الأطعمة العضوية أفضل لصحة البشر !
مجلة نبض-CNN:
كشفت دراسة حديثة نشرت في المجلة البريطانية الدورية للتغذية، عن تضمن الخضار والفاكهة العضوية لعناصر غذائية أكثر مما كان يعتقد في السابق.
وأعلن بيان صحفي أن هذه الدراسة تعتبر الأحدث والأضخم من نوعها، من حيث حجم البيانات التي تحتوي عليها. ويعتقد بعض الخبراء أن هذه الدراسة أكثر دقة من أبحاث سابقة، كانت قد أشارت إلى أن الأطعمة العضوية لا تتفوق من ناحية القيمة الغذائية على غيرها من المنتجات الغذائية التي تتم زراعتها بشكل تقليدي.
وفي المقابل، يرى البروفيسور في طب الأطفال في كلية الطب، في جامعة إنديانا الأمريكية، ومدير مركز السياسة الصحية والبحث المهني التابلع للجامعة، آرون إي كارول، أن الدراسة غير مقنعة نظراً لعدم كفاية المعلومات.
وأشار كارول إلى أن هذه الدراسة هي عبارة عن مراجعة منهجية، وتحليل متعمق لأبحاث ودراسات أخرى طرحت الموضوع ذاته، بالإضافة إلى عدم استنادها على تقارير وأبحاث مخبرية.
ويذكر، أن التحليل المتعمق يقوم على دمج عدة دراسات صغيرة تتصف بضعف حجتها، في دراسة واحدة أكثر شمولية، فضلاً عن تضمن البحث الأدلة الإحصائية.
وتعتبر المراجعات المنهجية الأفضل أحياناً في مراجعة المقالات بسبب تضمنها لوسائل اختبار نتائج البحث.
وقامت مجموعة من الباحثين بنشر مراجعة منهجية لأحد الأبحاث المطبقة بين العامين 1958و2008 تحت عنوان “الأطعمة العضوية مقابل المنتجات الغذائية التي تزرع تقليدياً”، وتوصل الباحثون بعد مراجعة حوالي 52 ألف مقالة، و162 دراسة، إلى أن 52 منها تعتبر ذات نوعية جيدة من حيث النتائج والتحليل.
واستنتج الباحثون عدم وجود أي فرق في القيمة الغذائية بين المنتجات العضوية والتقليدية، فيما اعتبر خبراء أن الدراسة لا تستند إلى منهجية البحث.
وفي المقابل، عمد باحثون من جامعة “ستانفورد” إلى تطبيق دراسة منهجية وتحليل متعمق حول منتجات الغذاء العضوية في العام 2012. ووجد الباحثون أن 237 دراسة من أصل 460، اجتمعت فيها جميع المعايير المطلوبة.
وتبين من خلال المراجعة المنهجية والتحليل المتعمق، وجود نقص في الأدلة التي تثبت صحة الادعاء أن المنتجات العضوية تحتوي على عناصر غذائية تفوق المنتجات التقليدية.
ورغم أن الباحثين، في الدراسة الحالية، اعترفوا بالمراجعات السابقة، إلا انهم ادعوا بعدم شموليتها. وبالاستناد إلى هذا الادعاء، قام الباحثون بالرجوع إلى أبحاث نشرت في الفترة بين العامين 1992و2011، فضلاً عن مراجعة 448 دراسة. واعتبر الباحثون أن 343 دراسة ملائمة لإدراجها ضمن الدراسة الحالية، الأمر الذي جعلها تتسم بالضخامة.
ولم تتضمن الدراسة الحالية بيانات أحدث من البيانات المستخدمة في الدراسة التي أجرتها جامعة “ستانفورد،” فيما تستند الدراسة إلى بيانات تتميز بجودتها العالية وكفاءتها.
وأظهر التحليل أن مستوى مضادات الأكسدة في الأطعمة العضوية تعتبر أعلى من المستوى الموجود في الأطعمة التي تتم زراعتها بشكل تقليدي.
ورأى الباحثون أن الأغذية العضوية تحتوي على عناصر غذائية أكثر، فيما ثبت وجود مستويات مرتفعة من تركيز المبيدات الحشرية في المنتجات التي تزرع بشكل تقليدي.
وأوضحت الدراسة أهمية تضمن المنتجات العضوية على مضادات الأكسدة ودورها في محاربة المواد الكيميائية التي يمكن أن تتسبب في تلف أعضاء جسم الإنسان.
ولا يعتبر الخبراء أن مضادات الأكسدة تحتوي على قيمة غذائية، رغم عدم وجود دليل قاطع عن حمايتها من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان.
وقال كارول، إن المحاصيل العضوية تحتوي على نسب منخفضة من عنصر البروتين، والذي يعد العنصر الأهم في النظام الغذائي الصحي، الأمر الذي تجاهلته تقارير وسائل الإعلام.
ورغم من ارتفاع مستوى المبيدات الحشرية في الأغذية التي تزرع تقليدياً، إلا أن الدراسات لم تثبت مستوى خطورتها.
وتبين أن إجراء مراجعة منهجية على هذه الدراسة أدى إلى نتيجة تثبت تفوق الأغذية العضوية على الأغذية التقليدية من ناحية القيمة الغذائية، ما يدعو إلى عدم الحاجة إلى إجراء تحليل متعمق.
ورغم من النتائج التي خرجت بها الدراسة الحالية، إلا أن بعض الأشخاص يميل إلى أن الدراسة التي أجرتها جامعة “ستانفورد” تبدو أفضل، بسبب استبعادها الدراسات التي تستند إلى منهجيات ضعيفة.