“أنا جائع”..إذا “أنا غاضب”
مجلة نبض-CNN:
هل أنت من الأشخاص المعروفين بغضبهم عندما يشعرون بالجوع؟ وهل تفقد تركيزك وقدرتك على القيام بأي شيء آخر حتى يأتي الطعام؟ لا تجعل هذا الأمر يشعرك بالخجل، وخصوصاً أن ردات الفعل القوية وعدم القدرة على التركيز بسبب الشعور بالجوع هي نتيجة عمليات عضوية في الجسم.
ويتمثل السبب الأول بأن الجسم يهضم كل العناصر الغذائية ويحولها إلى سكريات بسيطة مثل الغلوكوز والأحماض الأمينية، التي تجري في الدم وتغذي الأعضاء. لكن، بعد مرور فترة على آخر وجبة تناولتها، تنخفض مستويات هذه السكريات البسيطة، الأمر الذي يحلله الدماغ على أنه حالة مهددة للحياة. ولأن الدماغ يعتمد على الغلوكوز بشكل أساسي لممارسة مهماته، يواجه الشخص الجائع صعوبة في التركيز أو الفهم، ويقوم بأخطاء في أمور بسيطة. كما يصبح تمالك الغضب والتصرف بلباقة أمراً صعباً.
أما السبب الثاني فيتمثل بأن انخفاض نسبة الغلوكوز في الدم، يتسبب بإرسال الدماغ إشارات إلى أعضاء الجسم لإفراز هرمونات تزيد من مستوى غلوكوز الدم، منها هرموني “كورتيزول” و”إبنفرين،” وهما هرمونان يسببان التوتر بالإضافة إلى إفراز هرمون “أدرينالين.” وينتج عن هذا “الكوكتيل” من الهرمونات ردات فعل عصبية يعاني منها الشخص الجائع.
وثالثاً، تسيطر الجينات ذاتها على الشعور بالجوع والعصبية. وأحد هذه الجينات هو “نيروبيبتايد واي”، الذي يطلقه الدماغ عندما يكون الشخص جائعاُ، ما يقود إلى تناول الطعام بنهم وشراهة، ويجعل الشخص عدوانياً أكثر. وكل هذه العوامل السابقة، تدل على أن العصبية المرتبطة بالجوع هي أحد أليات الجسم للتعبير عن الجوع.
ولتجنب العصبية عند الشعور بالجوع، من المهم تناول أي شيء قبل أن يدخل الجسم في مرحلة الجوع الشديد، وهذا لا يعني بتاتاً تناول رقائق البطاطس أو الشوكولا أو البسكويت، لأن هذه الأطعمة ستسبب ارتفاعاً سريعاً في غلوكوز الجسم الذي سرعان ما سينخفض ويشعرك بجوع أكبر. لهذا، ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، مثل الفاكهة أوالتمر أو المكسرات.
أما في حالة الصيام أو الحالات التي لا يمكن تناول الطعام فيها، لا تهلع لأن معدلات الغلوكوز في الدم ستعود إلى مستوياتها بعد فترة من إفراز الهرومونات التي ذكرت سابقاً، وسيقوم الجسم بحرق الدهون المخزنة فيه لإنتاج الغلوكوز.