د / باهمام : اضطرابات النوم تؤثر على التحصيل العلمي للطلاب
مجلة نبض – وزارة الصحة : أكد الدكتور أحمد سالم باهمام، استشاري الأمراض الصدرية وطب النوم، أن لاضطرابات النوم تأثيرًا كبيرًا على التحصيل العلمي عند الطلاب؛ حيث إن النوم يعد أحد المكونات الأساسية لاستمرار عمل مختلف وظائف الجسم البشري بصورة طبيعية، وأن نقص النوم يؤدي إلى اختلال في فسيولوجية الجسم وفي كثير من وظائفه الحيوية.
وأضاف أن الكثير من الباحثين والتربويين يعتقدون أن اضطراب ونقص النوم يؤديان إلى نقص القدرة على التحصيل العلمي والأداء بصورة جيدة، ولكن للأسف فإن الدراسات والأبحاث التي ركزت على هذا الموضوع قليلة جدًّا، واهتم أكثرها بالطلاب الجامعيين وطلاب المراحل الثانوية، وقد أظهرت بعض الدراسات أن التحصيل العلمي للطلاب الذين يشخّرون أو يعانون مشكلات التنفس أثناء النوم أقل من قرنائهم الأصحاء، وأن الأداء الدراسي للطلاب يتحسن عند المصابين بالشخير بعد علاجهم”.
جاء ذلك تزامنًا مع بدء العام الدراسي الجديد حيث قامت وزارة الصحة وضمن البرنامج التوعوي (صحتي.. مدرستي) باستضافة الدكتور أحمد سالم باهمام استشاري الأمراض الصدرية وطب النوم، وذلك من خلال مركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة وعبر الهاتف المجاني 8002494444 وموقع وزارة الصحة على تويتر @saudimoh؛ للرد على أسئلة المتصلين بخصوص أهمية النوم واضطراباته واضطراب الساعة البيولوجية، ومدى المشاكل التي تحدث نتيجة القلق والتوتر في الفترة الأولى من بداية العام الدراسي الجديد.
ولفت الدكتور باهمام إلى أن “طب النوم هو أحد التخصصات المعروفة في عالم الطب، إلا أن أهميته لم تقدر حق قدرها من قبل المشتغلين بالطب أو غيرهم، برغم أن الإنسان يقضي حوالي ثلث حياته نائمًا، إلا أن الأكثرية لا يعرفون الكثير عن النوم، والمؤسف أن هناك اعتقادًا سائدًا بأن النوم عبارة عن خمول في وظائف الجسم الجسدية والعقلية يحتاج إليه الإنسان لتجديد نشاطه، لكن الواقع المثبت علميًّا خلاف ذلك تمامًا، حيث إنه يحدث خلال النوم العديد من الأنشطة المعقدة على مستوى المخ والجسم بصفة عامة، وليس كما يعتقد البعض، بل على العكس فإن بعض الوظائف تكون أنشط خلال النوم، كما أن بعض الامراض تحدث خلال النوم فقط، وتختفي مع استيقاظ المريض، وتعتبر هذه المعلومات والحقائق العلمية حديثة في عمر الزمن، حيث إن بعض المراجع الطبية لم تتطرق إليها بعد”.
وأشار الدكتور باهمام إلى أن “كل إنسان لديه ما يعرف بالساعة الحيوية التي تنظّم وقت النوم ووقت الشعور بالجوع والتغيرات في مستوى الهرمونات ودرجة الحرارة في الجسم، وتعرف التغيرات الحيوية والنفسية التي تتبع دورة الساعة الحيوية في 24 ساعة بالإيقاع اليومي، ففي الطفولة وقبل وصول مرحلة المراهقة تقود الساعة الحيوية الأطفال للنوم في الساعة 8-9 مساء، ولكن مع دخول سن البلوغ ودخول مرحلة المراهقة تتغير هذه العملية عند البعض فلا يشعرون بالنوم حتى الساعة الـ11 مساء أو بعد ذلك. كما أن رغبة البعض في البقاء مستيقظًا ليلًا للمذاكرة أو لمجرد السهر مع الأقارب والأصدقاء يزيد المشكلة أو يسبب ظهورها بشكل واضح”.
وأضاف أنه “يمكن بشكل آخر تعريف الساعة الحيوية بأنها قدرة الجسم على التحول من النوم في ساعات معينة (عادة بالليل) إلى الاستيقاظ والنشاط في ساعات أخرى (عادة وقت النهار)”، وقال: “تتحكم عدة عوامل خارجية أهمها الضوء والضجيج في المحافظة على انضباط الإيقاع اليومي للجسم أو ساعاته الحيوية” موضحًا أنه يصاحب ذلك تغير في عدد كبير من وظائف الجسم التي قد تكون أنشط بالنهار منها بالليل، ويزداد إفراز هرمون النوم (الميلاتونين) بالليل ويقل بالنهار، ولكن عند المصابين بهذا الاضطراب تنعكس الأمور. كما أن التعرض للضوء يخفّض مستوى هرمون النوم في الدم؛ حيث إن هرمون النوم يفرز من الغدة الصنوبرية في المخ وهي مرتبطة بعصب النظر؛ لذلك فإن التعرض للضوء الشديد ينقص إفراز الهرمون”.
واختتم الدكتور باهمام بأن “الشخير مرض شائع يصيب نحو 30 في المئة من البالغين، وهو عبارة عن صوت مزعج يصدر أثناء التنفس (عادة الشهيق) خلال النوم نتيجة لضيق مجرى الهواء بسبب تضخم الأنسجة الناعمة في الحلق أو عيوب في الأنف، ويتناوله كثير من الناس على أنه موضوع للسخرية والتندر والصور الكاريكاتورية، ولكن على الجميع أن يدرك أن الشخير قد يكون أحد أعراض مرض خطير يعرف بانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، وفي حالة إصابة المريض بهذا المرض فإنه بالتأكيد لا مجال للتندر والسخرية، وعلى المريض مراجعة الطبيب المختص للتأكد من تشخيص المرض، ومن ثم علاجه إذا استدعى الأمر”.