أطفال الأمهات المدمنات “عرضة لمشاكل في النمو والإبصار”
مجلة نبض-BBC:
أظهرت دراسة اسكتلندية أن الأطفال المولودين لأمهات مدمنات تظهر عليهم مشاكل خطيرة في النمو والإبصار، عند بلوغهم سن ستة أشهر.
كما أظهرت الدراسة، التي نشرت في مجلة “النمو المبكر”، وشملت 80 رضيعا، أن الأطفال أظهروا أداءا سيئا في اختبارات التواصل الاجتماعي، والتنسيق، والمهارات العضلية.
ويقول الباحثون إن نتائج هذه الدراسة “مقلقة للغاية”، وأنه يجب متابعة مثل هؤلاء الأطفال عن قرب.
لكن خبراء صحة الأطفال قالوا إن سوء الرعاية قد يكون هو سبب هذه الأعراض.
ويقول الدكتور مارتن وارد بلات، المتحدث باسم الكلية الملكية لطب وصحة الأطفال، إن الدراسة لم تضع في اعتبارها تأثير النشأة في بيئة “غير تفاعلية”.
وقال بلات: “قد تتأثر هذه النتائج بنقص التواصل بين الطفل والأبوين”.
وأظهرت أبحاث سابقة أن الأطفال الذين يولدون لأمهات يستخدمن المخدرات أثناء الحمل، لهم محيط رأس أصغر، مما ينبئ باحتمال حدوث مشاكل في النمو العصبي.
لكن قائدة فريق الدراسة، هيلين ماكتير، طبيبة أطفال في غلاسغو، قالت إن الدراسة تتفرد بمتابعة هذه العدد من المواليد على مدار ستة أشهر على الأقل، وجمع معلومات متعمقة عن المخدرات المستخدمة أثناء الحمل.
واكتشف الباحثون من خلال الحوارات وعينات البول، وتحليل عينات البراز الأولى للمواليد، وجود مادة الميثادون.
كما تعرض معظم الأطفال لمواد الأفيون، والحشيش، والبنزوديازيبين، والمحفزات في بعض الحالات.
أعراض الانسحاب
وتلقى حوالي نصف المواليد جرعات من المورفين للمساعدة في علاجهم من أعراض انسحاب المخدر من أجسادهم.
وكانت رؤوس الأطفال المولودين لأمهات مدمنات أصغر من أقرانهم المولودين لأمهات غير مدمنات.
لكن بعد مرور ستة أشهر، لم تختلف أحجام رؤوسهم عن غيرهم ممن عاشوا في بيئة مماثلة. كما كانت أوزانهم طبيعية عند الولادة.
إلا أن الأطفال المولودين لأمهات مدمنات سجلوا نتائج أقل في اختبارات التوازن، والتنسيق، ومسك الألعاب والوصول إليها، والتواصل البصري، وإصدار الأصوات، والتجاوب معها.
وقالت ماكتير إن 40 في المئة من الأطفال فشلوا في اختبارات الرؤية عند بلوغهم ستة أشهر بسبب ضعف الإبصار، والحول، أو “العيون المرتخية” التي تحدث بسبب حالة تسمى تذبذب المقلتين السريع اللاإرادي.
كذلك قال الباحثون إن الأطفال الذين خضعوا لعلاج أعراض انسحاب المخدر عند الولادة، أظهروا نتائج أسوأ في اختبارات التطور.
لكن من غير الواضح إن كان السبب هو تعاطي الامهات للمخدرات اثناء الحمل أو الأدوية التي استخدمت لعلاج أعراض الانسحاب، أو الإقامة الطويلة في المستشفى، أو كل هذه الأسباب معا.
كما أظهر الأطفال الذين تعرضوا لخليط من المخدرات في الرحم أداءا أسوأ ممن تعرضوا للميثادون فقط.
أرقام غير مؤكدة
ولا تجمع أعداد الأطفال المولودين لأمهات مدمنات بشكل دوري.
وقالت ماكتير “طالما اشتبهنا في معاناة مثل هؤلاء الأطفال من بعض المشكلات الصحية، وهذه الأدلة تؤيد شكوكنا ومشكلات الإبصار مقلقة جدا، لأنها تأتي بعد 6 أشهر من خلو أجسادهم من المواد المخدرة”.
كما أشارت ماكتير إلى ضرورة متابعة هؤلاء الأطفال دوريا، ولكن ذلك لا يحدث في الوقت الحالي. “فالمشاكل في التواصل الاجتماعي، بالإضافة لمشكلات الإبصار، تؤثر على أداء هؤلاء الأطفال في المدارس.”