مشروبات الطاقة “تزيد مخاطر الاصابة بالتهاب الكبد”
مجلة نبض-BBC:
قال أطباء إن رجلا تعرض لمشاكل صحية حادة في الكبد بسبب اعتياده تناول مشروبات الطاقة يوميا.
وأصيب الرجل، وهو عامل بناء من فلوريدا يبلغ من العمر 50 عاما، بالقيء واليرقان (اصفرار الجلد) وآلام في البطن.
وكان الرجل يعاني فعلا من مشاكل في الكبد، ويعتقد الأطباء أن الخطر تزايد بسبب اعتياده تناول ما بين 4 و5 من علب مشروبات الطاقة يوميا.
واعتقد المريض في البداية أنه يعاني الأنفلونزا، ولكنه سعى للحصول على مساعدة طبية عندما ظهرت عليه أعراض أخرى مثل البول الداكن واليرقان.
وكتب فريق البحث الطبي من جامعة فلوريدا في موقع BMJ Case Reports قائلا إن الرجل كان يعاني بالفعل من فيروس التهاب الكبد الفيروسي سي، ولكن هذه الأعراض تطورت منفصلة.
وكشفت الاختبارات إنه يعاني معدلات عالية من أنزيمات كبدية اسمها transaminases وتعد مؤشرا على تلف في الكبد، فضلا عن أنها دليل على حالة فيروس سي مزمنة.
وكشف التحليل عن وجود التهاب كبدي حاد.
وفي محاولة لفهم سبب الحالة، سألوا المريض عن عاداته فيما يتعلق بالتدخين وشرب الكحوليات والمخدرات والحمية.
وكان الشيء الوحيد الذي رصدوه مختلفا عن الطبيعي هو دأبه على تناول مشروبات الطاقة خلال يوم العمل – 4 أو 5 علب يوميا خلال الأسابيع الثلاثة السابقة لمرضه.
وتحوي كل علبة من مشروب الطاقة على 40 مليغراما من النياسين (فيتامين بي 3)- وتوصي بريطانيا ألا يتجاوز استهلاك الرجل 17 مليغراما والمرأة 13 مليغراما.
ويصاب الناس عادة بأعراض التسمم إذا تناولوا أكثر من 500 مليغرام، ولكن في حالة هذا الرجل كان تناول ما يتراوح بين 160_250 مليغرام يوميا كافيا للتأثير على كبده.
وتوقفت الأعراض عندما توقف عن استهلاك مشروب الطاقة. وهذه هي الحالة الثانية من نوعها التي تتحدث عنها الصحف الطبية.
وقالت الدكتورة جنيفر هارب رئيس فريق البحث:” فيما يتوسع سوق مشروبات الطاقة بسرعة يجب على المستهلكين أن يكونوا على علم بالمخاطر المحتملة لمكوناتها المختلفة.”
وأضافت قائلة:” إن الفيتامينات والعناصر الغذائية مثل niacin موجودة بشكل يتجاوز الجرعة اليومية المطلوبة، مما يرفع احتمال خطر التراكمات الضارة والسميات.”
وقال زميلها دكتور فيكاس كولار لبي بي سي إنه يجب على الجميع، وليس فقط من يعانون الالتهاب الكبدي أو غيره من أمراض الكبد، التزام الحذر إزاء عدد علب مشروبات الطاقة وأكواب شاي الأعشاب التي يتناولونها.
وأضاف قائلا:” نحن لا نعرف كم مكونا قام الكبد بتنقيته، وإلى أي مدى أدى ذلك لإصابة الكبد وسميته.”
وقال أندرو لانغفورد الرئيس التنفيذي لصندوق مكافحة أمراض الكبد البريطاني:” إن الكبد مصنع الجسم – فهو يمارس مئات المهام الحيوية للحياة.”
وتابع:” من بين مهامه تدمير السميات، ومعالجة الغذاء والمشروبات بعد هضمها، وتخزين الطاقة حتى يمكن استخدامها بفعالية.”
وأكد أن “مشروبات الطاقة لا توفر فوائد غذائية، وتناول الكثير منها يمكن أن يوقف الكبد عن القيام بوظائفه كما ينبغي مما يؤدي إلى مشاكل خطيرة.”
وأضاف أن وجود مشاكل في الكبد “يرجح تفاقم المشكلة، ويضاعف التأثير الضار.”
وقال لانغفورد إن الغذاء المتوازن الذي يحوي الكثير من المياه، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحد من تناول الكحوليات يساعد في الحفاظ على كبد سليم.