك، لفت داسجوبتا أنه لا يزال هناك العديد من حالات انقطاع النفس الانسدادي النومي عند النساء بعد انقطاع الطمث.

تقييم الاحتياجات عالية المخاطر

ومن أجل تقييم المخاطر الخاصة بك، ضع علامة لكل من المؤشرات الثمانية أعلاه، وإذا سجلت ما بين 5 و8 من المؤشرات، فذلك يعني أنك معرض لخطر الإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي، ويجب أن يتم تقييمك من قبل اختصاصي النوم.

وتنصح الأكاديمية الأمريكية لطب النوم بعدم تجاهل الأعراض.

العلاجات

ويُعد استخدام ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر العلاج المفضل لانقطاع التنفس أثناء النوم، وعن طريق دفع الهواء إلى الرئتين من خلال قناع الأنف، يساعد الجهاز في الحفاظ على مجرى الهواء دون عائق طوال الليل.

ويمكن أن يساعد فقدان الوزن في خفض أو حتى القضاء على انقطاع النفس الانسدادي النومي، إذ يؤدي فقدان كتلة الأنسجة في الفم، واللسان، والرقبة إلى تخفيف الضغط على مجرى الهواء.

ويمكن للأطباء أيضًا أن يصفوا جهازًا فمويًا مصممًا لتوسيع مجرى الهواء عن طريق تحريك اللسان أو الفك للأمام.

وإذا كانت تعاني من مشكلات تشريحية مثل الأورام الحميدة الأنفية، أو تضخم اللوزتين، أو اللحمية، فقد يُوصى بإجراء جراحة.

أما بالنسبة لحالات انقطاع التنفس أثناء النوم الخفيفة، فيمكن تفاديها من خلال “العلاج الموضعي”، أي من خلال النوم على الجانبين بدلاً من الظهر، مما قد يحسن من تدفق مجرى الهواء، ويقلل من الشخير.