"هبوط الأعضاء التناسلية"مشكلة متاحة الحلول
مجلة نبض – أشجان المسعودي:
“هبوط الأعضاء التناسلية” لدى النساء مشكلة شائعة و لها الكثير من الحلول العلاجية الطبية و الجراحية . ويسر نبض أن تستضيف الدكتور أحمد حمود البدر استشاري أمراض النساء و المسالك البولية النسائية و جراحة الحوض الترميمية ليلقي الضوء على هذه المشكلة بشيء من التفصيل.
تعريف الهبوط:
هبوط الأعضاء التناسلية هو بروز أو نزول الرحم أو الجدار الأمامي للمهبل (و من خلفه المثانة البولية) أو الجدار الخلفي للمهبل (و من خلفه الامعاء أو المستقيم) من فتحة المهبل. و مع أنه يقال مجازا هبوط الأرحام، و لكن غالبية الحالات هي هبوط جدار المهبل الأمامي او الخلفي، و هبوط الرحم هو اقل عرضة.
و هبوط الرحم و المهبل من المشاكل الشائعة التي تعاني منها حوالي 30% من السيدات و بدرجات متفاوتة. الكثير من السيدات (بنسبة تصل إلى 40%) لديهن هبوط بسيط في أعضاء الحوض بدون الشعور بأي أعراض، حيث يمكن معرفته من قبل الطبيب بأخذ تاريخ مرضي مفصل، و بفحص للمهبل لكي يتم معرفة شدة و درجة الهبوط.
أسباب الهبوط:
يحدث الهبوط عند ارتخاء أربطة الرحم و المهبل و ضعف العضلات المساندة له، و أسبابه:
- تكرار الحمل والولادة
- الدفع أثناء الولادة لفترةٍ طويلة، خاصةً إذا كان حجم الجنين كبيراً.
- ضعف خلقي (وراثي) لأربطة الحوض عند بعض السيدات.
- نقص هرمون الاستروجين بعد سن اليأس.
- زيادة الوزن.
- الإمساك الشديد.
- السعال المزمن.
أعراض الهبوط:
- كتلة خارجة تشعر بها السيدة أو تراها.
- الإحساس بارتخاء المهبل، خاصةً عند العلاقة الزوجية.
- الإحساس بخروج هواء من المهبل، خاصة في وضعية السجود.
- كثرة الإفرازات و الإحساس بالرطوبة الزائدة.
- ثقل و ألم أسفل البطن أو الظهر.
- صعوبة في عملية التبول و التبرز.
- قد يصاحب الهبوط سلس البول أو التبول المتكرر.
الوقاية من الهبوط:
- عدم اطالة فترة الدفع وقت الولادة أكثر من اللازم.
- المحافظة على الوزن.
- معالجة الإمساك.
- اجراء تمارين لتقوية عضلات الحوض.
طرق علاج الهبوط:
علاج الهبوط يعتمد على درجته، والأعراض المصاحبة، وعمر المريضة. و هناك عدة طرق للعلاج:
- اجراء تمارين تقوية عضلات الحوض (كيجل): قد يساعد تدريب عضلات الحوض الضعيفة على تحسن الأعراض و إيقاف تدهور حالة الهبوط. و كأي رياضة فإنها تحتاج إلى الوقت و المواظبة و سلامة الأداء.
- النساء اللاتي لا يرغبن في الحل الجراحي، يمكنهن إستخدام أداة تسمى فرزجة أو تحميلة (Pessary) ، والفرزجة تشبه الحاجز الغشائي المستخدم لمنع الحمل، إذ يتم تركيبه داخل المهبل للمساعدة على منع الرحم أو المهبل من التدلي. و يحتاج إلى تنظيف ومتابعة لتصحيح وضعه على فترات منتظمة.
- إذا كان الهبوط بعد سن اليأس، قد يستخدم مرهم الإستروجين المهبلي للمساعدة على إستعادة قوة ونشاط الأنسجة المهبلية.
- العمليات الجراحية:
و تعتمد على نوع الهبوط الذي تعاني منه السيدة. لا يوجد اختيار جراحي واحد يتناسب مع جميع المرضى، و طريقة التدخل الجراحي تعتمد على عوامل عديدة، منها التاريخ المرضي للمريضة و مدى درجة الخبرة و التدريب التي يتحلى بها الطبيب و اختيارك:
- جراحة لرفع الرحم و تثبيت المهبل عن طريق المهبل أو عن طريق فتح البطن أو عن طريق المنظار أو الروبوت. و قد يجرى استئصال الرحم مع العملية الجراحية لرفع المهبل.
- جراحة عن طريق المهبل لرفع الهبوط (الجدار الأمامي أو الخلفي أو كلاهما معا).
- تجميل وتضييق المهبل.
- و اذا وجد سلس للبول، فانه هناك عمليات اخرى يمكن إجراؤها.
ما مدي نجاح العمليات الجراحية ؟
نسبة النجاح هي من 90 إلى 95%. و سوف يتمتعن بفترة طويلة من الشفاء من الأعراض السابقة لهبوط الرحم. و لكن تكرار هبوط أعضاء الحوض قد ينتج من استمرار مسببات الهبوط مثل الإمساك أو أنسجة الجسم الضعيفة.
العلاقة الزوجية بعد العملية الجراحية:
يمكن العودة الى ممارسة العلاقة في خلال حوالى اربعة اسابيع، وذلك لاعطاء الجرح فترة كافية للشفاء. و تستغرق الخيوط فترة من ثلاثة الى اربعة اسابيع لتذوب تلقائيا، و ان كانت نوعية الخيوط تختلف في مدة زوالها.
قد يكون هناك الم مع اول لقاء او دم خفيف، و لكن ينتهي ذلك بعد تكرار اللقاء الزوجي. و قد يحتاج الى استخدام اي نوع من المراهم في المرات الاولى.
الحمل بعد العملية الجراحية:
هذه العمليات لا تمنع الحمل، الا اذا استؤصل الرحم، و ليست هناك مدة محددة طبيا اذا ارادت السيدة الحمل، لكن يستحسن الانتظار على الاقل 6 شهور. اما بالنسبة لتأثير الحمل على العملية، فمما لاشك فيه ان العملية قد تتأثر بالولادة ولكنها لا تحتم الولادة القيصرية الا اذا تمت عملية رفع للمثانة أو عملية لسلس البول، وهذه ليست القاعدة في كل الحالات