إجراء أول عملية زرع أعضاء من طفل حديث الولادة ببريطانيا
مجلة نبض – BBC:
jمكن الأطباء من إجراء أولى عمليات زرع الأعضاء من أطفال حديثي الولادة في المملكة المتحدة.
وفي إجراء وصف بأنه علامة فارقة في رعاية الأطفال الحديثي الولادة، نقلت خلايا كبد وكليتا طفلة عمرها ستة أيام إلى حالتين منفصلتين، وذلك بعدما توقف قلب المولودة عن النبض.
وقال خبراء في مجال زراعة الأعضاء إن هناك إمكانية لمزيد من التبرعات التي تسهم في إنقاذ الأرواح، لكنهم وصفوا الإرشادات المعمول بها حاليا في المملكة المتحدة بأنها غير مشجعة.
ومن المتوقع أن تجري الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال مراجعة لتلك الإرشادات.
“سخاء غير عادي”
ويوضح أطباء في دورية “أرشيف أمراض الطفولة” حالة المولودة التي ولدت في حالة صحية سيئة للغاية.
وتشير الاختبارات إلى أن المولودة عانت من نقص حاد في الأوكسجين قبل الولادة، وعلى الرغم من محاولات الإفاقة، فإنه كان لديها تلف بالغ في المخ.
وقال الأطباء في الكلية الملكية التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في لندن إنه في لفتة فريدة من “السخاء غير العادي” وافق والدا الطفلة على أنه يمكن التبرع بأعضائها فور توقف قلبها عن النبض. ونقلت كليتا المولودة إلى مريض مصاب بالفشل الكلوي.
وفي عملية جراحية منفصلة، نقلت خلايا من كبدها إلى شخص آخر مصاب بالفشل الكبدي.
وقال الأطباء إن العملية الجراحية كانت في غاية الصعوبة والتعقيد. وبلغ طول الكليتين في هذه المرحلة من العمر نحو 5 سنتيمترات. ولم يكشف الأطباء عن مزيد من المعلومات حول الشخصين اللذين نقلت إليهما أعضاء المولودة، لكنهم قالوا إنه يمكن التبرع بأعضاء الأطفال الحديثي الولادة إلى أطفال أصغر سنا، أو أطفال أو حتى أشخاص بالغين.
وقال جيمس نيوبرغر، من هيئة الخدمات الصحة الوطنية للدم وزرع الأعضاء: “نحن سعداء لإجراء أول عملية لنقل الأعضاء من طفل حديث الولادة في المملكة المتحدة، وهو ما مثل نجاحا، ونشيد بالقرار الشجاع الذي اتخذته الأسرة للتبرع بأعضاء مولودتهم”.
وأضاف: “الحقيقة المحزنة هي أنه كي يحصل الشخص على زرع للأعضاء التي هو في أمس الحاجة إليها ينبغي على كثير من الأسرة التي تواجه خسارة طفلهم المحزنة الموافقة على التبرع بأعضائه”.
وقال الدكتور غوراف أتريجا، الذي شارك في عملية زرع الأعضاء، لبي بي سي: “تحول هذا إلى أمر إيجابي للأسرة”.
وأضاف: “بإمكانهم رؤية شيء إيجابي يخرج من تجربتهم السلبية”. وأردف: “نأمل في أن تبدأ وحدات حديثي الولادة في أنحاء المملكة التفكير بصورة فعالة في هذه القضية النبيلة”.
“مأساة شخصية”
وتشير قوائم الانتظار الرسمية إلى أن نحو 15 رضيعا تحت سن العامين في حاجة في الوقت الحالي إلى زرع أعضاء في أنحاء المملكة. لكن الخبراء يقولون إن الرقم قد يكون أكبر من ذلك، إذ لا يضع الكثيرون حالاتهم على القائمة، وذلك بسبب ندرة الخيارات.
وأجريت مجموعة من عمليات التبرع، شملت أطفالا كانوا يبلغون من العمر قرابة العام.
لكن هيئة الخدمات الصحية الوطنية للدم وزرع الأعضاء قالت إنه بالنسبة للأطفال الصغار الذين يحتاجون إلى زرع أعضاء يعد حجم العضو لدى المتبرع غالبا أمرا مهما للغاية لنجاح العملية، وهو ما يعني أن أعضاء المتبرعين الأكبر سنا لن تنجح دائما.
وعلى الرغم من أن عمليات التبرع بأعضاء حديثي الولادة تجرى في الولايات المتحدة وألمانيا وأستراليا، فإن الأطباء يقولون إن الإرشادات بشأن تشخيص وفاة حديثي الولادة في المملكة المتحدة يعيق عمليات التبرع التي تساهم في إنقاذ أرواح الآخرين. وعلى النقيض من بعض الدول الأخرى، لا يحق للأطباء المعالجين في المملكة المتحدة الإعلان عن الوفاة إكلينيكيا لطفل لم يتعد الشهرين.
ومن المقرر أن تجري الكلية الملكية لطلب الأطفال وصحة الطفل مراجعة لتلك الإرشادات وإصدار تقرير بشأنها في مارس/آذار المقبل.
وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية للدم وزرع الأعضاء إنها ترحب بأي توضيح يضمن إجراء التبرع بالأعضاء، إن كان ذلك مناسبا، “خاصة عندما يكون والدا المتبرعين المحتملين حريصين على القيام بشيء جيد يخرجهم من مأساتهم الشخصية”.