تكريم 220 متطوع ومتطوعة شاركو في أبحاث الحج الطبية
مجلة نبض-خاص:
نيابة عن معالي وزير الصحة المهندس عادل فقيه كرم البروفيسور طارق مدني مستشار وزير الصحة في القاعة الكبرى في مدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة 220 من الأطباء والطبيبات وطلبة الطب المشاركين في أبحاث الحج الطبية خلال موسم حج هذا العام في مكة المكرمة.
حضر الحفل مستشار معالي وزير الحج الأستاذ حاتم بن حسن قاضي ومدير عام فرع وزارة الحج في مكة المكرمة الدكتور أمين فطاني ومساعد معالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور سمير توكل وعميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى الدكتور عاطف بن حسين أصغر حيث قام فريق البحث الطبي بمتابعة الحالة الصحية للحجاج خلال فترة تواجدهم في مشعر منى من بداية يوم التروية (الثامن من شهر ذي الحجة) وحتى مغادرتهم في آخر أيام التشريق ، وذلك بغرض استكشاف أهم المسببات للأمراض المعدية وفهم طريقة انتشارها بشكل أكثر وضوحا ومعرفة أفضل الطرق والسبل للوقاية من الإصابة بها. وقد بلغ عدد الحجاج الذين تمت متابعة حالتهم الصحية بشكل يومي أكثر من 2500 حاج وحاجة.
وقد تم ذلك بمتابعة وتنسيق مباشر مع كل من وزارة الصحة ومعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى وبالتعاون مع كلية الطب بجامعة سيدني في أستراليا والمركز الوطني الأسترالي لأبحاث المناعة ومراقبة الأوبئة.
ولنتائج هذا البحث أثر مهم على صحة حجاج بيت الله تعالى في المواسم القادمة بل ويتعداه ليشمل كذلك الحشود والتجمعات البشرية الأخرى مثل المناسبات الرياضية والثقافية المختلفة ، مما يعزز من الدور الريادي للملكة في مجال طب الحشود والتجمعات البشرية.
كانت بداية الفكرة بدراسة ميدانية استكشافية بمنى 2011 قام بها د.أسامة بن عبد الله بارشيد جامعة سيدني مع مجموعة من الأطباء عام 2012تم عمل المسح الميداني لمعرفة مدى التزام الحجاج بالإجراءات الوقائية مثل الكمامات و التطعميات اللازمة خلال موسم الحج. البداية الفعلية في الدراسة وجمع العينات وفرزها عام 2013 م بمشاركة أكثر من 70 متطوعا ومتطوعة خلال موسم الحج تم استكمال جمع بيانات العينات عام 2014 بمشاركة 200 متطوع ومتطوعة من طلاب وطالبات الطب من مختلف جامعات المملكة .
فريق عمل جامعة سيدني د.أسامة بارشيد باحث في المركز الوطني الاسترالي لأبحاث المناعة ومراقبة الأوبئة د.محمد عرفان عظيم و د.محمد طاشاني و د.هارون الرشيد و د.محمد الفيلالي و أ.د.روبرت بووي منسقي عمل 2014 : د.محمد الحفظي ،د.نضال المصري ، د.هشام القاري ، وكان البحث الرئيسي لهذا العام تحت عنوان: (دراسة عشوائية بالقرعة لاختبار فعالية استخدام الكمامات (قناع الوجه) للوقاية من الأمراض التنفسية المعدية بين الحجاج أثناء موسم الحج) بحيث يتم إجراء قرعة عشوائية لاختيار الخيام التي ستوزع عليها الكمامات وتقارن بمجموعة مماثلة من الخيام لا توزع عليهم الكمامات. ثم يتم متابعة الحالة الصحية للحجاج بشكل يومي أثناء المناسك وأخذ العينات الطبية من الحجاج الذين يشتبه إصابتهم بالإنفلونزا ثم تتم مقارنة نسبة الإصابة بالأمراض التنفسية المعدية بين المجموعتين.
تمت مناقشة وتحديد جميع التفاصيل العلمية المتعلقة بمنهجية البحث مسبقاً مع الأساتذة والمشرفيين من كلية الطلب بجامعة سيدني كما تم التواصل مع الجهات المعنية في المملكة مثل وزارة الصحة ووزارة الحج ومعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى وكلية الصحة العامة والمعلوماتية الصحية بجامعة أم القرى ومدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة وذلك للإشراف على المشروع والتعاون في تنفيذه.
تم الإعلان عن المشروع وذلك لتكوين فريق بحثي من الأطباء والطبيبات وطلبة الكليات الصحية للقيام بإجراء البحث ميدانياً أثناء موسم الحج ووصل عدد المسجلين الراغبين في الإنضمام للفريق البحثي قرابة 450 مشارك ومشاركة تم ترشيح 220 منهم بناءً على التخصص والمرحلة الدراسية على أن يحصل كل مشارك على دورة في مقدمة الأبحاث الطبية بالإضافة إلى شهادة مشاركة في البحث مقدمة من كلية الطب بجامعة سيدني ومكافأة رمزية.
بدأ البرنامج بلقاء تمهيدي مع المرشحين تم فيه تقديم دورة في مقدمة الأبحاث الطبية وتعريف دقيق بالبحث الذي سيتم أثناء الحج مع تفاصيل البرنامج. قدمت هذه الدورة على مرتين وذلك لتشمل جميع المرشحين من مكة المكرمة وجدة.
ثم بدأ البرنامج ابتداءً من يوم 7 إلى يوم 12 ذو الحجة حيث تم توفير سكن للفريق البحثي عبارة عن عمارتين في حي الهجرة بمكة المكرمة وكان الفريق ينتقل أيام الحج إلى مشعر منى وذلك بالباصات وقطار المشاعر وذلك لمتابعة الحالة الصحية للحجاج بشكل يومي وجمع العينات والإستبانات الخاصة بالبحث وتوصيل وحفظ العينات الطبية يومياً في مختبر معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة.
تم ذلك بعد التواصل والاتفاق مع مجموعة من شركات حجاج الداخل ومكاتب الطوافة الخاصة بالحجاج الأستراليين تم إجراء البحث على عينة من الحجاج السعوديين والأستراليين بلغ مجموعهم حوالي 2500 حاج وحاجة وذلك بمتابعة الحالة الصحية لهم بشكل يومي.
تم جمع حوالي 300 عينة (مسحة من الأنف أو الحلق) من الحجاج الذين ظهرت عليهم أعراض اشتباه بالإنفلونزا وذلك لتحليلها والتأكد من نتائجها مختبرياً بعد شحنها لأحد معامل جامعة سيدني بأستراليا.
كما سيتم شحن ونقل جميع الملفات والمستندات الخاصة بالحجاج للمركز الوطني الأسترالي لأبحاث المناعة ومراقبة الأوبئة وذلك لإدخال البيانات وتحليلها ونشر النتائج العلمية والتوصيات المتعلقة ببحث هذا العام للجهات العلمية المتخصصة.
كان من المقرر مشاركة عدد 4500 حاج وحاجة من ماليزيا ولكن قدمت بعثة الحج الماليزية إعتذارها يوم 5 ذو الحجة عن المشاركة في البحث هذا العام وتأجيل مشاركتهم للعام القادم وذلك لعدم إكتمال أوراقهم الرسمية.
وسوف يتم بمشيئة الله التواصل مع أطباء وباحثين من دول أخرى للمشاركة في العام المقبل مثل إندونيسيا وتركيا وغيرها.
تم التواصل مع وزارة الصحة ممثلةً في مستشار معالي الوزير سعادة البروفيسور طارق مدني وأبدى اهتمامه ودعمه للبحث وذلك بسؤاله واستفساره المتواصل عن سير المشروع وبتوفير خطاب عاجل لوزارة الحج بخصوص توفير خيام في منى للفريق البحثي.
تفانى الفريق البحثي في تقديم الجهود والتضحيات لتنفيذ البحث وكان ذلك ملموساً في تحملهم للعقبات والصعوبات التي واجهت البرنامج وواجهتهم شخصياً أثناء العمل.
بالرغم من إستياء بعض المشاركين من سوء المقر وتنظيم المواصلات الحاصل بسبب تغيير الخطة الأساسية يوم 7 والتي كانت مقررة بتوفير عدد من الخيام من قبل وزارة الحج للفريق البحثي، فإن الإنطباع العام للمشاركين في اليوم الأخير كانت إيجابية إلى حدٍ كبير وعبروا عن مشاعر إيجابية تجاه هذه التجربة.
نتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم ودعم هذا المشروع الرائد رسمياً أو مادياً أو معنوياً ونخص بالشكر وزارة الصحة ومعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى ومؤسسة سالم بن محفوظ الخيرية ومدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة وكلية الصحة العامة والمعلوماتية الصحية بجامعة أم القرى وفريق الجسر التطوعي بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز.
ويعتبر هذا البرنامج هو مجرد بداية لمشروع سنوي يهتم بتفعيل الأبحاث الطبية في الحج وتعزيز الوعي بأهمية البحث العلمي والعمل الصحي التطوعي في موسم الحج لطلبة الكليات الصحية في المملكة.
ونسأل الله العلي القدير القبول والتوفيق والسداد.