استعدادات لاختبار علاج فعال لمرض الإيبولا
مجلة نبض-BBC:
قالت منظمة “أطباء بلا حدود” الخيرية إن ثلاثة مراكز تابعة لها ستستضيف ثلاثة مشروعات بحثية منفصلة الشهر المقبل لإيجاد علاج فعال لمرضى الإيبولا في غرب أفريقيا.
وتنطوي إحدى التجارب على استخدام عينات دم من المرضى الذين تعافوا من الإيبولا لعلاج مرضى جدد في العاصمة الغينية كوناكري.
وسيجري اختبار اثنين من العقاقير المضادة للفيروس في غينيا ومكان آخر لم يتم تحديده بعد.
وقالت أنيك أنتيرينس، المتحدثة باسم منظمة أطباء بلا حدود: “هذه شراكة دولية غير مسبوقة تعد أملا للمرضى لإيجاد علاج حقيقي”.
ومن المقرر أن تبدأ التجارب الأولى الشهر المقبل، وقد تكون النتائج الأولية متاحة في فبراير/شباط 2015.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أوصت في سبتمبر/أيلول الماضي بضرورة العمل بسرعة على إيجاد علاجات ولقاحات تجريبية لمرض الإيبولا.
ويجري بالفعل تجربة اثنين من اللقاحات، التي تنتجها شركة غلاكسو سميث كلاين ووكالة الصحة العامة في كندا.
كما يجري تجربة عقار شركة غلاسكو سميث كلاين في مالي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، في حين تجرى أبحاث على العقار الكندي في الولايات المتحدة.
التجارب الثلاث الأخيرة هي:
– التجربة الأولى في مركز دونكا لعلاج الإيبولا بالعاصمة الغينية كوناكري، بقيادة معهد انتويرب للطب الاستوائي، وتتعلق بعلاج الدم والبلازما. وتعتمد على استخدام عينات دم من مرضى تعافوا من الإيبولا وتحتوي على الأجسام المضادة التي نجحت في القضاء على الفيروس بهدف تحسين الجهاز المناعي للمريض.
– التجربة الثانية في موقع لم يعلن عنه رسميا، بتمويل من صندوق “ويلكوم ترست” وبقيادة جامعة أكسفورد، وذلك باستخدام عقار “برينسيدوفوفير” المضاد للفيروسات، والذي يعمل عن طريق التأثير على قدرة الفيروس على التكاثر. وسوف يتناول نحو 140 مريضا الأقراص مرتين في الأسبوع على مدى أسبوعين، وسيتم مقارنة معدلات النجاة بالمرضى قبل تلك التجربة.
– التجربة الثالثة في غويكيدو، غينيا، بقيادة المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية، وذلك باستخدام عقار “فافيبيرافير” المضاد للفيروسات.
مهمة شاقة
وأشارت بعض الدراسات في حالات سابقة إلى أن عمليات نقل الدم يمكن أن تكون مفيدة لمرضى الإيبولا، لكن لا يوجد هناك أي دليل علمي على ذلك.
وقال جوهان فان غرينسفين، وهو باحث رئيسي من معهد انتويرب للطب الاستوائي، لبي بي سي: “هناك ثلاثة عناصر هامة في الدراسة، الأول هو تحديد الناجين من فيروس إيبولا الذين هم على استعداد للتبرع بالدم، والثاني هو تجميع عينات الدم، والثالث هو التحكم في عمليات نقل الدم (لمرضى الإيبول)”.
ومع ذلك، فإن الحصول على عينات دم بصورة آمنة في بلدان ذات نظم صحية ضعيفة يعد مهمة شاقة، علاوة على أن التبرع بالدم واستقباله يعد شيئا حساسا للغاية من الناحية الثقافية في البلدان التي تعاني من تفشي المرض.
وقال فان غرينسفين: “سيكون هناك تقييم أنثروبولوجي نأمل أن يعطينا المعلومات التي نحتاجها لفهم كيفية رؤية المجتمع لهذه الدراسة”.
وأضاف: “سيمنحنا هذا التقييم فهما أعمق لوجهات نظر الأشخاص الذين نجوا من الإيبولا والذين سيكون لهم دور محدد داخل نطاق كامل لعلاج مرضى آخرين. وسيكون هذا عنصرا أساسيا لمساعدتنا في البدء في إجراء هذه الدراسة بطريقة جيدة ومناسبة.”
وقالت أنتيرينس: “كل مريض وافق على أن يكون جزءا من التجربة سيكون معرضا لمخاطر التعرض لعلاج جديد”.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن هذه التجارب تعد “إجراء استثنائيا في ظروف استثنائية” في إطار محاولتها للسيطرة على المرض.