فيروس “عملاق” يعود للحياة بعد 30 ألف سنة

140304143919_giant_virus_back_304x171_cnrsamu

مجلة نبض-BBC:

يقول علماء فرنسيون إن فيروسا ضخما عاد إلى الحياة بعد أن ظل كامنا لأكثر من 30 ألف سنة.

وعُثر على الفيروس متجمدا في طبقة عميقة من طبقات الجليد الدائم في سيبريا، لكن بعد ذوبان الجليد عنه في أحد المختبرات أصبح الفيروس نشطا ومعديا.
ويقول العلماء الفرنسيون الذين نُشرت دراستهم في دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم إن العدوى لا تشكل خطرا على البشر أو الحيوانات، لكن فيروسات أخرى يمكن أن تعود إلى الحياة وتشكل خطرا على حياة الإنسان.
وقال جان ميشيل كلافري من المركز الوطني للبحوث العلمية بجامعة إيكس مارسيليا في فرنسا: “هذه هي المرة الأولى التي نري فيها فيروسا لا يزال معديا بعد كل هذه الفترة االزمنية الطويلة.”
أضخم فيروس”
وعثر على ذلك الفيروس المسبب للعدوى، واسمه “بيثوفيروس سيبريكوم”، مدفونا على عمق 30 مترا تحت سطح الجليد، وهو فيروس ينتمي لفصيلة من الفيروسات الضخمة التي اكتشفت فقط منذ نحو عشرة أعوام.

وتتميز تلك الفيروسات الضخمة بأنها يمكن أن تُرى تحت المجهر العادي، وذلك بخلاف جميع الفيروسات الأخرى.
ويبلغ طول ذلك الفيروس العائد للحياة 1.5 ميكرومتر، وهو أضخم فيروس عثر عليه حتى الآن.
وتظهر النتائج أن ذلك الفيروس يمكن أن يهاجم الأميبا، وهي كائنات حية وحيدة الخلية.
وقال الباحث المشارك بالدراسة تشانتال أبيرغل من المركز الوطني للبحوث العلمية بفرنسا: “يدخل الفيروس إلى الخلية، ويتكاثر، وفي النهاية يقتل الخلية. ويستطيع ذلك الفيروس أن يقتل الأميبا، لكنه لن يصيب الخلية البشرية.”
لكن العلماء يعتقدون أن فيروسات أكثر خطورة وفتكا يمكن أن تكون متجمدة الآن في الجليد الدائم في سيبيريا.
ويضيف أبيرغل: “نحن نتعامل مع هذا الأمر من خلال إجراء تصنيف متسلسل للحامض النووي الموجود في تلك الطبقات، وربما تكون هذه هي أفضل طريقة للتعرف على المخاطر الموجودة هناك.”
“وصفة للدمار”
ويقول العلماء إن المنطقة تقع تحت تهديد حقيقي، فمنذ السبعينيات، تراجعت طبقة الجليد الدائم وتقلصت كثافتها، وهو ما سيستمر في المستقبل وفقا لتقديرات تتعلق بظاهرة التغير المناخي.
كما زادت حركة البشر في تلك المنطقة التي يُنظر إليها باهتمام بسبب مواردها الطبيعية، لكن هناك تحذيرات من أن تعرية الطبقات السفلى في هذه المنطقة الجليدية قد يتسبب في مزيد من التهديدات الفيروسية.
ويقول الباحث كلافري: “هذه وصفة للدمار، فإذا ما بدأنا في أعمال الحفر الصناعية، سيبدأ الناس في التحرك حول طبقات الجليد العميقة، ومع وجود أعمال الحفر والتعدين، سوف تخترق تلك الطبقات، وهذا هو مكمن الخطر.”
وأضاف كلافري لبي بي سي أن سلسلة قديمة من الفيروس المسبب لمرض الجدري، والذي أعلن عن القضاء عليه منذ نحو 30 عاما، قد تشكل خطرا من جديد.
وأضاف أنه إذا صح أن هذه الفيروسات تنجو بنفس الطريقة التي نجا بها فيروس الأميبا، فإن مرض الجدري لم ينته تماما من كوكب الأرض.”
لكن ليس من الواضح إلى الآن ما إذا كانت جميع تلك الفيروسات ستصبح نشطة مرة أخرى بعد تجمدها لآلاف أو ربما ملايين السنين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى