77 جينا تسهم في التعرف على احتمال الإصابة بسرطان الثدي
مجلة نبض-BBC:
توقع فريق من العلماء إمكانية التوصل إلى معرفة احتمال إصابة السيدات بسرطان الثدي من خلال دراسة أخطاء صغيرة يحملها شريط الحمض النووي (دي إن إيه) لديهن.
واستطاع فريق العمل الدولي تحليل 77 جينا، وتوصل العلماء إلى أن كل جين من هذه الجينات له تأثير منخفض من حيث خطر الإصابة بالسرطان، لكنها تشكل مجتمعة تأثيرا قويا.
وقد تفضي النتائج التي نشرتها دورية المعهد الوطني لمكافحة السرطان إلى تغيير شكل طرق الفحص والعلاج الوقائي والعلاج الهرموني البديل.
وقالت الجمعيات الخيرية إن المجال يسجل نموا سريعا.
وتقتصر الاختبارات الجينية التي جرت بالفعل في بريطانيا على أولئك السيدات اللائي سجلن أعلى النسب من حيث خطر الإصابة بسرطان الثدي.
ويبحث فريق العلماء التغيرات الجينية مثل طفرات جينيات BRCA التي أدت إلى بنجمة هوليوود أنجيلينا جولي إلى استئصال الثدي والمبيض تجنبا للاصابة بالسرطان.
“مثير للغاية”
ودرس فريق العلماء بإشراف معهد بحوث السرطان في لندن وجامعة كامبريدج أجزاء من الشفرة الجينية التي لها تأثير كبير في احتمال إصابة النساء بمرض السرطان.
ومن بين الـ 77 جينا في الحمض النووي الموروث من الأم وما يعادله من الأب، التي تشكل خطر في الإصابة بالسرطان، يكون متوسط جينات الإصابة المحتملة عن النساء 66 جينيا.
وأفضت هذه النتائج إلى امكانية تحديد فريق العلماء احتمال إصابة السيدات بسرطان الثدي.
ووصفت مونتيسيرات غارسيا-كلوزاس، بمعهد بحوث السرطان لبي بي سي الاكتشاف بأنه مثيرللغاية وأن “اكتشاف هذه المتغيرات سجل تقدما سريعا للغاية خلال السنوات الخمس الماضية. وأعتقد أنه حان الوقت لبدء تصميم اختبار جيني يتضمن كل هذه العناصر. و من المرجح أن يكون ذلك في غضون عام.”
وقد يكون للقدرة على التنبؤ بدقة بخطر الإصابة بسرطان الثدي تأثير قوي على الأدوية المستعملة.
فقد يحدد ذلك فئة السيدات اللائي بحاجة إلى أدوية مثل تامكسفين ورالوكسفين للحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
وربما لا تحتاح السيدات الأقل عرضة لخطر الإصابة بالسرطان إلى فحص. أما السيدات الأكثر عرضة لخطر الإصابة فسيكون عليهن إجراء فحوصات مبكرة.
والعلاج بالهرمونات البديلة له فوائد عديدة ، لكنها تزيد من خطر الإصابة بالسرطان. حتى معرفة المخاطر الجينية قد يرشدنا أيضا إلى من يحتاج العلاج الهرموني البديل.
“خطورة رئيسية”
لكن احدى التحديات الكبرى ستكون في الجمع بين هذه الاختبارات مع التقنيات الحالية.
وقال البروفيسور دوغلاس إيستون من جامعة كامبريدج ” لقد وصلنا الآن إلى مرحلة حاسمة يمكن فيها الجمع بين كل هذه الأبحاث للمساعدة في أعمال الفحص المرجوة وتقديم المشورة لهؤلاء السيدات اللائي يحتجن اليها بشدة.”
وأضاف “لا يزال هناك عمل ينبغي القيام به لتحديد كيف يمكن لهذه الاختبارات أن تكمّل عوامل الخطر الأخرى ، مثل السن وأسلوب الحياة والتاريخ العائلي للإصابة، لكنها خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح والذي نأمل في أن يفضي إلى تنبؤ بالمخاطر الجينية وأن تصبح جزءا من الفحص الروتيني للثدي في السنوات القادمة.”
وقال ماثيو لام، بجمعية مكافحة السرطان الخيرية “في السنوات الأخيرة تعلمنا الكثير بشأن عوامل الخطر الجينية لسرطان الثدي. والعظيم الآن هو رؤية هذه النتائج كبداية يمكن ترجمتها في طرق عملية من أجل التنبؤ بالمخاطر.”
وقال نيل باري، بمعهد بحوث السرطان في بريطانيا “تبين هذه الدراسة كيف يمكن استخدام الخريطة الجينية لسرطان الثدي التي صاغها العلماء على مدى سنوات في تحدد السيدات الأكثر عرضة لخطر الإصابة، حتى نتمكن من اتخاذ خطوات للحد من فرص إصابتهن بالمرض أو منعه في مراحل مبكرة للغاية.”